تمظهرات النسق في رواية الحي السفلي لعبد الوهاب بن منصور

No Thumbnail Available
Date
2021
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
ليس باستطاعة أحد التنكر للعلاقة الموجودة بين المجتمع والأدب، باعتبار هذا الأخير ظاهرة فكرية اجتماعية. فتوجهت العديد من الأبحاث والنظريات والمناهج النقدية نحو إلقاء الضوء على زاوية من زوايا النص الأدبي، سواء من خلال ربط الإنتاج الأدبي بزمن كتابته، أو بحياة مؤلفه، أو بسياق ظهوره، جلّ هذه المناهج في دراسة الأدب كانت تلقي الضوء على العناصر التي لها علاقة بالظاهرة الأدبية وتصرف النظر عن النص الأدبي في حد ذاته، الذي هو نفسه يحمل مفتاح فك شفراته، مما أدّ? إلى اتساع الهوة بين الظاهرة الأدبية والمناهج النقدية التي عجزت عن احتواء معنى الأدب دراسة وتغييرًا. إن دراسة الظاهرة الأدبية من خلال هذه المناهج السياقية لم يدم طويلا، فسرعان ما ظهرت مقاربات جديدة للنص الأدبي، تعتمد على جعل النص وسيلة وغاية في الآن نفسه من خلال کشف أنظمته الداخلية وعلاقاته، أو بعبارة أخرى تقصي دلالته النسقية، وهذا لأن النص نسق من العناصر المتآلفة فيما بينها وفق علاقات مختلفة تتجاوز وتتصادم لتساهم في تعدد إنتاج الدلالة النصية. هذه الرؤية التي آمنت بأن النسق المغلق هو السبيل الوحيد لدراسة الظاهرة الأدبية، الذي جرد الأدب من قيمته الفنية والجمالية وهذا ينافي أهداف الأدب، لأن المبتغى من الكتابة الإبداعية هو تبل?غ رسالة معينة للقارئ، لتأتي بعدها النظر?ات الأدبية: كالتفكيكية، نظرية القراءة، النظرية السيميائية، لتفك قيود النسق وتجعله في نهاية المطاف منفتح على السياق، شريطة أن ينطلق الناقد من لغة النص يستنبط وبالتالي ينتقل آليات توظيف المجتمع في النص بكل جوانبه التاريخية، الاجتماعية، السياسية...وبالتالي ينتقل النص من کونه تعبيرا عن فكر محدد، أو طبقة اجتماعية معينة، أو إيديولوجيا إلى أن يكون وسيلة منتجة للإيديولوجيا. وإذا تأملنا في هذه النقلة النوعية للعملية النقدية، فإنها تماثل آليات الدراسة السوسيولوجية للنص الروائي بشكل خاص، وهذا لأن الرواية أحد الأشكال الفنية القادرة على استيعاب عدد لا متناهي من القضايا الاجتماعية نظرا لحجم الرواية الذي يجعلها وعاء زئبقي حامل لجميع التقنيات الخاصة بالفنون الأخرى، معبرا عن شتى المظاهر. هذه الشمولية التي تتسم بها الرواية جعلت جلّ الدراسات الخاصة بالمنهج السوسيونصي كمادة خام في أعمالهم التطبيقية أمثال: "جورج لوكاتش"، "لوسيان غولدمان". لتحديد الخطوات الفعلية لهذا المشروع، الذي زرعت بذوره مع ظهور الفكر الجدلي، لتتغد? تنمو مع البن? الفكرية الخاصة لجورج لوكاش و" لوس?ان غولدمان اللذان خطيا معا خطوة حاسمه نحو بناء سوسيولوجيا النص الروائي بصياغتهما لشكل متكامل للنظرية البنيوية التكوينية، حيث كانت هذه الأخيرة أرضية خصبة لبناء "باختين و "بيرزيما" لتصوراتهم، وإخراج المتن الروائي من القوقعة التي أحاطت به في وقت مض?، جاعلين منها منبرا لتصارع الأصوات الإيديولوجية. إن دراسة رواية "الحي السفلي" وفق المقاربة السوس?ونصية يجرد عناصر المتن الروائي: الشخصيات، الزمان، المكان، الأحداث من كونها عناصر عاملة في الجزء السردي للأحداث، إلى البحث في كيفية تشخيصها للواقع تشخيصا لغويا، وآليات تمظهر المصالح الاجتماعية في النص الروائي كبني سردية. أما الحدث في رواية " الحي السفلي" فقد اتسم بالرمزية التي تحيلنا إلى مجموعة من الأنساق الفكرية والقيم الاجتماعية ويشكل أيضا مساحة لتجلي الصراعات بين الأصوات المتعددة من الشخوص عبر المكون اللفظي- الحوار- تحت ما عرف بحوارية "باختين.
Description
Keywords
البوليفونية, البنوية التكوينية, مبدأ الحوارية, السوسيونصية
Citation