خامر, عبد الحفيظحمبلي, فاتح2018-10-282018-10-282012http://hdl.handle.net/123456789/5654تطلع علينا المقامات من أغوار التاريخ محملة بأصناف البيان و أنواع البديع ، التي وشحها بها منشأها ، فتبدو لنا كلوحة فنية ، تحمل الكثير من الدلالات ، أحيانا تكون ظاهرة للعيان ، و أحيانا أخرى تضطرنا الدراسة إلى استقراء مضامينها ، و استنتاج الدلالة بعد التحليل العميق . و كان من شأن الدارسين في العصر الحديث للمقامات أن حددوا غرضها الرئيسي في تعليم الناشئة فنون الإنشاء ، و التدرب على الكتابة ، متبعين في ذلك ما ذهب إليه القدامى في نظرهم إلى المقامات ، حيث تركزت رؤيتهم على الجانب البلاغي الذي تزخر به المقامات . و لكن نظرة سريعة و سطحية على عصر الهمذاني تجعلنا نعيد النظر في هذا الغرض ، و تضطرنا إلى إعادة القراءة لمضامين المقامات . فالوضع السياسي الذي تميز بانقسام العالم الإسلامي إلى دويلات مشتة و ضعيفة ، نتقاتل فيما بينها من أجل الحدود و السلطان و متاع الدنيا ، لا يمكن إغفاله عند تحليل المقامات . كما أن الوضع الاجتماعي الذي ميزته ظهور الطبقية في مجتمع كان شعاره المساواة و تكافؤ ذمم أهله و الانقياد لشريعة سماوية واحدة معصومة من الزلل و الخطأ ، و منزهة عن النقص ، و انتثار الآفات الاجتماعية و السلوكيات المشينة، لتجعل من يتعرض للمقامات في حيرة من أمره . و لا ننسى الوضع الاقتصادي المتردي المائل آنذاك ، جعل من حياة الناس -جحيما لا يطاق بسبب طلب الرزق و لقمة العيش ، إذ أن الفقر و العوز و الفاقة كانت مظاهر طغت على المجتمع المسلم ، الذي كان يعيش في رخاء و ترف من سنوات قليلة خلت . و كمحصلة لهذه الظروف الحياتية متدهورة على جميع الأصعدة ظهرت آفات و سلوكيات و ممارسات لم يعرفها المجتمع المسلم من قبل ، فظهرت السرقة و النصب و الاحتيال على الناس ، كلا هذا من أجل الحصول على المال ، و من هذه الممارسات ظاهرة الكدية .otherفن المقامةالنقد الأدبيالنقد الأخلاقي في مقامات بديع الزمان الهمداني 398ص.Other