برجة, مونيةبوغنوط, روفيا2018-10-292018-10-292012http://hdl.handle.net/123456789/5795يعتبر السرد العجائبي من بين البنى السردية التي انتشرت في السنين الأخيرة انتشار النار في الهشيم خلال مسار محسوب ومرتبط بنسيج متنوع من المعطيات والتأثيرات، تأطر هذا التراكم الروائي الذي سلك سبلا شتى للبحث عن الفرادة والتميز، فقد أصبح البحث عن حداثة الخصوصية مكونا رئيسيا في الكتابة الروائية والعربية، والتي هي بهذا الشكل اقتربت كثيرا بمسافتها الفنية من وجدان الكائن ومتخيله، ومن بعض قضاياه الثابتة أو المتغيرة والعابرة، كما مدت أوصالها مع أشكال تعبيرية من حقول مختلفة، غذت عروق متخيلها من نصوص أصبحت في حكم المنسي. وقد تم توظيف العجائبي منذ النصوص الأولى وحتى الآن بأشكال وطرائق مختلفة جذريا، لكن الملاحظ أن بعض الروائيين العرب لجؤوا إلى التلوين بالعجائبي ضمن تأليفهم الروائي، وذلك لرغبتهم في التجريب والتنويع أمثال نجيب محفوظ، الطاهر وطار، فيما هناك روائيون اختاروا العجائبي كخطاب فني لرؤية العالم ووسمه بالتحولات والمسوخ منهم الروائي العربي الليبي المتألق الذي يمثل ظاهرة منفردة في الإبداع العربي المعاصر من ناحية الخصوبة المتدفقة والفتوحات النوعية الجديدة فقد بلغت أعماله فيما لا يزيد عن عقدين من الزمان . عملا روائيا وفكريا كبيرا بوتيرة إنتاج مذهلة تدوخ قراءه، قام فيها بصياغة عالم الصحراء لأول مرة في تاريخ الثقافة العربية المحدثة، وكتابة اسراره الأسطورية وتشكيل تضاريسه جماليا في سرديات ملحمته الكبرى تبتكر نماذجها ويخلق عوالمها وتخيلها إلى تيارات دافقة من التواصل العاشق مع تراث الصحراء الروحي وتقاليد سكانها خاصة من التوارق، لتجسيد وجودهم الجماعي وتقطير حكمتهم المبددة بكل ما تعمل فيها من وعي بالكون وحوار مع عناصره، بطريقة شعرية رائقة تحتل اللغة فيها إلى مظهر حقيقي للحياة المبثوثة بإيقاعاتها الباطنية المستترة. وككل البحوث فإنها تعقد من أجل اشكالية تطرح أمامها، كذلك كان بحثنا، فقد طرح ليغوص في أسءلو وإشكاليات تطرح نفسها بطريقة منهجية منها، ما هو العجائبي أو ما الأدب العجائبي، كيف تتم مقاربة النص الروائي العجائبي، كيف يحتضن السرد هذه البنية؟ وقد اقتضى تعاملنا مع هذه الاشكالات في مقاربتنا إستراتيجية تعتمد الوصف والتحليل والتأويل معتمدين على تفضيها إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول: فقد خصصناه لقراءة في المفهوم والاصطلاح انطلاقا من الأرضية اللغوية المعجمية باعتبارها القاعدة فجذرنا للمصطلحات الواردة والمفاتيح المهمة في المقاربة ثم تجاوزناها إلى الاصطلاح اعتمادا على مراجع كان لها وقفة في هذا الحقل. الفصل الثاني: فقد انطبع فيه الجانب التطبيقي للدراسة من مجمل العمل انطلاقا من المظهر اللفظي بالتركيز على رمزية العنوان باعتباره البوابة التي ينطلق منها العمل والإبداع وعلى التمظهر البلاغي عن طريق دراسة الشخصيات ووصفها وعلاقاتها ببعض، كما تطرقنا إلى الفضاء باعتباره المجال الأوسع لتجلي العجائبي . الفصل الثالث: كان مكملا للدراسة التطبيقية في الفصل الثاني، وقد خصصناه للبحث في خصائص السرد والحكي في الرواية مكتفين بأخذ بعض التقنيات والتطبيق عليها كدراسة مستويات السرد عند جيرارجنيت كالوقفة والمشهد... التي تستدعي الرواية دراستها بالاضافة إلى تناول عنصر اللغة الذي يعد مهما فمنم دونه لا يمكن للنص الروائي أن يظهر، فهو تجسيد على الورقة. لنخلص إلى جملة من من النتائج لعل أبرزها: أن السرد من أهم القضايا التي حظيت باهتمام كبير من طرف المشتغلين في نقل النص الأدبي وذلك على مدار القرن 20 ولا يزال ذلك الاهتمام قائما إلى غاية يومنا هذا. أن السرد العجائبي لا يعبر عن قطيعة من الواقع، بل هو وثيق الصلة به، فهو يمثله دون نقله حرفيا، إنما يتيح للخيال دورا في تمثيله. إن نظام العنونة عند ابراهيم الكوني سواء في عناوينه الرئيسية أو الداخلية تتسم بخصائص ومميزات، منها التشويق والامتاع، كما أنها عصبية على المعنى المحدد تتعدد إشاراتها واحتمالات تأويلها، كما أنها موجزة في أغلبها تتراوح في كلمة واحدة . الشخصيات وطبيعة العلاقات بينها فقد كانت على قدر كبير من العجائبية. الأفضية عند الكوني تتحول من مجرد مواطن وأماكن للحركة إلى أمكنة تفتح أمامنا أطر العجائبية على مصراعيها فيتحول إلى متاهة مغلقة لتغدو فيه الشخصيات مأسورة الحوادث فوق طبيعته بينها وبين ديمومة الحياة، وسط زمن عجائبي متشظ ولا متجانس لا تحده أطر أو حدود يحول في المطلق بين الماضي والحاضر والمستقبل. والرواية في تركيزها على الفكرة المحورية التي تتخلق العناصر السردية حولها استطاعت أن تؤسس جمالية لغوية خاصة، ناتجة عن التعدد اللغوي في المتن، فقد نوع الروائي في لغته فتداخلت بذلك مقامات لغوية متعددة، مظهرا بذلك الاهتمام لهذا العنصر بالرغم من أن الدراسات السردية المعاصرة قد أهملت اللغة الروائية، واهتمت أكثر بالوظائف.otherالروايةالسردالسرد العجائي في رواية لون اللعنة لإبراهيم الكونيOther