مذكور, مريمنجعوم, يوسف2018-11-042018-11-042013http://hdl.handle.net/123456789/6104عرف العرب منذ القديم، العديد من الفنون النثرية الأدبية التي تنوعت وتعددت بتعدد العصور التي ظهرت فيها؛ منها: فن الخطابة، والرواية والقصة، والمقالة والرسالة... وغيرها من الفنون السردية. التي اتخذوا منها وسيلة للكتابة عم يختلج في صدورهم. فعبروا عنها بشتى الطرق الأدبية الكتابية أو الشفاهية. ومن بين هذه الفنون فن الرسالة، فهو يعتبر من الفنون النثرية الكتابية الأصيلة، حيث تناولتها الأقلام من سائر الأمم والشعوب والأجيال، فهي الوسيلة التي تربط بين الأفراد والأصدقاء وحتى الأعداء.. تعبر وتفصح عن مكنونات صدور كل منهم؛ وبدورها تحمل العديد من الأنواع التي تختلف في أساليب كتابتها من رسالة إلى أخرى، فمن بين الأساليب التي تكتب بها الأسلوب الهزلي، وهذا النوع ما نجده عند الكاتب العربي المشهور ببصمته الأدبية المتميزة ألا وهو: 'ابن زيدون'، الذي كتب هذه الرسالة للاستهزاء من غريمه 'ابن عبدوس' ولقد تميزت بأسلوبها الهزلي الاستهزائي. وهذا ما أخذ بي لاختياري للموضوع، بالإضافة إلى إعجابي الكبير وانبهاري بالأسلوب الذي قدمت به، أما السبب الثاني فهو محاولة تطبيق دراسة حديثة على هذا النوع من الرسائل، بالإضافة إلى الشعرية بتعدد توجهاتها النقدية التي تستحق فتح مجال الدراسة والتطبيق ما جاء به الدارسون من تنظيرات فيها. والشعرية باعتبارها مجالاً واسعاً ينبثق منها مجموع من النقاط المهمة التي تربط بينها وبين الأنموذج المعتمد في هذا البحث، والتي تجمع في مجموع من الإشكالات المطروحة، ما هي الشعرية؟ كيف نظر إليها النفاد العرب والغرب؟ إلى أي مدى تتحكم في الأساليب النصية؟ ما هي الحقيقة التي تبحث عنها الشعرية في النصوص السردية؟ ما هي الاختلافات التي تواجهها الرسالة الهزلية بالمقارنة مع النصوص السردية الأخرى؟ فهي بعض الأسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عنها من خلال خطوات البحث، والتي اقتضت فيها خطة الدراسة أن تكون مقسمة إلى: مقدمة ومدخل وفصلين، بالإضافة إلى ملحق وخاتمة وجاءت كالآتي: مقدمة: وفيها بداية الإحاطة بالموضوع، ثم الانتقال إلى سبب اختيار هذا الموضوع بالإضافة إلى طرح الإشكال ثم تقديم خطوات البحث كاملة بالتفصيل، وبعدها ذكر المنهج وبعض المصادر والمراجع المعتمد عليها بشكل كبير في البحث، وفي آخر المقدمة تعداد الصعوبات والعواقب التي عرقلت مجريات البحث. المدخل: وخصصناه لتقديم المفاهيم الأولية لمصطلحات البحث وجاء فيه: أولا: الشعرية، وجمع فيها بين المفاهيم اللغوية والاصطلاحية، بالإضافة إلى ما قدمه النقاد العرب والغرب لهذه الدراسة، ثم جدول يحمل مختلف الألفاظ التي أطلقت على علم الشعرية. ثانيا: السرد، فيه دار البحث حول كل ما يحتاجه بداية بالمفاهيم اللغوية والاصطلاحية بالإضافة إلى ما قدمه العرب والغرب، وكذا النقاد المعاصرين لهذا الشطر المهم من الأدب، كما تطرق إلى تقديم المكونات الأولية التي يستند إليها السرد، وبالضرورة يقدم في آخر هذا المدخل عنصر يشمل على كل ما سبق وهو شعرية السرد. أما الفصل الأول فجاء تحت عنوان: الشعرية ما بين اللغة والانزياح والفضاء وفيه مايلي: أولا: شعرية الانزياح، قدم فيها بعض المفاهيم الأولية بالإضافة إلى التركيز على مستويين وهما الاستدلالي والتركيبي، وهذا بالاستناد على مجموع من العناصر هما الذي يفتحا قلب النص ويقدمه من الداخل والخارج. ثانيا: شعرية اللغة، وفيها العديد من المفاهيم، ثم الانتقال إلى مستوياتها الصوتي والتركيبي والاستدلالي. ثالثا: شعرية الفضاء، والتي حاول أن يقدم فيها البحث قوالب من المفاهيم الخارجة عن نطاق المفاهيم المعتاد عليها في السرديات لأنها اقترنت بالشعرية كدراسة منفصلة، وفيها ركز على عنصر الشخصيات لكثافته في القضاء النصي. وفي الفصل الثاني طبقت كل الآليات التي قدمت في الفصل السابق من خلال ما ورد في الرسالة؛ أما الخاتمة: فهي تحمل مجموع نتائج تحصل عليها البحث على طول المسار البحثي. وفي الملحق قُدمت نبذة عن حياة ابن زيدون بالإضافة إلى رسالته الهزلية وشرحها. فمن خلال المراحل التي مر بها البحث حقيقة احتاج إلى العديد من المناهج النقدية فالمنهج الغالب هو البنيوي، بالإضافة إلى التحليلي والإحصائي في بعض من الأحيان وهذا ما احتاجه في استخراج النماذج الواردة في النص. وهذا البحث مثله مثل أي بحث أكاديمي يحتاج إلى مجموع من المصادر والمراجع التي قدمها الدارسون وقام وا بالتفصيل فيها بكل ما يحتاجه، فأنتجوا فيها كم هائل من الأبحاث والتنظيرات والتطبيقات، لذا يذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 'الحقيقة الشعرية' لباشير تاوريت، 'المفاهيم الشعرية' لحسن ناظم، 'علم الشعريات' لعز الدين المناصرة 'قضايا الشعريات' لعبد المالك مرتاض، وتعتبر من نخبة الكتب التي سحلت للبحث مجرياته الأولية في فك بعض الغموض.otherالسردشعرية السردالرسالة الهزليةشعرية السرد في رسالة الهزلية لإبن زيدونOther