بن معمر, كاميليابن سويكي2018-10-292018-10-292012http://hdl.handle.net/123456789/5800يظل التاريخ الأدب العربي على امتداد عصوره في حاجة دائمة إلى مزيد من القراءات لنصوصه و آدابه ، لكون تلك القراءات من شأنها أن تضفي على جوهر النص ملامح و معالم ما كان لها أن تتضح لولاها. حيث انشغل الشاعر المعاصر بالعديد من الظواهر الفنية التي أسهمت في تشكيل مضامنه و بنائه ، وجعلت منه سمة بارزة في تاريخ الشعر العربي ومن بين هذه الظواهر الفتية نذكر التكرار الذي يعد بنية من البنيات الأسلوبية التي تضفي على الثمن الشعري حلة جميلة ، يوظفه الشاعر للتأكيد على فكرة معينة وجعلها بؤرة عمله الإبداعي . ولقد ارتأينا في دراستنا هذه الى شاعر سوري معاصر هو نزار قباني ، معنونين هذه المذكرة ب : ظاهرة التكرار شعر نزار قباني "ديوان القصائد "-أنموذجا- ، ومن جدة البحث أنه يتناول بعدا جديدا ينصب فيما يعرف بالدراسة الأسلوبية ، حيث اتبعنا بعض اجراءات المنهج الأسلوبي ، وهو من المناهج الحديثة التي تستهدف سبر أغوار الأدوات الفنية التي يوظفها الشاعر لتوصيل مضمون رسالته ، وعليه: فماذا نعني بالتكرار ؟ وما هي أهم مستوياته ؟ وما هي أهم أنواعه ؟ وكيف وظف نزار قباني هذه الظاهرة في شعره ؟ و ما هو الدافع وراء توظيف نزار قباني لهذه الظاهرة ؟ أما الدوافع التي دفعتنا الى اختيار هذا الموضوع ، هو حرصنا الشديد على تسليط الضوء على هذه الشخصية البارزة في تاريخ الشعر العربي ، فهو يعد أمير الشعراء في زمانه وحتى في عصر الحاضر وكذلك من بين الدوافع التي جعلتنا نجود في أغوار هذا البحث ورغبتنا الجانحة في الكشف عن خلفيات هذه الظاهرة و إبراز أهميتها في الشعر المعاصر ، ولقد اعتمدنا على خطة نذكرها مرتبة كالآتي : بدأناها بالمقدمة ثم تليناها بالفصل النظري الذي عنوناه بظاهرة التكرار ولقد تطرقنا فيه إلى التعريف بالتكرار لغة واصطلاحا ثم تحدثنا عن مستوياته و بعده تناولنا أهم أنواع التكرار ثم أغراضه ثم أهدافه و بعد هذا الفصل النظري انتقلنا إلى الفصل التطبيقي الذي عنوناه توظيف التكرار في شعر نزار قباني ، متناولين فيه مستويات التكرار عند نزار قباني و أهم أنواع التكرار التي وظفها نزار قباني في هذه المدونة المختارة ثم دواعي توظيف نزار قباني لظاهرة التكرار و في الختام تحدثنا عن بعض الظواهر الإيقاعية ذات الطبيعة التكرارية و ختمنا هذا البحث بخاتمة تناولنا فيها أهم االنتائج المتوصل إليها ثم ألحقنا الخاتمة بملحق تطرقنا فيه الى التعريف بنزار قباني وإبراز منابع شعره و أهم مؤلفاته وبعده نجد قائمة المصادر و المراجع و بعد هذا كله نجد فهرس لمحتوى البحث أما عن أهم المصادر و المراجع التي إعتمدنا عليها في هذه المذكرة نذكر في مقدمتها القرآن الكريم وجملة من المعاجم اللغوية كمعجم العين ولسان العرب ومعجم الوسيط و الأعمال الشعرية الكاملة لنزار قباني . أما المراجع فقد أخذنا على سبيل المثال : شفيع السيد (النظم و بناء الأسلوب في البلاغة العربية) ، عبد الرحمان تبر ماسين ( البنية الإيقاعية للقصيدة الجزائرية المعاصرة )............... الخ . ففي نهاية دراستنا لظاهرة التكرار في شعر نزار قباني و الذي كان ديوانه قصائد أنموذجا له استطعنا أن نتوصل إلى كثير من النتائج يمكن إجمالها فيما يلي : —إن البنية التكرارية تشكل نظاما خاصا خالصا داخل القصيدة يقوم على أسس تابعة من صميم التجربة و مستوى عمقها و ثرائها ، و قدرتها اختيار الشكل المناسب الذي يوفر لبنية التكرار أكبر فرصة ممكنة لتحقيق التأثير ، من خلال فعاليته التي تتجاوزه حدود الإمكانات النحوية و اللغوية ، لتصبح أداة موسيقية ودلالية في آن واحد . ومن خلال تناولنا لأنواع التكرار في الفصل النظري عند البلاغيين و المحدثين تبين لنا أن البلاغيين حصروا التكرار في تكرار الاسم فقط أما المحدثون فقد جسدوه في تكرار الصوت إلى غاية الجملة أو العبارة. كذلك من خلال تحليلنا لظاهرة التكرار تبين لنا أن التكرار لكي يكون موظفا توظيفا دلاليا ينبغي أن يكون اللفظ المكرر وثيق الإرتباط بالمعنى العام ، وأن يكون له قيمة فنية، و يؤدي وظيفة دلالية يحرص الشاعر على توصيتها إلى الملتقي .otherالتكرارية في الشعرظاهرة التكرار في شعر نزار قبانيديوان قصائد أنموذجا: دراسة أسلوبيةOther