ديوان أبي دلامة
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
إن المتفحص للأدب العربي عامة والعباسي خاصة فإنه يجد تنوعا في أساليب الشعراء والخطباء والكتاب ومن بين من تفرد بأسلوبه وفرض نفسه فى ميدان الشعر شاعر من أوائل الشعراء الملازمين لبلاط الخلفاء العباسين، الشاعر الهزلي أبو دلامة فهو شاعر فصيح الكلام، بليغ العبارات، ذو بديهة وفطنة عارف بأخبار الأدباء والشعراء، ظريفا يأسر العقول والقلوب لما له من حس للفكاهة، وقد كان محبا للعبث.
أما عن سبب اختياري لهذا الموضوع فهو طرافة الشاعر ولما انعكس على ديوانه وما وصف فيه من الملاحة والسيرورة، كذلك لأهميته الكبيرة إذ أنه ثروة من ثروات العصر العباسي فلا يجوز بحال أن يبقى شاعرا مثل أبى دلامة مجهول الهوية لما عرف عنه من علم وبداهة وفطنة، كما أن هذا الديوان لم ينل من الدراسة ما يستحق إذ أنه قد جمع مؤخرا كذلك لتفرد الشاعر بطغيان غرض الهجاء والذم في ديوانه ونظمه أما عن دافعي الحقيقي فهو رغبتي الجامحة في التعرف على هذا الديوان عن كثب وتذليل بعض الصعوبات التي تواجه القراء في دراستهم إياه.
ولكشف الحقائق في النص الشعري بعلمية وموضوعية ارتأيت تطبيق المنهج الوصفي التحليلي، الذي يقف على مستويات لغوية أربعة مستوي صوتي، ومستوي صرفي ومستوى تركيبي ومستوي دلالي إذ أن هذا المنهج يقوم بكشف العلاقة الموجودة بين عناصر كل مستوى ويساهم في تبيان دلالات المضامين الشعرية، وهذا المنهج في بعض الأحيان كان مرفوقا ببعض الإحصاءات التي قمت بها خاصة في المستوى الصوتي ومما سبق راودتني عدة تساؤلات حول هذا الموضوع أهمها"
من هو أبو دلامة؟ ما هي الأسلوبية ؟ ما هو البناء اللغوي المتبع في ديوان أبو دلامة؟
وهل تفرد بأسلوب خاص فى ديوانه؟
وكأي دراسة فلا بد أن تواجهنا فيها بعض الصعوبات كعدم تفرعنا الكامل للبحث وذلك لتأجيل بعض المقاييس إلى السداسي الثاني رغم أنه كان من المفروض دراستها في السداسي الأول كما أن الوقت ضيق جدا، فلم يكن في صالحنا.ومنه فإن دراستي قد كانت مقسمة إلى مقدمة ومدخل وفصلين وخاتمة حيث قمت بالإشارة في المقدمة إلى الخطة التي اتبعتها أثناء الدراسة كذلك إلى سبب اختياري لهذا الموضوع و أشرت إلى المنهج الذي إتبعه في دراستي و إلى الصعاب التي واجهتني وبعض التساؤلات التي كانت دليلي إلى تحصيل الغرض المطلوب، بعدها تحدثت في المدخل عن الشاعر فكان محطة خاصة به حيث تعرضت إلى مولده واسمه وعصره كذلك
قمت بعد بعض صفاته وتحدثت عن ديوانه وبعض الدراسات التي تناولته وعرجت في
الفصل الأول الذي وسمته ب" !الأسلوبية والأسلوب "إلى تحديد مفهوم الأسلوب
والأسلوبية وبعدها أعرضت نظرة تاريخية عنهما ثم تحدثت عن عناصر التحليل الأسلوبي وأسس الحكم على الأسلوب كذلك كيفية تطيل النص الأدبي أسلوبيا ثم قمت بكشف العلاقة الموجودة بين الأسلوبية وعلم اللغة والبلاغة متجهة نحو الحديث عن اتجاهات الأسلوبية أما النمل الثاني الذي عنونته بعنوان "التحليل الأسلوبي لديوان أبي دلامة "فقمت بتقسيمه إلى أربعة عناصر، العنصر الأول هو المستوي الصوتي في هذا الديوان حيث بدأته بتمهيد بسيط حول علم الأصوات والإيقاع العروضي، ثم قمت بإحصاء البحور التي وردت في الديوان، حيث أعذلت الأبيات الواردة في كل بحر معرجة الدراسة إلى القافية مبينة الروي الغالب في النظم، أما العنصر الثاني فكان مخصصا للمستوى الصرفي بحيث درست بنية