الخطاب اللساني عند الجاحظ

No Thumbnail Available
Date
2013
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
عرف الدرس اللغوي العربي تطورا كبيرا ونضجا واضحا خلال القرن الثاني للهجرة ويرجع ذلك أساسا إلى ما توصلت إليه العلوم المعرفية من حقائق ونظريات استفاد منها النقد الأدبي الحديث ، إذ إن العلماء والمفكرين والبلاغيين العرب أبدعوا وأسهموا بشكل وافر في إنتاج المعرفة ، هذه الأخيرة تتسم بالتباين في إعطاء التصورات وإبداء الآراء . فقد برع العرب في معارف مختلفة في صورة كل من : الشعر واللغة والشريعة وعلم الكلام والتصوف، كانت بحق نقطة تحول عميقة في الفكر العربي. ولعل أبرز ما يتخذ كشاهد على الزخم المعرفي الثري للعرب أن ذاك المؤلفات التراثية المخلفة التي تطرق تارة باب التنظير وأخرى باب الإنجاز، فأسسوا حركة فكرية مسايرة للمشهد الثقافي عملت على تجاوز هنات بعض النظريات طارحة في الوقت ذاته البديل ، بفضل لغويين وبلاغيين ومفكرين متمرسين يضعون كل شيء موضع المساءلة والحوار. وفي غمرة اللغويين والمفكرين العرب آنذاك يبرز الجاحظ هامة واضحة في خارطة الفكر العربي التراثي فلسفيا ، لغويا ، أدبيا وبلاغيا من خلال ما خلفه من مؤلفات تجلي بوضوح خصوصية فكره الذي هيمن عليه الفكر الفلسفي ، العقلاني واللساني انطلاقا من قاعدة معرفية زاخرة بمستجدات المشهد الثقافي في العصر الذهبي – العصر العباسي – فبإفادته منها جميعا أحدثت إنجازاته نقلة نوعية في مسار الحركة النقدية والبلاغية واللغوية العربية القديمة. وانطلاقا مما أنف ذكره سيسعى هذا البحث الموسوم بالخطاب اللساني عند الجاحظ قدر الإمكان القبض على كيفية تعامله مع مختلف القضايا اللغوية وتبيان رؤيته للنظريات اللغوية فشكلت أسئلة القضايا اللسانية وامتدادات النظريات اللغوية الحديثة إلى روادها الحقيقين مكونا رئيسا من مكونات الدرس اللساني عند الجاحظ. وقد حاولت لفت النظر إلى بعض التساؤلات التي تثير جدلا معرفيا حول أثره في تطوير النظرية اللسانية الحديثة ، وتتمحور إشكالية هذه التساؤلات في : - المرجعيات الثقافية التي تشبع بها الجاحظ. - الحديث عن منهجيته المتبعة. - علاقة ماضي الدراسات اللغوية بحاضرها. ولعل ما دفعني إلى اختيار البحث في هذا الموضوع عامل الهوية والرغبة في الإنتصار إلى التراث العربي من خلال الوقوف على البنية الذهنية العربية التراثية وتحديد موقع الجاحظ في الدرس اللساني كما أن الخطاب اللساني مؤسس على الحداثة والتراث. وقد اعتمدت في بحثي على مجموعة من المؤلفات في مقدمتها كتابي : " البيان والتبيين " و" الحيوان " للجاحظ إضافة إلى بعض المراجع نذكر منها : كتاب النظريات اللسانية والبلاغية والأدبية عند الجاحظ من خلال " البيان والتبيين " لمحمد الصغير بناني وكتاب قراءات مع الشابي والمتنبي والجاحظ " لعبد السلام المسدي " . وحاولت أن أتقصى اسهامات الجاحظ في اللسانيات الحديثة متبعا في ذلك كلا من المنهج التاريخي والمقارن لما وجدت فيهما من تناسب وطبيعة الموضوع وبعد اطلاعي على مجموعة من المصادر والمراجع اهتديت إلى تقسيم بحثي إلى مدخل وفصلين أما المدخل تناولت فيه مكانة التراث اللغوي العربي في خارطة الفكر اللغوي العالمي نوهت من خلاله إلى علاقة المدرسة الخليلية الكلاسيكية بالتوليدية التحويلية الحديثة ، إضافة إلى مكانة نظرية النظم في الدرس النصي. وأما عن الفصل الأول الموسوم بالقضايا اللسانية عند الجاحظ تطرقت فيه إلى تعريف الخطاب اللساني باعتباره أي دراسة علمية للغة ، ثم أشرت إلى منهج الجاحظ من خلال الإستطراد ومنهجية التصنيف والمنهج العقلاني ونهج الواقعية وكذا النظرة الشمولية إضافة إلى الجمع بين التصور النظري والتطبيق ، ونوهت فيه أيضا إلى أهم القضايا اللسانية التي خصها الجاحظ بالدراسة : اللغة ، اللغة والمعنى ، اللغة والكلام . أما الفصل الثاني الموسوم بالجاحظ من اللسانيات النصية إلى اللسانيات البنوية أشرت من خلاله إلى تعريف كل من اللسانيات النصية والبنوية ثم مفاهيم كل منهما على حدة وكذلك نوهت إلى سبق الجاحظ في بعض المفاهيم اللسانية. ومن خلال هذه الدراسة توصلت إلى نتائج أهمها : - اتسام الآراء التي تركها الجاحظ بالشخصية ذلك أنها تدل على عقلانية بالغة في التصور جعلت منه متابعا فذا للمجتمع وعالما مفكرا. - اعتمد الجاحظ منهجية أفصحت بوضوح على خصوصيته في الكتابة. - يعد الجاحظ من أوائل الداعين إلى التصنيف حتى يصقل العقل وينظم الفكر. - يملك الجاحظ ثقافة ثرية من خلال تطلعه على إنجازات الأمم الأخرى ساعدت في تميزه برؤى نقدية شاملة تتسم بالدقة. - كما أنه من أوائل الداعين إلى الإختيار في الأسلوب وعلاقته بجودة الكلام وجزالة التعبير. - أشار الجاحظ إلى السيمياء على أنها أوسع من اللغة وهذه الفكرة من أبرز ما دعا إليه الدرس اللساني الحديث. - تطرق الجاحظ إلى وصف العملية التواصلية بطريقة أقرب ما تكون إلى ما وصلت إليه الدراسات الحديثة.
Description
Keywords
الخطاب اللساني
Citation