إشكالية المصطلح النقدي العربي القديم

No Thumbnail Available
Date
2013
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تناول النقد العربي القديم الآثار الأدبية المختلفة ليقيمها، وبين محاسنها ومساوئها وبصدد الأحكام النقدية التي تلائمها، رغم حداثته إلا أنه استطاع في تلك الفترة أن ينبه الجميع لحضوره ووجوده. وبديهي أن يبحث هذا النقد عن وسائل تناسبه وتساعده على تحقيق أهدافه، وتكون أحكامه موضوعية، وعلى أسس علمية صحيحة يقبلها الواقع والمنطق. فعرفت الساحة النقدية العربية القديمة جهازا اصطلاحيا نقديا مبني على جذور عربية محضة، ذلك أن نقادنا الأوائل استنبطوا مصطلحاتهم النقدية من وحي بيئات عصرهم العقلية والاجتماعية والطبيعية، لهدف تشغيلها وإثبات كفاءتها في الكشف عن مضمرات النصوص. وبما أن مفاتيح كل العلوم مصطلحاتها فإن أول خطوة لمعرفة جهازنا الاصطلاحي النقدي العربي القديم تبدأ بدراسة مصطلحاته والكشف عن دلالة ألفاظه، لتكون قاعدة هذا الجهاز، مبنية على الفهم السليم و التحليل القويم. واللافت للانتباه أن المصطلحات النقدية العربية القديمة، تنوعت واختلفت كونها تولدت من نصوص الأدب القديم فغدت مواتية له وبدوره أكسبها القدرة والقوة على التأثير والاستمرار على الساحة النقدية. ويعد مصطلح الفحولة واحدا من المصطلحات النقدية التي يرجع ظهورها إلى بدايات النقد العربي القديم، ونعتبره مثال من أرقى الأمثلة التي تعبر عن أصالة هذا النقد القديم. و سأحاول من خلال هذا البحث الموسوم ب "إشكالية المصطلح النقدي العربي القديم*الفحولة أنموذجا* الإجابة عن بعض التساؤلات التي تدور حوله: ما هي الجذور الأصلية لجهازنا الاصطلاحي النقدي العربي القديم؟ · ما دلالة الفحولة من منظور النقاد القدامى، وما هي المعايير التي اعتمدوها في ذلك؟ · ب كيف يصنع الشاعر من نفسه شاعرا فحلا؟ · ما هي التغيرات الجذرية والتطورات الدلالية التي مست مصطلح الفحولة عبر الزمن؟ · هل مصطلح الفحولة من المصطلحات النقدية التي استمرت على الساحة النقدية أم أنه · اضمحل عبر الزمن؟ وهل دلالته في الوقت الراهن هي الصورة الدلالية الأولى أم أنها تعرضت لجملة من التغيرات؟ و كانت رغبتي في دراسة هذا الموضوع ناجمة عن عدة أسباب أذكر منها: معرفة أصول جهازنا الاصطلاحي النقدي العربي القديم. · الكشف عن التحولات و الأزمات التي تصيب المصطلحات النقدية القديمة. · البحث في عمق الماضي لندرك ما هو حاضر على الساحة النقدية العربية. · فالمصطلح النقدي من سبل النقد لأداء مهمته، ومصطلح الفحولة شهد احتفاء كبير من قبل النقاد آنذاك وهو من أبرز القضايا التي شغلت اهتمامهم، فلطالما شكل مكانة عالية يتسابق إليها الشعراء بقوة أشعارهم وما يتميزون به من شروط تؤهلهم لها. وقد استحقت مني هاته الدراسة كغيرها من الدراسات خلفية معرفية واسعة تتعلق بواقع المصطلح النقدي العربي القديم *الفحولة* وخاصة مفاهيمه ومصطلحاته، والتغيرات الطارئة عليه، وذلك لاكتساب كفاءة نقدية تساعدني على دراسة التطور الدلالي لمصطلح الفحولة وفق شروط المنهج المتبع، وقد استعنت بمصادر ومراجع عديدة وكتب نقدية متنوعة، نذكر على سبيل