ميسي, خولةالعلمي, المكي2018-02-202018-02-202017http://hdl.handle.net/123456789/1746احتضنت هذه الدراسة نصا تراثيا قديما ، ظهر خلال القرن الرابع الهجري ، على يد مؤلفه (أبو حيان التوحيدي) ، أحد أشهر أدباء العصر الوسيط ، على عهد الدولة البويهية ، فأرخ فيه المؤلف لهذه الفترة ، التي عرفت بمرحلة اضطراب سياسي و اجتماعي و اقتصادي و عقائدي ، كما عرف هذا العصر بعصر الانفلات المعرفي و التفجر الثقافي و العلمي و النشاط النثري و تنوعه ، فبرزت على الساحة الأدبية نصوصا لا زال التاريخ يذكرها و يتناقلها جيلا بعد جيل ، كنص "الإمتاع و المؤانسة" ، و هو مؤلف أهداه صاحبه لصديقه (أبي الوفاء) ، الذي طلب منه أن يكتب له جميع المواضيع التي حدث بها الوزير (عبد الله ابن العارض) ، خلال أربعين ليلة من السمر ، فاشتمل هذا الكتاب على شتى الفنون و المعارف ، فكان منها ما موضوعه أدبي فكري لغوي ، و اشتملت أخرى على جوانب سياسية و اقتصادية كحديثه عن غلاء الأسعار و انتشار الفقر ، و منها ما كان اجتماعي ، كتفصيله في أوضاع طبقات المجتمع ، و ما لحق بعامتها من فقر و جوع و تشرد ، أدى إلى ظهور فنونا للصوصية و أنواعا للعربدة و المجون ... . و في ظل هذه الأوضاع ، عبّر (أبو حيان) عن واقعه المعاش ، عبر عالم سردي متخيل ، تقصى فيه كل تفاصيل العصر العباسي و مفارقاته الصارخة ، لتكفل بذلك لياليه التأصيل لجميع مجالات الحياة إبان (ق4هـ) ، لذلك كان المنهج السوسيونصي الأنجع لرصد هذه الظواهر ، و استجلاءها عبر العالم اللغوي للنص ، الذي استطاع أن يوضح التغيرات الاجتماعية ، الطارئة على العصر ، و الوضع الاجتماعي الذي ظهر فيه هذا النص ، و التوجه الفكري و الأدبي لصاحب النص ؛ مما يجعلنا نقر أن المنهج السوسيونصي (لبيير فالري زيما) ، قد تمكن من رصد الكثير من الجوانب الاجتماعية لواقع (أبي حيان) ، بعيدا عن القراءات المسبقة و الإسقاطات الذاتية و التعسفية .otherالسرد العربي القديمأبو حيان التوحيديالإمتاع والمؤانسةبيير زيماسوسيونصيةالأربعون ليلة لأبي حيان التوحيدي مقاربة سوسيونصيةOther