السرقات الأدبية ونظرية التناص بين الإتصال والإنفصال

No Thumbnail Available
Date
2012
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
إن موضوع "السرقات الأدبية" من أهم الموضوعات التي أولاها نقاد الأدب كثيرا من عنايتهم، ومزيداً من اهتمامهم، ولعل هذا الموضوع كان من أبرز الموضوعات التي عالجها النقد العربي في قديمه وحديثه، إذ كان من أهم الأهداف النقدية الوقوف على مدى أصالة الأعمال الأدبية المنسوبة إلى أصحابها، ومقدار ما حوت من الجدة والابتكار، أو مبلغ ما يدين به أصحابها لسابقيهم من المبرزين من الأدباء من التقليد أو الإتباع، والواقع أن الاهتداء إلى نواحي الإتباع أو الابتداع يحتاج إلى كثير من الفطنة والذكاء، ولا يمكن أن يكون الحكم بذلك مبنيا على رأي مبتور أو نظرة سطحية،ولكن الحكم بالسرقة أو الابتكار يحتاج إلى سعة في المعرفة بالأدب وفنونه، وإطلاع واسع على التراث الأدبي في سائر عصوره ومواطنه، ودراية بالغة لإنتاج المشهورين والمغمورين من الأدباء على السواء، حتى يسهل ربط المتقدم بالمتأخر، ويعرف السابق من اللاحق، ويمكن حينئذ الحكم بالتقليد أو التجديد. وتعتبر الدراسات النقدية من أبرز الدراسات التي أولت اهتماما كبيرا بتعالق النصوص في نسيج واحد ومدى استحضار النص اللاحق للنص السابق،فالتناص كمصطلح نقدي ظهر في الّنقد الغرب . ي الحديث، ويرجع النّقّاد الغربيون بذوره الأولى إلى النّاقد الر.وسي باختين عندما لاحظ تعدد الأصوات في روايات دوستوفيسكي وهيمنة الصوت الداخلي في روايات تولستوي، وقد يكون شكلوفيسكي أشار أيضا إلى المصطلح، وقد يكون زميله تشيتشرن، ولرب.ما ساهم دو سوسير بحظّه فيه كما أشارت إلى هذا جوليا كريستيفا عندما قالت بأن دو سوسير أشار إلى ما يعرف بالكلمات تحت الكلمات، وسيحاول كلّ واحد الانتصار لمذهبه أو لأستاذه، لإعطاء قصب الس.بق له، ولا ننكر أن. من الباحثين من يتحرى الحقيقة بعيدا عن الّتعصب، وبكلّ موضوعية. ونجد الكثير من النّقّاد العرب، وال . دارسين المهتمين بأمر التّنا . ص خصوصا، والّنقد عموما، ولر.بما حّتى غير المهتمين يقولون بأن. التّناص. يتقاطع في كثير من النّقاط مع مفاهيم ومصطلحات نقدية عربية قديمة من حيث التّعريف، والمنهج والآلية، ومن هؤلاء ال . دارسين العرب من يرفض هذه الفكرة لاختلافهما تعريفا ومنهجا ومنهم من يتوسط الأمور، ويمسك العصا من وسطها فيجلّ هذا، ويث . من ذاك، فأردنا أن نستقصي الأمور، ونورد الأقوال، والآراء عّلنا نخرج بأفكار تزيل عنّا هذا الإشكال.. وسيكون اشتغالنا على هذا الموضوع " السرقات الأدبية والتناص " ،وقد وقع اختياري على هذا الموضوع لما كان له من أهمية. وأثر كبيرٍ في النقد خاصة لدى طلاب المرحلة الجامعية، وما دار حوله من خلاف، ولإعجابي الكبير بالموضوع، وكذا الإطلاع على جهود النقاد العرب ومقارنتها بغيرهم من النقاد الغربيين ، رغبت في تناول هذا الموضوع بالبحث والدراسة ، ولتقصي حقيقة العلاقة بين السرقات الأدبية والتناص كنظرية نقدية غربية توجب علينا أن نجيب في بحثنا هذا عن مجموعة من الأسئلة: - هل قضية السرقات يمكن أن ترقى إلى مستوى النظرية النقدية التناصية في جانبها الشكلي على الأقل؟ بمعنى "intertextualitè " - وهل هي معادل اصطلاحي لما يطلق عليه النقاد الغربيون الجدد التناص؟أو أن مفهوم السرقات يختلف بعض الاختلاف أو كله عن مفهوم التناص الغربي؟ - وهل التناص نظرية جديدة عند العرب أم هي نوع من السرقات تجدد بمفهوم غربي؟؟؟ هي بعض الأسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عنها من خلال خطوات البحث ، وقد اقتضت طبيعة البحث أن تكون خطة دراستنا مقسمة إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وهي كالآتي: -الفصل الأول: خصصناه لدراسة السرقات الأدبية كنظرية نقدية قديمة وقد قسمناه إلى أربعة مباحث: المبحث الأول تطرقنا فيه إلى مفهوم السرقات لغة واصطلاحا، والمبحث الثاني تناولنا فيه أهم الدراسات المنهجية في السرقات الأدبية،أما ا لمبحث الثالث استهدفنا فيه أنواع السرقات،وأخير المبحث الرابع وفيه موقف النقاد تجاه السرقات الأدبية. - الفصل الثاني :تناولنا فيه النظرية التناصية باعتبارها نظرية نقدية غربية حديثة وكذا نظرة النقد العربي الحديث إليها، وهذا عبر أربعة مباحث: المبحث الأول تعرضنا فيه إلى تعريف التناص لغة واصطلاحا وكذا مفهومه عند كل من النقد الغربي والنقد العربي الحديث، ثم المبحث الثاني والذي استهدفنا فيه أشكال التناص، أما المبحث الثالث فتناولنا فيه أنواع التناص ،وأخيرا المبحث الرابع والذي خصصناه لجهود العرب المحدثين في التناصية. - الفصل الثالث: وهو ختام هذه الدراسة واحتوى على أربعة مباحث : المبحث الأول خصصناه لمدى فاعلية نظرية التناص وآلياتها، ثم المبحث الثاني والذي تطرقنا فيه إلى جمالية التناص وعلاقته بالسرقات، أما المبحث الثالث فتناولنا فيه السرقات على ضوء التناص، وأخيرا ال مبحث الرابع والذي أولينا فيه اهتماما للمقارنة بين النظرية التناصية والسرقات. وأثناء إنجاز هذا العمل تتبعنا المنهج الوصفي محاولين إيجاد قرائن وأوجه شبه المصطلحين ، وذلك من خلال الاستعانة بآلية الاستقراء والاستنباط، معتمدين على الاستدلال المنطقي للوصول إ لى حل الإشكالية المطروحة. وقد أفاد البحث مجموعة من المصادر والمراجع القديمة والحديثة نذكر منها: دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني، منهاج البلغاء لحازم القرطاجني، مقدمة ابن خلدون ، العمدة لابن رشيق، ، الموشح للم . رز.باني، و السرقات الأدبية لبدوي طبانة، تداخل النصوص في الرواية العربية لحسن محمد حماد، تحليل الخطاب الشعري (إستراتيجية التناص ) لمحمد مفتاح، ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب لمحمد بنيس،البلاغة والأسلوبية لمحمد عبد المطلب، دينامية النص لمحمد مفتاح.
Description
Keywords
حماية الملكية الفكرية, السرقات الأدبية
Citation