عايب, خديجةدكدوك, بلقاسم2018-11-072018-11-072013http://hdl.handle.net/123456789/6250لطالما أشرقت الأزقة في زوايا الرواية، وحضرت المضارب في دفتي القصيدة، فاللمقعد الخشبي سحره، وللشارع عطره، وللدرب حنينه، وللمنزل عبقه، وللروائي قلمه يخط به كل ماله أن يبرز اللحظة بزمانها ومكانها، بعبيرها وشخوصها، حتى يتجلى لنا الحدث بمتعالقاته والمتمعن في الرواية ” عربية أو غربية” يجد أن للمكان دورا هاما ليس مجرد ترف يكثر به الروائي سواد الصفحات، إنما هو بمثابة الديكور والخشبة على المسرحيات، له أن يقدم عن الشخصية بيانات حني أنه يمكن أن يحتل دور البطل الرئيسي في الروايات فيظهر في العنوان ثم يسطع نجمه بين الأسطر و الكلمات. ولعل هذا ما جعلنا نتبنى قيمة وبغية المكان في الرواية في بحثا الموسوم: بنية المكان في رواية كنز الأحلام لعبد الله خمار. فالمكان يعد عنصرا هاما داخل مركب الرواية لأنه بنية فنية مكون لها وقد برز فيها الروائي عبد الله خمار. فيطرح الموضوع حينئذ جملة من الإشكالات حولنا الإجابة عنها ولو بقدر ومدى أهمية المكان في تحديد هوية الرواية؟ ومدي تأثير المكان في شخصية الأبطال من أجل حياكة العقدة وهل وفق الروائي في توظيف الأمكنة بدلالات ورموز مختلفة؟. وللإجابة عن هذه الأسئلة كان لزاما أن نمير وفق منهج يمكننا من اكتشاف المكان ودلالاته في الرواية، فكان المنهج البنيوي وسيلتنا إلى ذلك. واتبعنا في بحقنا هذا خطوات ثابتة من شأنها رسم خطة ممنهجة فكانت الخطة كما يلي؛ المقدمة ثم الفصل التمهيدي الذي تناول فيه ملامح الرواية الجزائرية البدايات والتحولات وواقع الرواية الجزائرية وأهم العناصر المردية التي تقوم طيها الرواية وأنواع الرواية لنخلص أن الرواية من حيث هي محاكاة للواقع، أو نتاج للخيال لا حدود لها من حيث التصنيف، ولا من حيث المدى المتسع لاحتمال المزج بين الفنون الأدبية وسبب ذلك أن الرواية تتسع لفنون كثيرة، ففيها من الشعر شيء، ومن القصة شيء، ومن الحكاية شيء ومن النثر كل شيء، وفن مثل هذا الفن يصعب أن يوضع له تصنيف ثابت. أما الفصل الأول المعنون بسطوة المكان في الفن الروائي فقد تطرق فيه إلى تعريف البنية و المكان لغويا وفلسفيا واصطلاحا عند الغرب وعند العرب تليه دراسة الفضاء وأقسامه، والفرق بينه وبين المكان، ثم أبعاد المكان، وأنواعه وأهميته في تشكيل الخطاب الروائي ثم وصف المكان ومن خلال هذا الفصل نقول أن للمكان دور كبير سواء في بناء الرواية أو القصة، إذ إنه يوصل الزمن في مجريات الأحداث ويضفي طيها عمقا خاصا، لذا فإن المكان من أهم عوامل خلود الأعمال الأدبية والفنية، وتزداد قيمته كلما كان متداخل مع العناصر الفتية الأخرى. أما الفصل الثاني الموسوم بدراسة تطبيقية لينة المكان في رواية بحر الأحلام فقد تناول فيه التشكيلات المكانية التي تتمثل في الأماكن المغلقة والأماكن المفتوحة، وعلاقة المكان بالزمان وعلاقة المكان بالشخصيات، وعلاقة المكان بالأحداث، ثم أنماط المكان في الرواية التي تتضمن المكان الرمز والمكان الذكرى، المكان المركب و أنسنة المكان. لينتهي البحث بخاتمة قدمنا فيها حوصلة لأهم النتائج حيث أعطى المكان للرواية خصوصيات ميزتها عن غيرها، ويتجلي ذلك في وصف الأمكنة، وربطه لها بالزمن، فالروائي لا يقف عند الحاضر وإنما يلج للماضي ليرسم طريق المستقبل، فالأمكنة التي اختارها الروائي نتاج الفئات الاجتماعية المتنوعة والمرتبطة بالمجتمع وقيمه وواقعه. والروائي ربط المكان بالشخصية في الرواية، ومساهمته في رسم أبعادها، ومشاركته في تفعيل الأحداث يمثل حضوره في النص من خلال حركتها. — وصف الأمكنة في الرواية له وظيفة تبليغية أكثر منها تزينية. جعل الروائي الأماكن قائمة على قاعدة التقابل الضدي أماكن مغلقة، وأخرى مفتوحة، نتخذ أبعاد مختلفة من أجل إبراز الصراع المقدم بين الشخصيات . هذه كانت أهم النتائج المتوصل إليها من خلال البحث في ثغرات بنياتها والكشف عن أسرارها ليتبين جماله من حيث رموزه ودلالته.otherالرواية الجزائريةبنية المكان في رواية كنز الأحلام لعبد الله خمارOther