مقامات بديع الزمان الهمداني من منظور جمالية التلقي
No Thumbnail Available
Date
2013
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تعتبر نصوص الهمذاني أنموذج للإبداع الذي يفيض بالأسئلة وتتزاحم فيه الأسرار
وتتكثف في أعماقه دلالات وإيحاءات،تحرض دائما على القراءة والكشف بما تمتلكه من
سلطة قوية تمارس سطوها وفعلها على المتلقي،لأنها دائمة الإنغراس في التاريخ
الأدبي وليس في زمن المبدع فقط،فهي نصوص قديمة ولكنها شالة لأوجه دلالية متعددة تصدم القارئ، في كل مواجهة قرائية بأشكال من اللغة الغيرمتوقعة.
وما دامت العملية الإبداعية تتألف من ثلاثة أركان أساسية هي؛ المبدع والنص
والمتلقي ،فإن متابعة دورة المناهج النقدية عبر الزمن تشي بقاوبها في تناول هذه
الأركان الثلاثه، فقد بدأت هذه المنظومة بشاهج تهتم بالمبدع في المقام الأول وانتهت إلى
نظريات تركز على القارئ وتجعله بؤرة اهتمامها أنه قد ارتقى إلى مستوى الإطار المرجعي
الجديد كلما وصفت كوامن النص الدلالية. ووضعت موضع الفحص في عملية القراءة غير
أن ما يمارسه النص الإبداعي من آليات التمويه والحجب والتغريب،قد يصدم المتلقي
ويفاجئه بعئصر غير متوقع يكسر توقعاته في السياق ويبدع مسافة من التوتر تضفي
على النص قيما جمالية ودلالية تستفز وعي المتلقي تتيح له أن يقرأ فيه ما لا
يقوله،فكثيرا ما تحمل الكتابة الإبداعية تحنيا ودغدغه لحساسية المتلقي وعندها لا مفر من أن يتضمن التلقي شكلا من أشكال الاستجابة لهذا التحدي.
ولما كان أفق التوقع إستراتيجية في القراءة المتعلقة بجماليه التلقي والتي
تعتمد على المواجهة التي تحدث بين الخلفية القرائية التي يكتسبها القارئ بعد تراكم
مواجهاته مع النص وبين ما يطرحه موضوع الفحص من مطق واحتمالات دلالية،فإن هذه
الدراسة توخت المنهج التحليلي وهو أداة إجرائية مرنة،وفضاء حواري بين القارئ والنص.وكذا المنهج التاريخي لرصد القراءات المتتالية التي تشكل التاريخ الأدبي
من ياوس وكذا المنهج المميائي لفك رموز النص واستنطاق اشاراته عن طريق الفهم
التأوش. وتهدف هذه الدراسة إلى قراءة نص _ المقامة الجاحظية - من نصوص المقامات قراءة نرتكز على التفاعل بين النص والقارئ بما يمارسه هذا النص من سلطة قائمة على عنصر
الإثارات والتوقعات،وبالتالي تسعى إلى إبراز أهمية الدور الذي يسهم به أفق التوقع
(أفق الانتظار)أو كسر أفق التوقع ( كسر أفق الانتظار) قي فهم المتلقى وفي دوره في عملية الإبداع. وبناء على أفق التوقع(أفق الانتظار) ووقف على مجموعة من النتائج:
1 - مرونة النصوص العربية القديمة أمام المناهج النقدية المعاصرة، من خلال تـلائم
نمى المقامة الجاحظية مع جمالية التلقي وآلية أفق التوقع لصحابها ياوس.
2 - وجود الكثير من النصوص العربية القديمة في خزانة الأدب العربي القديم
تستحق منا وقفة تأملية ودراسة لبعثها من جديد?
3 - إنزياح النصوص العربية القديمة من المعيارية النقدية إلى التعددية القرائية.
4 - حظيت جمالية التلقي باهتمام لأنها ذات قدرة على اكتشاف أغوار البنية النصية
لأنها ذات فاعلية إجرائية لا تفصل بين أشكال الأعمال الأدبية واتجاهاتها
المعرفية، فضلا عن أهما تـعـلي من دور المتلقي وتجعله ينصهر في بنية النص ليكون في النهاية جزءا من تجربة النص لحظة القراءة.
5 - بفضل أفق التوقع تمكنا من فهم التجربة الجمالية لنموذج من مقامات الهمذانية
وبفضل جمالية التلقي أصبح الحكم يؤول إلى المتلقي حيث يعتبر فاعلا أساسيا في
تنشيط النص بإيحاءات دلالية جديدة ومتغيرة عبر تاريخ تأويله بدل إحالة النص على مشار إليه معين.
6 - كثف البحث عن المفارقة بين نظرية التلقي وجمالية التلقي حيث إن:
نظرية التلقي؛ لاتهتم بالقراءة بقدر ما تهتم بدراسة أنواع الخطاب النقدي فالسؤال المطروح ليس هو: من يقرأ النص فلان أو فلان؟ وإنما هو كيف تعامل نقد معين مع نص معين؟
أما جمالية التلقي فموضوعها هو البحث في أنواع القراءات المتتالية التي انكبت طوال فترات من الزمن على نص معين فهي بهذا المفهوم شكل من أشكال تاريخ الأدب.
7 - جمالية التلقي ليست هي البديل الوحيد في القراءة النموذجية فهي الأخرى قد
وقعة في مزلق عندما فتحت باب القراءات عل مصراعيه مما أدى إلى فوضوية
القراءة والخروج عن الضوابط اللغوية والسياقية التي تحكم أي نص وهذا رأي من
الساحة النقدية من تطاول باسم حرية القراءة على النمى القرآني مثل ما فعل التيار
الفكري الشيعي في التأويل الباطني للقرآن الكريم، وكذا حامد أبو زيد في كتابه آليات القراءة وغيرهم.
Description
Keywords
مقامات بديع الزمان, فن المقامة, جمالية التلقي