قراح, سماحبشار, إبراهيم2018-11-042018-11-042013http://hdl.handle.net/123456789/6070تعد الاستعارة من أهم المواضيع التي شغلت اهتمام المفكرين،البلاغيين،النقاد،والفلاسفة قديما وحديثا،فكانت محطة للأنظار لدى مختلف التوجهات والتخصصات،باعتبارها ركنا جوهريا مكونا في بنيته أنساقنا الفكرية التصورية،وهي إحدى الدعائم الأساسية التي يرتكز عليها الخطاب. فكان بذلك موضوع دراستي هو جماليات الاستعارة في الشعر الجزائري المعاصر، ديوان ولعينيك هذا الفيض للشاعر الجزائري عثمان لوصيف أنموذجا. ويعود اختياري لهذا الموضوع إلى بواعث ذاتية،وأخرى موضوعية. فأما الذاتية،فتتمثل فيما يلي: - ميلي إلى الشعر الذي أعده الفن الأدبي الأسمى. - و.اعجابي الكبير بالشعر الجزائري ورغبتي في مقاربته. وأما الموضوعية فمنها ما يلي: هي جدية البحث في الموضوع،واستحقاقه لبذل العطاء كما وكيفا،ورغبة مني في الكشف عن بعض أسرار وجماليات الاستعارة وقيمتها الفنية،أضف إلى ذلك قلة الدراسات التي تناولت أعمال الشاعر الجزائري عثمان لوصيف،ونظرا لأهمية الصورة الاستعارية باعتبارها مقياس الشاعرية المبدع،وفضاءا ملائما لتقويمه تقويما فنيا. ومن هنا انبثقت الإشكالية الخاصة بهذا البحث وبرزت بشكل أساسي من خلال مجموعة من الأسئلة تفرضها فكرة الموضوع ، فما مدى براعة الشاعر عثمان لوصيف في انتقاء استعاراته؟وماهي الجماليات التي وسمت الاستعارة في قصائد "ولعينيك هذا الفيض"؟ وماهي وسائل تشكيل الصور الاستعارية عند الشاعر؟ فتطلبت هنا الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها اختيار المنهج التحليلي الوصفي،للكشف عن طبيعة الاستعارة و.ابراز قيمتها الجمالية واستنطاق الأبعاد الفكرية. فأدرجت مادة البحث ضمن خطة متمثلة في مقدمة ، مدخل،وفصلين وخاتمة،بحيث احتوى المدخل على تعريف للاستعارة لغة واصطلاحا،والاستعارة عند العرب القدامى ،ممثلةبعبد القاهر الجرجاني،وكذلك الخطيب القزويني، كما تطرقت إلى الاستعارة عند الغرب والنظرية التفاعلية والسياقية للاستعارة،ووقفت عند الفرق بين الاستعارة والتشبيه،وقيمتها في البيان ،بالإضافة إلى أنواعها وأركانها. أما الفصل الأول فكان عنوانه أنواع الاستعارة وجماليتهافي ديوان ولعينيك هذا الفيض فقد اندرج تحته مبحثين،مبحث أول خصصته للاستعارة المكنية و.ابراز جماليتها في الديوان،أما المبحث الثاني فقد تناولت فيه الاستعارة التصريحية وجماليتها في الديوان من خلال مساءلة دلالاتها من المعجم إلى الشعرية. وفي الفصل الثاني فقد تناولت فيه وسائل تشكيل الصورة الاستعارية في ديوان ولعينيك هذا الفيض،وهذا الفصل احتوى على مبحثين،المبحث الأول كان مخصص لتجسيم وبيان قيمته في إكساب المعنويات صفات حسية،و المبحث الثاني انصرفت فيه إلى بيان قدرة الصورة الاستعارية في مجموعة قصائد ولعينيك هذا الفيض،على بث الحياة الإنسانية في المعنويات والجمادات والأحياء غير العاقلة.