المثال: فحولة الشعراء للأصمعي، طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي، الشعر والشعراء لابن قتيبة، الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي، الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني، المصطلح في التراث النقدي لرجاء عيد، تاريخ النقد الأدبي عند العرب لإحسان عباس. ج وقد واجهتني صعوبات عديدة في انجاز هذا البحث، أساسها المستوى المعرفي لم يكن بالقدر الكافي لأن إشكالية المصطلح النقدي القديم يصعب الإلمام بها، كذلك ضيق الوقت فلم استطع التوفيق بين العمل و انجاز هاته المذكرة. وحتمت علي هاته الدراسة إتباع المنهج التاريخي التحليلي الوصفي لأنه الأنسب لهذا الموضوع فهو يسمح بتتبع حركية المصطلح وأهم التغيرات الطارئة، كما يساعد على تقصي دلالة الفحولة منذ القدم بالنبش في الماضي، قصد الكشف عليها وعلى مجمل أركانها وكل هذا لا يكون إلا بالبحث في التاريخ وعن طريق الوصف والتحليل. وقد قسمت موضوع البحث إلى مقدمة، مدخل وفصلين متبوعين بتمهيد وخلاصة، وأخيرا خاتمة متبوعة بقائمة المصادر والمراجع وبفهرس، محاولة من خلال هاته الخطة أن أقدم نظرة شاملة حول إشكالية المصطلح النقدي العربي القديم، وأيضا أن أقدم إحاطة كلية وتفصيلية حول مصطلح الفحولة، وأن ألم بجميع جوانبه وموضوعاته وأن أتقصى مختلف تطوراته الدلالية. المدخل: وكان بعنوان نشأة المصطلح النقدي العربي القديم، وقبل أن أعرج لدراسة المصطلح النقدي حتم علي بحثي أن أتناول نشأة النقد القديم، وبعدها تطرقت إلى المصطلح النقدي من المفهوم إلى النشأة و التطور، وأخيرا قدمت إشارة حول أزمة المصطلح النقدي وقد اعتمدت على هاته الخطوات لكي أقدم نظرة مكتملة الجوانب حول هذا الموضوع. أما الفصل الثاني الموسوم: بالمصطلح النقدي *الفحولة*، تطرقت فيه إلى تعريف الفحولة سواء من الناحية اللغوية أم الاصطلاحية، ثم قدمت أهم الشروط التي تجعل الشاعر فحلا وتمنحه المكانة الأولى على الشعراء، وأيضا تناولت الفحولة وفكرة الطبقات ثم أبرزت أهم المعايير المعتمدة في مصطلح الفحولة ثم أنهيت هذا الفصل بملخص وجيز. والفصل الثاني المعنون ب "المسار النقدي والتطور الدلالي لمصطلح الفحولة"، وقد ذهبت فيه إلى البحث عن الأصول الأولية لمصطلح الفحولة في ثقافتنا العربية، وبعده ذهبت إلى البحث عن دلالة هذا المصطلح في ميدان الشعر والشعراء وهنا تتبعت دلالة مصطلح الفحولة د عند أبرز النقاد القدامى المتناولين لهذا المصطلح وقد رصدت في هذا العنصر أهم التغيرات الدلالية الحاصلة على مستوى مفهومه بدءا بالأصمعي، ثم ابن سلام الجمحي وثم ابن قتيبة. كما تطرقت إلى دراسة نظرية عمود الشعر عند أهم أقطابها باعتباره مصطلح بديل عن مصطلح الفحولة وقد قمت بدراسته عند الآمدي ثم القاضي الجرجاني، وأيضا المرزوقي الذي حدد المعالم الأساسية لهاته النظرية التي تشكل في مضمونها دلالة مصطلح الفحولة، وأعطيت في نهايته أهم النتائج المستنبطة من خلال دراسة مباحث هذا الفصل. وفي الأخير قدمت خاتمة أجملت فيها أهم النتائج المتوصل إليها.
Description
Keywords
النقد العربي, المسار النقدي و التطور الدلالي
Citation