النقد الأخلاقي في مقامات بديع الزمان الهمداني 398ص.

No Thumbnail Available
Date
2012
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تطلع علينا المقامات من أغوار التاريخ محملة بأصناف البيان و أنواع البديع ، التي وشحها بها منشأها ، فتبدو لنا كلوحة فنية ، تحمل الكثير من الدلالات ، أحيانا تكون ظاهرة للعيان ، و أحيانا أخرى تضطرنا الدراسة إلى استقراء مضامينها ، و استنتاج الدلالة بعد التحليل العميق . و كان من شأن الدارسين في العصر الحديث للمقامات أن حددوا غرضها الرئيسي في تعليم الناشئة فنون الإنشاء ، و التدرب على الكتابة ، متبعين في ذلك ما ذهب إليه القدامى في نظرهم إلى المقامات ، حيث تركزت رؤيتهم على الجانب البلاغي الذي تزخر به المقامات . و لكن نظرة سريعة و سطحية على عصر الهمذاني تجعلنا نعيد النظر في هذا الغرض ، و تضطرنا إلى إعادة القراءة لمضامين المقامات . فالوضع السياسي الذي تميز بانقسام العالم الإسلامي إلى دويلات مشتة و ضعيفة ، نتقاتل فيما بينها من أجل الحدود و السلطان و متاع الدنيا ، لا يمكن إغفاله عند تحليل المقامات . كما أن الوضع الاجتماعي الذي ميزته ظهور الطبقية في مجتمع كان شعاره المساواة و تكافؤ ذمم أهله و الانقياد لشريعة سماوية واحدة معصومة من الزلل و الخطأ ، و منزهة عن النقص ، و انتثار الآفات الاجتماعية و السلوكيات المشينة، لتجعل من يتعرض للمقامات في حيرة من أمره . و لا ننسى الوضع الاقتصادي المتردي المائل آنذاك ، جعل من حياة الناس -جحيما لا يطاق بسبب طلب الرزق و لقمة العيش ، إذ أن الفقر و العوز و الفاقة كانت مظاهر طغت على المجتمع المسلم ، الذي كان يعيش في رخاء و ترف من سنوات قليلة خلت . و كمحصلة لهذه الظروف الحياتية متدهورة على جميع الأصعدة ظهرت آفات و سلوكيات و ممارسات لم يعرفها المجتمع المسلم من قبل ، فظهرت السرقة و النصب و الاحتيال على الناس ، كلا هذا من أجل الحصول على المال ، و من هذه الممارسات ظاهرة الكدية .
Description
Keywords
فن المقامة, النقد الأدبي
Citation