مسعودي, مريممسعودي, جمعة2018-10-312018-10-312012http://hdl.handle.net/123456789/6020إن اللغة كائن حي نام خاضع لنواميس الحياة من تغيرات مختلفة ،وهذا لأنها تحيا على ألسنة متكلميها وهم من الأحياء و لذلك فهي تخضع لعامل الزمن كما يخضعون له ،إذ بنمو الكائن الحي عبر مراحل نموه و يتطور و يتغير تخضع هي لا محالة لما يخضع له الكائن الحي في نشأته و عبر محطات حياته .و هي ظاهرة اجتماعية تستمد وجودها من كيان المجتمع و تعيش في أحضان أفراده و ضمن حياتهم و تقاليدهم و عاداتهم و سلوكهم فترقى برقيه و تنحط بانحطاطه. فاللغة ليسلت من صنع فرد أو مجموعة أشخاص ،إنما تعد وسيلة حتمية و نتيجة فعلية لحياة أفراد في مجتمع وجدوا أنفسهم بحاجة إلى اتخاذ وسيلة مثلى للاتصال و للتعبير عن جل أفكارهم ومعتقداهم و كذلك التواصل فيما بينهم .فاللغة كسائر الظواهر الاجتماعية عرضة لناموس التغير الذي يلحق مختلف مستوياتها صوتا و صرفا و معجما و دلالة.و هذا التغير لا يكون ضمن قوانين ملموسة محددة الزمن في كثير من الأحيان ،فمهما أجادوا في وضع المعاجم و تحديد مدلولات الألفاظ و مهما انتهجوا سبلا لمحاربة اللحن أو التحريف فإن اللغة لا تسير في سبيل هذا التغير إلا فيما رسمته لها سنن التغير الطبيعي دون أن يكون هناك احتمال لإيقاف تغير لغة ما لأن هذا شيء لا يقدر عليه فرد أو نظرية أو قانون....... فاللغة كائن حي يتغير على لسان متكلميها ،فينشأ من هذا التغير اختلاف بين لغة عصر و العصر الذي سبقه ،فيصبح قديما ما كان بالأمس جديدا ،و يتنافس مع جديد آخر،مما يؤدي إلى أن تضمحل لغة العصر السابق و نتدثر،فيكون الانتصار دائما للجليل و هذه سنة الحياة ،و فى تاريخ كل لغة ظهرت على وجه الأرض إثبات على بقاءها على شاكلة واحدة رغم مرور الأزمان. فما هو معروف عن لغتنا هو ارتباطها بأقدس شيء هو القران الكريم ،حيث دون بها التراث الضخم الذي كان القران محورا في كثير من مظاهره ،فقد أنزل الله عز وجل بها الذكر و كفل حفظه في قوله ؛(إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) . فارتباطها به دعا الكثير من الباحثين و اللغويين لدراستها دراسة واسعة و شاملة و ذلك لفهم ما جاء فيه و ما دار حوله من دراسات ،فقد تناولها اللغويون على مختلفا مشاربهم بالتحليل و التدقيق أمثال سبويه وبن جني و الخليل ......و غيرهم. فاللغة فضلا عن كونها ظاهرة اجتماعية فهي تخضع لجملة من العوامل و المؤثرات التي من شأنها المساهمة في معرفة طبيعة التغير الذي لحق بجميع مستوياتها سواء كان تغيرا ايجابيا أو سلبيا. فالإنسان عامة و اللغوي خاصة يستعمل في تواصله مع غيره ألفاظا أو جملا تتغير وتتبدل بتغيره هو في حد ذاته من عصر لآخر و من مكان لآخر ،و تبقى سيرورة هذا الاستعمال على هذا النحو على مدى تعمير الحياة الإنسانية ،فما نجده متداولا في عصرنا الحالي قد لا يكون كذلك في العصر الذي سبقه أو العصر الذي يليه.فما هم مألوف عند جماعة أو شخص قد يختلف عند شخص أو جماعة أخرى من بيئة مختلفة . و من هنا سيحاول هذا البحث تناول هذه القضية: التغير الدلاليرا محاولا تعريفه وتحديد عوامله فكان عنوانه:التغير الدلالي دراسة" مقارنة" و اختار له مجال تطبيق و: معجم الصحاح للجوهري و معجم "الوسيط" لمجمع اللغة العربية .وقد دفعه إلى ذلك جملة من الأسباب أهمها؛ - قيمة وأهمية هذه الدراسات اللغوية باعتبارها ميدانا خصبا للبحث. - التعريف بالتراث اللغوي عامة و المعجمي خاصة. - البحث عن إسهامات مثل هذه الدراسات اللغوية و دورها فى نمو اللغة و تغيرها. - إثراء المكتبة بمثل هذه البحوث العلمية و الدراسات اللغوية. فبهذا التغير الذي يجري على اللغة يعد جانبا إيجابيا يجعل من لغتنا راقية و مزدهرة فهي الوسيلة الأمثل لتواصل الإنسان مع بني جنسه و التفاهم مع غيره في جميع المجالات سواء بالكلمة أو الرمز أو الإشارة.....إذ تعتبر الدلالة جانبا مهما من جوانب اللغة و تساعد على تحقيق التواصل بين أفراد الناطقين بها باعتبارهم يملكون ثروة لغوية ضخمة يتفق على معانيها مع غيره لطالما هي موجودة في المعجم ،أما إذا انتقلت إلى سياق ما تتغير بحسب ما استعملت ضد. و ثمة أسئلة كثيرة يحاول الإجابة عنها أهمها: هل يعد التغير الدلالي طبيعة أم ضرورة يلجأ إليها الإنسان ؟ و إن كان ضرورة فهل يتخلى عنها بمجرد تلبية حاجاته منها ؟و هل هو شيء إيجابي أم هو آفة لغوية خطيرة تهدد اللغة وتقلق سلامتها ؟و إذا كانت مدلولات الألفاظ مدونة في المعاجم فكيف نفسر تعرضها لمثل هذا الناموس ؟و ماذا لو كان التغير أمر يقضي على تراثنا اللغوي القديم و يجعلنا تتناساه و يصبح مجرد محطات لغوية لا غير؟و إن كان تغير المعاني أمر لابد منه فما هي العوامل المتسببة في ذلك؟ و هل يعد الإنسان العامل الوحيد و الأساسي لحدوث مثل هذا الناموس؟و هل هو شيء تلقائي أم يمكن صناعته؟. و سيعتمد سندا له فى محاولة الإجابة عما سبق من أسئلة خطة مكونة من؛ مقدمة ثم مدخل ثم فصلان ثم ملحق ثم خاتمة.otherعلم الدلالةالتغير الدلاليالتغير الدلاليدراسةمقارنة بين معجم الصحاح الجوهري ومعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية نماذجOther