حملاوي, وافيةدكدوك, بلقاسم2018-11-082018-11-082018http://hdl.handle.net/123456789/6332يُعدّ أدونيس (علي أحمد سعيد) وجهًا بارزًا من وجوه الحداثة العربية المعاصرة، كما أنّه من الشّعراء النقّاد الّذين لجؤوا إلى الممارسة النّقدية وجعلوها مواكبة للتّجربة الشّعرية؛ حيث مارس النّشاط النّقدي باعتباره وسيلةً تُعينه على إيصال أفكاره ورؤاه إلى المتلقي،بعد أن قدّم له مشاعره وخيالاته في شكل قصائد شعرية. إنّ اجتماع الممارسة الشّعرية إلى جانب الممارسة النّقدية ليس أمرًا غريبا، بل إنّنا لو تأمّلنا الحدود بين الشّعر والنّقد لوجدناها ليست حدودًا شائكة شاهقة، إذ ثمّة جسور بينهما تجعل العلاقة وثيقة وجدلية معًا. لقد كان على أدونيس أن يدعم تجربته الشّعرية الجديدة بكتابات نثرية، تُساعد على ربط المتلقّي بحقيقة التّجربة الجديدة، خاصّة وأنّ القارئ العربي قد أَلِفَ تلقّي الشّعر وتذوّقه وفق مقاييس جمالية وشكلية متوارثة. ويهدف أدونيس من خلال كتاباته التّنظيرية إلى إعادة النّظر في الموروث الشعري العربي بحيث نفهمه فهمًا جديدًا بعيدا عن المفاهيم القديمة، كما يؤكّد على أنّ تغيّر الشّعر العربي ليس تغيّرا في الشّكل أو طريقة التّعبير وحسب، وإنّما هو قبل ذلك تغيّر في المفهوم ذاته. بالإضافة إلى ذلك فهو يدعو إلى تجاوز الأنواع الأدبية (النّثر، الشّعر، القصّة، المسرحية...) وصهرها كلّها في نوع واحد هو الكتابة. كما أنّه يضع الإبداع والنّتاج الشعري العربي في منظور التّجاوز الدّائم، وتقييمه استنادًا إلى هذا المنظور. ومنه فالتّجربة الشّعرية عند أدونيس ليست مجرّد إلهام، بل هي عملٌ متراكم، عمل فلسفي نفسي معمّق، عملٌ يُنجز بالمثابرة والمراجعة والثقافة، عبر مراحل مضنية مِن قِراءة الكتب المتنوّعة، لذلك فإنّ عمل أدونيس الشاعر النّاقد حالةٌ جدلية لتقديم مُنجَزٍ شعريّ قابلٍ للتطوّر والخلودotherالتنظيرالممارسةالشعرالتّجربة الشعرية عند أدونيس بين التّنظير والممارسةOther