حملاوي, وسيلةعياط, مواهب2018-03-052018-03-052016http://hdl.handle.net/123456789/2149من بين الرهانات التي حازت عليها الرواية الحداثية احتفاؤها بالشكل البصري الذي زاحم الكلمة وتفوق عليها في نصوص إبداعية عديدة، تأسيسا منها لرؤية جمالية أولا وتفجير سياقاتها دهشة ودلالة من قارئ تغريه هذه الأشكال وتدفعه إلى التأويل. ولعل رواية "بعد أن صمت الرصاص" للروائية الجزائرية "سميرة قبلي" من أبرز الروايات احتفاءً بالبعد الشكلي ومراعاة للفضاء النصي تأثيثا وهندسة، حيث ينفتح النص مع أولى عتباته على الصورة المشرعة كنافذة تشي ببعض أسرار الدار فيختلس منها القارئ أصالة الحياة الاجتماعية الجزائرية بالقصبة مستندا في تأويله إلى استفزازي حيادية اللونين الأبيض والأسود، مرورا بعنوان يورطك في تخوم شعرية عالية ينفلت من قبضة التأويل عندما يتوسل أعلى درجات التكثيف والإيحاء إلى إهداء يبقيك أقرب إلى الضياع في غموض المهدى إليه ،لتتخطى بعد هذا عتبات النص إلى بهو الدار مستسلما إلى تصدير صوت "دحمان الحراشي" وهو يدندن عن الغربة،فيقع معها بصرك على فضاء الكتابة الذي يختلس من الشعر جسدا له بجمله القصير و المسجوعة أحيانا ،ويواصل النص ابهاره لقارئه من خلال عبث فنتاستيكي وتفريق بصري للكلمات و توظيفه لعلامات الترقيم بدلالات جديدة و تقويضها في بعض المقاطع إشراكا للمتلقي في إنتاج معنى النص فتصدمك عندها أنثى متدثرة بصمتها بياضا و بوح سارد موجوع بسواد رصاصات الكلام التي سكنت قلمه ذات رواية. ومن هنا انبثق موضوع دراستي لتعميق البحث في الفضاء النصي والكشف عن مدلولاته الكامنة ورفع الستار عن هذا القلم النسائي المغمور في الساحة الإبداعية الجزائرية، وقد حاولت الدراسة الإجابة عن المشكلة التالية: * كيف طوَّعت الروائية "سميرة قبلي" الفضاء النصي لخدمة نصها الإبداعي "بعد أن صمت الرصاص"؟ وما هي آليات اشتغاله؟ وأبعاده الدلالية؟ وهي المشكلة التي اقتضت منا تقسيم البحث إلى مدخل وفصلين وخاتمة. أما المدخل الموسوم ب" قراءة في المفهوم و المصطلح"فقد جاء لقراءة مفاهيم متعلقة بكل من "الشعرية، الفضاء، النص" من حيث الدلالة اللغوية و الإجراء النقدي في الساحتين العربية و الغربية. لينفرد الفصل الأول الموسوم ب"الفضاء النصي و عتبات النص" بالحفر في كل من عتبة الغلاف، عتبة اسم الكاتب، عتبة العنوان، المؤشر التجنيسي، بيانات دار النشر الاهداء و عتبة التصديرات و الكشف عن أبعادها الدلالية. بينما خصص الفصل الثاني الموسوم ب" الفضاء النصي و دلالات الشكل الكتابي" لدراسة فضاء الكتابة، و التفريق البصري للكلمات و اتجاه السطر، وعلامات الترقيم، و مساحات السواد و البياض. ليصل البحث إلى خاتمة كان أبرز نتائجها مايلي: - استطاعت الروائية "سميرة قبلي" التأسيس لعنونة موغلة في التجريب تتوسل أعلى درجات التكثيف والإيحاء. - الاقتراب إلى الكتابة الشعرية من خلال الأسطر القصيرة جعل من "سميرة قبلي" شاعرة الرواية بامتياز. ومن بين المراجع التي اعتمدت عليها وأضاءت لي الطريق في عتمة الدراسة: - محمد الماكري: الشكل و الخطاب(مدخل لتحليل ظاهراتي). - محمد الصفراني :التشكيل البصري في الشعر العربي الحديث.otherالفضاء النصيالشكل الكتابيشعرية الفضاء النصي في رواية بعد أن صمت الرصاص لسميرة قبليOther