مرزقان, أمينةبديار, الشافعي2018-11-072018-11-072013http://hdl.handle.net/123456789/6288بما أن النظام الكلامي هو الوسيلة التي تنقل لنا أفكــار المتكلمين و أحاسيســـهم و شعورهم و التعبيرات اللغوية ما تزال الكثـير من قضاياها غامضة ومجهــولة و نحن في أمس الحاجة إلى تفسيرها و تحليل ظروف النطق بها من قبل المرسل و ظروف تلقيها بالنسبة للمرسل إليه لتنتقل من كونها ظاهرة فيزيولوجية تعتمد على النطق بأصوات في قوالب مألوفة إلى كونها ظاهرة تداولية تهتم بطريقة الاستجابة لهذه الأصوات و هذا ما يدعوا إلى الاهتمام بالتداولية لأجل خدمة هذا الجانب المهم في دراسة اللغة في كل مجالات الحياة الاجتماعية ،الاقتصادية والحاجة إلى اكتشاف كل ما يـواكب متطلبات هذه المجــالات و كيفية تطويعــها و استعمالها و معرفة ذوات الناس التخاطبية و ما تستلزمه من نقل ناجح للمعلومات التي تبرز من خلال قيمة الاستعمال اللغوي فيركز المرسل جهده نحو بناء النص ليستطيع المرسل إليه أن يستقي المعلومات التي تثيره و تستهويه من أجل تحقيق التواصل بينهم ليقيم الناس بها علاقاتهم الاجتماعية و يحققون لأنفسهم غايات من خلال جملة الأدوات البلاغية و الآليات الخطابية المنتقاة إضافة إلى تتبع خصائصه التعبيرية التي يتعامل بها الملقي مع ذاته و مع المتلقي من محاولة لاقناعه أو فرض سلطته عليه مراعيا لمقامه أو مهملا إياه و لهذا ارتأيت أن يكون موضوع بحثي " خصائص التركيب اللغوي في رباعيات عمر الخيام دراسة تداولية " و إذا اعتبرنا أن النص الشعري يحتل فضاءا واسعا في العملية الحوارية التواصلية التي تستدعي الحجة أو الشهادة و التداولية هي دراسة أحد الآثار التي تظهر من خلال النص و تنظر في عنصر الذاتية فيه إذا : فما هو دور التداولية في الكشف عن خبايا النص التي تؤدي إنجاح العملية التواصلية ؟ وإذا كان المتكلم والمتلقي مصب اهتمامها فما هي الوسائل اللغوية التي يستعملها المتكلم من أجل إقناع المتلقي ؟ وهل الشاعر قد عاش التجربة فعلا أم أنها مجرد إبداعات؟ وقد اعتمدت للإجابة على هذه الإشكالات المطروحة على المنهج الوصفي التحليلي وهو المنهج الأساس في الدراسة . ومن ضمن أهم الأسباب التي دفعت بي إلى اختيار هذا الموضوع : 1-جدة الموضوع وأثره البالغ في الدراسات اللغوية و الأدبية المعاصرة . 2-اختيار الرباعيات يرجع لميول ذاتية و لقد اخترت ترجمة " أحمد رامي " باعتبارها أرقى ترجمة في اللغة العربية و أشهرها . و التداولية المقصودة بالبحث هي التداولية اللسانية التي تعنى بالإجابة عن أسئلة عديدة نحو : من يتكلم ؟ لمن يتكلم ؟ هل يمكن أن نركن إلى المعنى الحرفي لقصد ما ؟ما هي استعمالات اللغة ؟ فهي تهتم بدراسة الوحدات اللغوية داخل التراكيب و ما يطرأ عليها لتحقيق أغراض مقصودة و التأثير في المتلقي و التعديل من مواقفه و ردود أفعاله وفق طبيعة النص شكلا و مضمونا دونما التضييق عليه أو سلبه مميزاته الشخصية أو توجهاته وفق فلسفته في الحياة بصورة عامة . ـ وقد اقتضت متطلبات هذا البحث أن يقسم إلى قسمين مسبوقين بمدخل المدخل ضبط فيه ما يلي : مفهوم التداولية مهام التداولية أما القسم الأول : خصص لدراسة تراكيب أفعال الكلام بمختلف أنواعها و هي التعبيرية ،الإيقاعية ،الطلبية ،الالتزامية ، الإخبارية و الغرض منها الكشف عن تنويع صاحب النص لوسائله للتأثير في المتلقي و جعله يشاركه أحاسيسه و مشاعره . أما القسم الثاني : فخصص لدراسة التراكيب الحجاجية في الرباعيات مبرزا أهم الوجوه الحجاجية للتراكيب و كذا الأدوات اللغوية و التجليات البلاغية بما فيها من استعارات و كنايلت و تشبيهات . وقد ختم البحث في نهايته بملحق حول حياة الشاعر . أما عن أهم النتائج التي توصلت إليها : ـ أن الأفعال الكلامية بمختلف أقسامها تبرز جانبا من جوانب شخصية الشاعر و هذا ما يمكن لقارئ الرباعيات أن يفهم الصورة الحقيقية لهذا الشاعر . ـ كما تجسد حالته الوجدانية و تجربته الحقيقية و عاطفته الصادقة . ـ وتهدف أيضا إلى تحقيق مبدأ الإقناع لدى المتلقي و التأثير فيه . ـ وكذا تفاعل الوجوه الحجاجية مع الآليات البلاغية . ـ وتوظيف الشاعر للعديد من الأبيات التي تهدف إلى الحث و التحريض و الإقناع فهو يسعى إلى تغيير أفكار المتلقي ومعتقداته. أما عن الصعوبات التي واجهتني فتنحصر بالدرجة الأولى في المصطلحات الأساسية بالمفاهيم وكذا اختلاف الدارسين العرب حول ترجمة هذه المصطلحات دون مبرر و أحيانا غياب دقة الترجمة .otherالتداوليةرباعيات عمرالخيامخصائص التركيب اللغوي في رباعيات عمرالخيامدراسة تداوليةOther