الأفعال من حيث اللزوم و التعدي كذلك من حيث التجريد و الزيادة مبينة دلالة كل بناء معرجة الحديث عن المشنقات الأكثر ورودا في الديوان من اسم الفاعل و اسم المفعول والصفة المشبهة ، أما العنصر الثالث فكان مخصصا للمستوى النحوي أو التركيبي الذي قمت فيه بدراسة الجمل وأقسامها وكثف أنماط كل قسم كذلك درست الجمل الطلبية الأكثر ورودا بحسب الموضوعات المتطرق إليها في الديوان أما آخر عنصر ورابعها هو المستوى الدلالي الذي قمت فيه بتعريف وجيز لعلم الدلالة والحقول الدلالية ووقفت على عدة حقول بارزة في الديوان، كذلك خاتمة التي كانت حوصلة لأهم النتائج المتوصل إليها,
وأعتمدت في هذه الدراسة على مجموعة من المصادر والمراجع ولعل أول مصدر يتبادر إلى أذهاننا هو ديوان أبي دلامة لإميل بديع يعقوب وهي طبعة دار الجيل للنشروالطباعة والتوزيع، بيروت 2005 — م كما أعتمد على مصادر ومراجع تخص الجانب النظري مثل كتاب ** الأسلوبية والأسلوب**لعبد السلام المسدي ،وكتاب ** علم الأسلوب مبادئه وإجراءته " لصلاح فضل،وكتاب" الأسلوبية " لبيارجيرو ترجمة منذر عياشي ،وكتاب (علم اللغة، مقدمة للقارئ العربي) لمحمود السعران...إلخ أما الجانب التطبيقي فأعتمد فيه على مصادر ومراجع أخرى مثل; كتاب ( الكافي في العروض والقوافي، للخطيب التبريزي ، وكتاب ( التطبيق النحوي والصرفي ) لعبده الراجحي وكتاب (الأسلوبية الرؤية والتطبيق) ليوسف أبو العدوس ، وكتاب( علم الدلالة) لأحمد عمر مختار...إلخ أما باقي المصادر والمراجع فهي مذكورة في قائمة خاصة بها نهاية المذكرة
ومنه يمكننا القول:
- لقد انعكست شخصية الشاعر الفكاهية على شعره فكان ساخرا فكاهيا عبثيا ولعل أهم موضوع تناوله هو الهجاء
- سار على درب الأقدمين من حيث نظمه فقد نظم على بحور عدة منها الطويل والكامل والبسيط والوافر والرجز... إلخ.
-غلبت قافية اللام على قائد ومقطوعات أبي دلامة كذلك غلب الروي المكسور على
المضموم والمفتوح لأنه عرف باللين والاستعطاف في أغلب الأحيان.
- كذلك فقد غلبت الأصوات المهموسة والرخوة في الإيقاع الصوتي على المجهورة
الانفجارية وذلك لطبيعته الفكاهية فهو يهدف إلى كسب عقول وقلوب الخلفاء.
- تنوع الشاعر الفكاهي في الصيغ الصرفية كما تنوعت دلالات كل صيغة فهي مساهمة في أداء وظيفة التبيلغ وكثف جمالية النص الشعري لأن الكلمة المناسبة في المقام المناسب تؤدي الغرض المنشود.
- نوع الشاعر كذلك في أقسام الجمل فاستعمل الجملة الفعلية حين يرمي إلى تجدد الحكم وخلق ديناميكية، أما الجملة الاسمية فيستعملها حين يريد تقوية المعنى إذ أنها تدل على الثبوت والقوة.
- لقد تنوعت الجمل الإنشائية الطلبية في هذا الديوان بين النداء والإستفهام والأمر والنهي كما تنوعت الحروف المستعملة فقد استعمل الهمزة ويا للنداء واستعمل أين وكيف وهل ومن وأي والهمزة للإستفهام واستعمل الأمر بصيغة الفعل أما النهي فله صيغة واحدة/
تنوعت الحقول الدلالية في الديوان رغم أن عدد أبياته قليلة إلا أنني رصدت ثلاثة حقول دلالية أولها حقل ألفاظ الهجاء الذي طغى على الديوان وثانيها حقل الألفاظ الدينية وثالثها حقل الإستعطاف.
هذا ما حاولت استنباطه من خلال الدراسة فوضعتها في خاتمة، وأرجو أن أكون قد وفقت في هذا العمل ولو بقدر بسيط آملة أن تكون دراستي متطلقا ومحفزاا للباحثين في دراستهم عامة ولدراسة الشعر العربي خاصة.
Description
Keywords
أسلوبية الموازنة