لحميدي, حنانسوالمية, حفيظة2018-12-022018-12-022012http://hdl.handle.net/123456789/6651إن رواية **يوم رائع للموت** رواية جديدة حديثة النشأة، تعالج قضية جيل الشباب في هذا العصر المليء بالضغوطات فالرواية تجربة أدبية تحقق أهدافا خفية، ناهيك عن قيمتها الروحية والمعنوية، حيث اختار المؤلف لهذه الرواية بعض الشخصيات التي تناسب فكرة هذا الموضوع وفي صدر الحديث عن هذه الشخصيات يقول **سمير قسيمي**<< ليست لدي طقوس معينة ولا منهجبة أتبعها في فعل الكتابة عندي يشبه في حاجتي الى فعل التنفس والأش، هو عندي حاجة تتعديى الضرورة لتصبح إدمانا مفرطا، يضطرني للجلوس إلى مكتب لأزيد من ثماني ساعات يوميا حتى وإن لم أكتب شيئا، فموضوع الرواية غالبا ما يتحدد وأنا أكتب سواها ولا أبدؤها إلا وأنا أعرف بالتفصيل الممل أحداثها وشخوصها الرئيسية، كيف تبدأ والى أين تنتهي، يحدث الأمر هذا بلا مقدمة، فتتشكل القصة في رأسي وكأنه فيلم رأيته سابقا حتى ملامح شخوصي أعرفها وكأنهم من ذكرياتي>>رلا. كما تطرقت الرواية إلى شرائح مختلفة من المقصورين والمهزومين على مستويى الحياة وفي هذا يقول *أسمير قسيمي**<< هي طريقتي التي أعبر بها عن سواي لا أحسن الحديث عن شخوص يفصلهم عن الواقع ما يفصل عن الحقيقة والخيال ولا أحسن الحديث عن شخوص ينزلون الفنادق الفخمة ويأكلون في طاعم لا أدخلها ويتحدثون لغة ليست لغتي، أنا واقعي في أحداثي، في تقتياتي، ولا أومن بالموهبة إيمانا يجعلني أضحك فبعض الذين تخيلوا أن مزيجا من الكتابة والترويح والبهجة الإعلامية تضع كتابا جيدا، الكتابة منحة إلاهية إما أنك تكتب جيدا أولا تكتب لا متطقة وسط بين الأمرين>> وتدور أحداث الرواية حول شخصيتين مهمتين الأولى يروي فيها الكاتب سيرة صحافي هو (حليم بن صادق) أو الجورناليست الذي يخطط للانتحار بطريقة الرمي بتفسه من فوق مبنى بعلو خمسة عشر طابقا بعد أن وقع اختياره على إحدى عمارات عدل بالكاليتوس، وترجع بنا هذه الرواية المتوترة إلى ماضي البطل وإلى تجارب الفشل ومشاكل الحب التي عاشها في حياته حيث لم يبتسم له الحظ لا في العمل فهو صاحب الثقافة العالية والذي لا يملك عملا حيث قضى خمس سنوات في البطالة فمثل هذه الحالة ولدت في نفسه التذمر وعدم الراحة كذلك لم يبتسم له الحظ في الزواج فهو صاحب الأربعين ستة وهو سن النضوج واكتمال العقل فعلى الأقل يكون فيه الرجل أسرة، فبعد أن تقدم لخطبة فتاة اسمها (نبيلة) اكتشف خيانتها مع (بدر الدين أوراري) وهكذا وجد حليم بن صادق نفسه رهين المحبسين الخيانة من جهة والبطالة التي تعاني من جهة أخريى، وتدور أحداث الرواية في أحياء الجزائر الشعبية الفوضوية حيث يعيش الفقراء ومهمشوا المجتمع وبعد طول انتظار يجعل القارئ يتساءل إلى معرفة ماذا سيحدث البطل في تنفيذ محاولة الانتحار، ليكتشف أن البطل نفذ قراره الذي اتخذه في نفسه منذ ستة أشهر وهذا بعد وقوفه على حافة العمارة ليفسح المجال للتعليقات ويقطع الطريق على أسئلة المحتشدين السخيفة ليفاجئ القارئ بدهشة في التلقي والتي من المفروض أن البطل بعد عشر ثوان من سقوطه أنه سيموت، فيحدث كسر في يده ورجله اليسريى فقط، وبعد أن استقرت أحواله النفسية والمادية جلس في بيته، مات حليم بن صادق موتا مفاجئا وهو يقرأ الرسالة التي بعث بها وهذا حتى يجعل موته أكثر شاعرية يشرح فيها أسباب انتحاره ليجعل الكاتب موته لغزا للقارئ؟. أما الشخصية الثانية التي تكلم عنها الكاتب شخصية (عمار آيت حسين) المعروف بعمار الطونبا والذي لم نعرفه من الرواية غير أنه لوطي فهو متسلط في تصرفاته فنكتشفه بشخصية قمعية متسلطة في السطور الأولى من الرواية يقضي وقته في التكسع وإدمان المخدرات وهو الذي أراد الزواج (بنيسة بوتوس) المعروفة بخلاعتها في أوساط الحي، هذه الأخيرة التي أقامت علاقة جنسية مع والده، وبعد سماعه بخبر قتل والده من طرفا أمه الحاجة الحنون آثار هذا الخبر صدمة في نفسيته، وقضى ليله كعادته في شرب الخمر وفي محاولة منه الرجوع في قطار المؤدي باش جراح دون نقود أهانه قابض الحافلة أمام الجميع، فحاول رد اعتباره فضربه (عمار الطوتبا) ومن شدة خوف القابض هرب فقتل تحت سكة القطار دون أن يرى في الاتجاه المعاكس القطار القادم ولأن القابض كان حاملا لبطاقة التعريف الوطنية الخاصة بعمار، سجلت القضية على انتحار وهكذا ظن الناس بأن عمار هو المنتحر. ليتصل عمار بصديقه *المعرفة* هذا الأخير الذي قدم له يد العون والمساعدة واستقر عمار الطونبا في بوهارون وأصبح رجلا شريفا في ظرفا أسابيع وأصبح إسكافيا هكذا تكتشفه بشخصية جديدة في الرواية هو (حكيم الكربوني). ومن خلال هذه الشخصيات نقل الفكرة التي أراد الكاتب توصيلها في طابع ساخر الذي يتبع حركة الرؤية الواقعية، فالشخصيات تبدو لشدة واقعيتها متخيلة أو رمزية، ليخرج النص كمزيج أدبي ذو نكهة خاصة كأنه يمحي الخط الذي يفرض أن يكون متصاعدا للزمن.otherالروايةالرواية الجزائريةالسردبنية الشخصية في رواية "يوم رائع للموت"لسمير قسيميOther