ونهاية هذه الدراسة كانت خاتمة تضمنت أهم النتائج المتوصل إليها. ولقد اعتمدت على مجموعة من المصادر والمراجع أهمها:أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني،البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها لحسن المداني ،مدخل إلى البلاغة ليوسف أبو العدوس ،البلاغة العربية المفهوم والتطبيق حميد آدم ثويني،الاستعارات التي نحيا بها لجورج لايكوف ومارك جونسون...... فكان الهدف منذ البداية هو الكشف عن أسرار الصورة الاستعارية في ديوان ولعينيك هذا الفيض،وهو بهذه الغاية أطمح أن يكون لبنة نافعة في هرم الأدب الجزائري،فمن خلال هذه الدراسة توصلت إلى مجموعة من النتائج يمكن تلخيصها في النقاط التالية: 1.تعد الصورة الاستعارية من أهم الأدوات التي اعتمد عليها عثمان لوصيف، فكانت قصائد ولعينيك هذا الفيض،جامعة لأفكار الشاعر وأحاسيسه،و.ابلاغها إلى المتلقي حية متحركة. 2.تتلخص فكرة ولعينيك هذا الفيض في جعل المرأة كائنا بشريا تجمع فيه جمال الطبيعة كله فبدا ولع الشاعر بالجمال الأنثوي، سواء كان جمال خُلق،أم جمال خِلقة ، فقد وردت كلمة أريج أكثر من مرة،وذكرت في أول السطر من أول قصيدة في الديوان "باغتني أريجك" فكانت أول مؤشر يوحي إلى وجود المرأة وهي علامة تبقى بعد رحيلها واحتجابها. 3.كانت الاستعارة المكنية أكثر ورودا من الاستعارة التصريحية مما يوحي بنزوع الشاعر نحو التلميح والضبابية الشعرية . 4. برزت في قصائد الشاعر صوت الروح لا الرغبة، وصوت الحق لا الظلم، وصوت الإيمان لا الكفر، فتجرد من رغباته وشيطانه، ولجأ إلى الذات الإلهية الخالدة،الذات الصوفية، وهذا ما وجدته بارز في عبا ا رته المتدفقة والعبقة بالإيمان [ الصلاة، الخشوع ، الإحرام...] وكأنه أراد أن يعبر عن هذا الإيمان المفقود. 5.نلمس من خلال مجموعة لعينيك هذا الفيض تعبيرا واضحا عن صراع الذات،بين الحب والرغبة الإنسانية في المعصية، وبين الحب الإلهي والرغبة في قبول المغفرة،ذلك الص ا رع ظهر جليا بين عبا ا رت الشاعر واستعا ا رته المتوالية في قوله[ يا امرأة المناسك والنوافل، يا وثنا روحيا.....كل هذه الاستعارات وغيرها تعبير صادق عن صراع الشاعر الداخلي بين حب الذات الإنسانية وحب الذات الإلهية. 6.جعل الشاعر في ديوانه ولعينيك هذا الفيض المرأة خالدة في عقل وقلب كل إنسان على الوجه البسيط ألا وهي الأم الحنونة،والحبيبة المعشوقة عشقا خالصا لا ينافس فيه أحدا وهذا يظهر جليا في عبارات الشاعر عثمان في قوله[ نمشت يديك بالقبلات،غمست بالزنجبيل، أتذكر ماء المشمية، الرحم الأولى...........وهذه كلها عبارات تشير إشارة واضحة إلى الأنثى الأولى في حياة كل رجل ألا وهي الأم 7..لقد اعتمد عثمان لوصيف في تشكيل الصورة الاستعارية على التجسيم والتشخيص، فأخرج بالتجسيم الكوامن النفسية المجردة في قوالب أجسام محسوسة مشكلا بذلك صورا استعارية غاية في الجمال والتأثير،فجسم تعاريش النجوى، والسهاد والديجور ..... كما البس بالتشخيص صورة إنسانية لأشياء محسوسة ،فتشكلت بذلك استعارات كثيرة ومثيرة.otherالإستعارةالإستعارة في الشعر الجزائريجماليات الإستعارة في الشعر الجزائري المعاصر ديوان - ولعينيك هذا الفيض - لعثمان لوصيف أنموذجاOther