زيتون, آمنةدرامنية, فريدة2018-11-042018-11-042014http://hdl.handle.net/123456789/6052يعد المسرح أقدم وسيلة تعبير عرفتها الإنسانية، إنه الفن الأول الذي رافق الإنسانية منذ فجر حياتها عبر عن آلامها وأحلامها وقدم صورة عن معتقداتها، ومن الثوابت الأساسية التي رافقت هذا الفن عبر تاريخه الطويل أنه ظل وثيق الصلة بالمجتمع يتناول قضاياه، ومن بين هذه القضايا قضية المرأة التي تعتبر قاسما مشتركا بين أغلب المبدعين. ومن الدوافع التي جعلتنا نوجه النظر إلى فن المسرح دون بقية الأجناس الأدبية ملاحظتنا في السنوات الأخيرة اهتمام معظم الطلبة بفني الرواية والشعر، ويرجع ذلك أيضا إلى ميلنا إليه باعتباره أقرب الفنون إلى الذات لأنه يصور التجربة الإنسانية حركة وقولا، أما فيما يخص تخصيص بحثنا بدراسة تجليات المرأة لكوننا امرأة من جهة، وقلة الدراسات التي تناولت حضور في المرأة في المسرح من جهة أخرى، إضافة إلى أن المرأة تحمل العديد من الدلالات والرموز. وسنحاول في بحثنا هذا استجلاء صور المرأة في المسرح العربي المعاصر، والأبعاد من وراء توظيفها، معتمدين على مسرحيتين . محاولين الإجابة عن إشكالية كبرى: كيف تجلت المرأة في المسرح العربي المعاصر؟، بالإضافة إلى الإجابة عن العديد من التساؤلات والمتمثلة في : - ما واقع المرأة في الوطن العربي ؟. - إلى ما تعود نشأة المسرح الغربي ؟ ومتى عرف العرب هذا الفن ؟. - كيف تجلت المرأة في المسرح العربي المعاصر؟. - ما هي الأبعاد من وراء توظيف المرأة في المسرح العربي المعاصر؟. وقد اقتضت طبيعة البحث أن نقسمه إلى مدخل وفصلين تطبيقيين، تسبقهم مقدمة وتليهم خاتمة. سنتناول فيه واقع المرأة في « المرأة والمسرح »: أما في المدخل المعنون ب الوطن العربي، ومفهوم المسرحية والمسرح، وكذا نشأة المسرح في العالمين الغربي والعربي. « تجليات المرأة في المسرح العربي المعاصر »: أما في الفصل الأول المعنون ب سنعرض فيه صور المرأة في المسرح العربي المعاصر، معتمدين على مسرحيتين هما: (حكم شهرزاد) ل" عزت الأمير" ومسرحية (طوق الحمامة) ل" عبد الله شقرون"، لكشف مدلولات المرأة في الأدب المسرحي. أبعاد توظيف المرأة في المسرح العربي »: لننتقل إلى الفصل الثاني الموسوم ب إذ سنبحث فيه عن الأبعاد السياسية والاجتماعية والجمالية في المسرحيتين، « المعاصر وكذا معرفة الخلفية التاريخية التي استند إليها الكاتبان. لنصل إلى الخاتمة والتي ستكون إجابة عن الإشكاليات المطروحة، ورصد لأهم النتائج المتوصل إليها. -1 استطاعت المرأة العربية أن تتحرر من التقاليد الظالمة التي تعرضت لها في الجاهلية بمجيء الدين الإسلامي. -2 قطعت المرأة في العالم العربي منذ بداية عصر النهضة إلى يومنا هذا شوطا كبيرا في طريق تحررها من أجل تحقيق آدميتها وترقية ذاتها وغيرها، مع ذلك ما زال البعض ينظر للمرأة نظرة دونية. -3 هناك فرق كبير بين مصطلحي المسرح والمسرحية، فالأول يعني المكان أو الخشبة، أما الثاني فيقصد به النص، حيث لا يصبح هذا الأخير عملا مكتملا إلا حين يمثل على خشبة المسرح وعلاقة المسرحية بالمسرح هي علاقة الخاص بالعام. -4 نشأت المسرحية الغربية نشأة دينية مستمدة موضوعها من الأساطير، وقد عرفت مراحل ركود وازدهار إلى أن وصلت ما وصلت إليه اليوم لتساير مشكلات الحياة المعاصرة. -5 تأخر ظهور المسرح الفني أو الجاد في البيئة العربية إلى غاية العصر الحديث ويرجع ذلك لعدة عوامل منها: افتقاد العرب للاستقرار في الجاهلية، وتحريم الدين الإسلامي للوثنية، والفهم الخاطئ لكتاب (فن الشعر) ل"أرسطو"...الخ. -6 مر فن المسرح منذ بروزه على الساحة الأدبية العربية بمراحل عدة متأثرا بمختلف التيارات الفكرية والأدبية، بدءا بالاقتباس والترجمة وصولا إلى مرحلة الإبداع والتجريب. -7 تنوعت مدلولات وصور المرأة في مسرحية (حكم شهرزاد) ل "عزت الأمير " فتأرجحت بين التغيير والحكمة والجمال، وكذلك الحال في مسرحية (طوق الحمامة ) ل"عبد الله شقرون" فقد أعطى للمرأة صورا عدة كالجارية والجمال والفتنة والوفاء. -8 جاءت نظرة "عزت الأمير" و "عبد الله شقرون" للمرأة متباينة، فالأول جعل المرأة رمزا للعدالة والثورة (نظرة إيجابية)، أما الثاني فنظر إليها من ناحيتين مختلفتين، فمن جهة جعلها رمزا للوفاء والجمال (نظرة إيجابية)، ومن جهة أخرى رأى أنها أحد أسباب ضياع بلاد الأندلس وجعلها في أسفل الدركات –جارية- (نظرة سلبية). -9 صور لنا "عزت الأمير" في مسرحيته مجتمعا عربيا من كل النواحي سواء السياسية أو الاجتماعية، مجتمع عانى الظلم والاستبداد. -10 جعل الكاتب المسرحي "عزت الأمير" من المرأة المنقذة والمخلصة لهذا المجتمع والطامحة لإعلاء قيم العدالة والمساواة أو ما يسمى بالديمقراطية، وقد أكسبها بعدا تاريخيا أسطوريا، كما أضفى على مسرحيته حلة أنيقة حين اعتمد على تقنيات فنية مسرحية. -11 استطاع "عبد الله شقرون" أن يعكس لنا البيئة الأندلسية، التي كانت تعج بقصص الحب والعشق، وكذلك بالتناقضات الاجتماعية والتفاوت الطبقي والاضطرابات السياسية والفتن الداخلية.otherالمسرحالمرأة و المسرحOther