حمودي, منىخلدون, دلولة2018-10-312018-10-312013http://hdl.handle.net/123456789/5964بما أن أصوات الكلام تحيط بنا من كل جهة فتعلمها ونسمعها ونستمتع بها أو حتى نعاني منها ومع ذلك فنحن لا نعرف إلا القليل عنها، وبما أن أصوات الكلام تنمى الجانب العلمي للغة أي آن النظام الصوتي هوالوسيلة التي تنقل لنا أفكار المتكلمين وأحاسيسهم وشعورهم، فبواسطتها يتصل الإنسان بأخيه ويتفاهم معه مهما كان حظه من التعليم والثقافة. فالصوت اللغوي ما تزال الكثير من قضاياه غامضة ومجهولة، ونحن في أمس الحاجة إلى تفسيرها وتحليلها وهذا ما يدعو إلى الاهتمام بالصوتيات لأجل خدمة هذا الجانب المهم في دربة اللغة. ولهذه الأهمية الكبيرة التي يحتلها الدرس الصوتي ارتأينا أن يكون موضوع يحقا تحت عنوان قصيدة ؛ " طويل الليل لأحمد شوقي، دراسة صوتية ، محاولين الإجابة على التساؤلات التالية: — كيف للشاعر أو المبدع أن يستغل الصوت في إيصال أفكاره وأحاسيسه ؟ — إن كان الشعراء يشتديمين في الإيقاع المجرب الذي أساسه الوزن والقافية فهل لكل منهم خصوصية تكثف من خلال الدراسة الصوتية ؟ — حضور الإيقاع في شعر شوقي هل هو راجع لعبقريته النادرة في بناء أصوات النص وهل هذا ما جعله متفردا في عصره دون غيره ؟ — هل استطاعت الأصوات أن تحقق أهداف شوقي من خلال جدارة حملها لما في نفسه من مشاعر ؟ — ما علاقة بحر الوافر بموضوع القصيدة، أهو راجع لبراعة الشاعر في اختيار البحر أم أن موضوع القصيدة هو الذي يفرض عليه استخدام هذا البحر ؟ — هل فعلا شوقي عاش التجربة أم أنها مجرب إبداع ؟ — لما شجع كثرة استخدامه للتكرار والتضعيف ؟ — ولقد قسمتنا بحثنا إلى مدخل عام وفصلين تظني بعنوان الصوت في الدراسات اللغوية وتطبيقي بعنوان الدراسة التحليلية للقصيدة.— أما الفصل الثاني فقد اخترنا فيه نموذجا للدراسة متمثلا في قصيدة لأحمد شوقي بعنوان؛ طويل الليل ولقد حاولنا استقصاء الممات الصوتية في هذه القصيدة من أجل أن نحدد كيف كان للصوت دور في صناعة الدلالة في هذه القصيدة عدا عن دونه في بناء لغتها. - وقد اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي مع وسيلة الإحصاء، لأنه أكثر المناهج الملائمة لظواهر الصوت بوصفها وصفا دقيقا. — حيث ركزنا في إعداد يحثنا هذا على مجموعة من الكتب بشقيها المصادر والمراجع، إذ يأتي على رأسها ديوان أحمد شوقي في الشوقيات الذي يعتبر المصدر الأساسي لهذه الدراسة وكذلك كتاب الصوتيات والفونولوجيا لمصطفى حركات وغيرها من الكتب المهمة التي لا يسعنا ذكرها في هذا الموضع. توصل البحث إلى النتائج التاليه:— وقد جاء في المدخل ضبط لمصطلح الصوت من حيث حده اللغوي والاصطلاحى كما جاء فيه تحديد لموضوع علم الأصوات، وحديث عن الجهاز الصوتي وكيفية حدوث الصوت وملامح رنة ولحن الصوت، أما الفصل الأول فتناولنا فيه بعد التوطئة التأصيل التاريخي لعلم الأصوات عند رواده من العرب والغرب كما رصدنا التطور الذي شهده هذا العلم عند الأمتين وفروع هذا العلم من جهة وخصائص الأصوات وصفاتها تمهيدا للدراسة التطبيقية* - اللغة ظاهرة صوتية تختلف اختلافا كليا عن سائر الرموز الأخرى غير اللغوية. - للصوت دلالة سواء أكان مفرد أو مركبا ( صامتا أو صانتا)وبما أن اللغة فطرية فإنها تقتضي أن تكون لحروفها أو لأصواتها خصائص ومعاني متعددة ومختلفة. - القصيدة التي تناولناها تعد سجعا هاما لكل دارس سواء من الناحية الصوتية أم من الناحية الإنسانية لأنها أعطتها قيمة حية عن معاناة الإنسان، وعبرت عن أحزانه وأحاسيسه. - جماليات القصيدة لا تكمن فقط في أسلوبها البديع بل نتعداه إلى معانيها ومغزاها فالشاعر كان مبدعا مستلهما معانيه من واقعه وواقع عصره.المتأمل في القصيدة يجد أنها تحتوي على عنصر الحكمة وفكرة العبرة. - خصوصية شوقي تبرز من خلال اندفاعه وحماسته ويرجع ذلك لبراعة الكاتب وقوته الإبداعية. - الشاعر لم يعش التجربة وإنما هي إبداع وقد توصلنا إلى هذه النتيجة انطلاقا من عدة نتائج جزئية منها: *التردد والحيرة والمصير المجهول بالنسبة له كلها تؤدي إلى نتيجة واحدة وهي بعده عن هذه القصة. *تعبيراته إبداعية فيها خيال وتصوير. * كثرة التكرار المؤدي لنفس الدلالة والمعبر عن عجز لمي أحيانا. * غياب التوتر. * تناقض في الأفكار مع غياب الحلول. وعلى الرغم من عدم معايشة الشاعر للتجربة المعبر عنها بهذه القصيدة فقد توفرت فيها كل العناصر الموسيقية والإيقاعية والصوتية، التي وظفها شوقي أحسن توظيفا فموسيقاه تميزت بحلاوة وعذوبة نابعة من إلهام وإحساس منفرد في بناء أصوات النص الشعري.otherعلم الأصواتOther