التجربة الشعرية الحداثية عند نازك الملائكة
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
لطالما كان الشعر و لا يزال ابرز الظواهر الادبية استجابة و تفاعلا مع مجريات حياة الشعوب
و الامم، اذ لعب دورا مهما منذ نشاته في كافة مجالات الحياة، مما تولدت عنه روح الكتابة الشعرية
المعاصرة التي تعتبر بدورها تعبيرا عن نفسها بقدر من الوضوح و التبلور.
و من التحليل و التاأل ما يهيء لها تحديد اهدافها، و ذلك على اعتبار ان الشاعر المعاصر يمثل ضوءا
كاشفا و وعيا مبصران و نغما ساحرا يعبر عن ارق مشاعر الانسان المختلفة.
ومن هذا المنظور تقف الشاعرة " نازك الملائكة " في الساحة الادبية لمعاصرة، مستحدثة في
اطار فضائها التجديدي رؤية جديدة لمفهوم الشعر و وظيفته و طبيعة اشكالية حضوره الانساني
والثقافي، حيث اصبحت هذه الاخيرة تنافس الرجل على اهم موقع ريادي للقصيدة الجديدة في – –
العصر الحديث.
ويعود اختيارنا لهذا الموضوع لاسباب تتمثل في الرغبة و معرفة و كشف خفايا و تجليات
الحداثة الشعرية و اخرى معنوية تمثلت في حب الاطلاع و الابحار في نتاجات الشاعرة و ابداعاتها .
وقد طرح بحثنا اشكاليات عدة تمثلت في :
نشاة الشعر الحداثي -
مظاهر التجديد في الشعر العربي المعاصر و التجديد عند الشاعرة نازك الملائكة على المستوى -
الشكلي و المضموني .
فهل هذا التجديد على مستوى الشكل او المضمون ، او هما معا ؟
وكان ىبحثنا المعنون ب التجربة الشعرية الحداثية " نازك الملائك انموذجا " – -
و طمعا في ان يكون بحثنا على قدر من المنهجية و التسلسل اعتمدنا على خطة مستهلة بمفدمة و قسمنا
بحثنا الى مدخل و فصلين احدهما نظري ة الاخر تطبيقي
اما المدخل المعنون " بنشاة الشعر الحداثي "ن حيث تحدثنا فيه عن نشاة الشعر الحداثي مع ذكر اهم
لظروف التي ساعدته على انتشاره ، و اهم الرواد الذين ساهموا في ظهوره و ابرازه على الساحة الادبية
العربية كبدر شاطر السياب ، و نازك الملائكة .
اما الفصل الاول فقد وسمناه " مظاهر التجديد في الشعر العربي المعاصر " و تضمن جانبين
من الدراسة ) شكلي و مضموني ( ، اما الجانب الشكلي ، فكان التجديد فيه على مستوى الثورة على
نظام الشطرين ، و كذلك ظاهرة التدوير ، و نظام التفعيلة و القافية .
اما الجانب المضموني فتضمن نزعتين ) الرومانسية و الرمزية (
وفي الفصل الثاني المعنون ب " مظاهر التجديد في شعر نازك الملائكة " بحيث كان هذا الاخير
تطبيقا لما ورد في الفصل الاول و ذلك بدراسة و تحليل بعض قصائدها من ديوانها " شظايا و رماد "،
كما تضمن هذا البحث ايضا خاتمة اجملنا فيها اهم النتائج التي توصلنا اليها .
ونظرا لقضية التجديد اليتي مرت بمراحل اعتمدنا على المنهج التاريخي ، و الاستقرائي ، و ذلك
من خلال تتبعنا لحركة الشعر الحداثي مع اهم مظاهره التجديدية بالاعتماد على التحليل الوصفي، وكذلك
آليات من المنهج النفسي في محاولة تفكيك بعض الرموز النفسية لدى الشاعرة .
وقد اعتمدنا بصورة رئيسية في جمع معلوماتنا على مجموعة من المصادر و لراجع نذكر اهمها قضايا
الشعر المعاصر" لنازك الملائكة "، وجدل الثابت والمتغير في النقد العربي الحديث " لعبد الملك بومنجل
"وقد سبقتنا دراسات سابقة تمثلت في تجليات الحداثة الشعرية عند محمود – درويش – "انموذجا"
وكذلك تقنيات الرمز بدر شاكر السياب " انموذجا".
وككل بحث اكاديمي واجهتنا العديد من الصعوبات و التي لا مجال لحصرها لكن نذكر منها ،
ضيق الوقت حيث كان هذا الاخير سببا في عدم توسعنا في البحث إضافة الى قلة المراجع الاساسية
والتي من المفترض ان ينهل منها بحثنا مادته ، و في الاخير لا يسعنا الى ان نتقدم بجزيل الشكر الى
جميع من ساعدنا من قريب او بعيد هي انجازنا لهذا البحث ، و اخص بالذكر الاستاذة المشرفة " درامنية
فريدة " ذلك انها لم تبخل علينا بالنصح و الاشاد ، و مراقبة هذا العمل خطوة خطوة ، و املي كبير في
ان نكون قد تمكننا في هذا البحث من تحقيق ما رغبنا فيه و لو بجزء بسيط .
ظهر الشعر الحداثي كتطوير لخطى التجديد التي سبقته و امتداد لها حيث اسهمت التجارب
الابداعية من قبل الشعراء المعاصرين مساهمة فعالة في بروزهم و الحاحهم على ان يتحرروا من
صرامة الاشكال و التقاليد و استقلالهم بشخصياتهم ، و اخلاصهم لمشاعرهم و افكارهم متجاوبين مع ما
جد في الحياة من الافكار و الاضاع الطارئة و من خلال متابعتنا للحركة الشعرية الحداثية نستخلص ما
يلي :
*كانت لمحاولات التي مهدت لظهور الشعر العربي الحديث كثيرة و متنوعة من طرف رواده ، حيث
باشروا في افتتاح فجر جديد للقصيدة العربية ، و اصبح الشعر الحداثي يمثل ظاهرة ادبية ملتفة للنظر
امتدت عبر المسافات في كل ركن من اركان الوطن العربي .
* و من المراء ايضا ام هؤلاء الشعراء المعصرين لم يكونوا مجرد شعراء او اصحاب مواهب نريد
تجسيدهم على الاض الواقع ، بل كانوا اكثر من ذلك بكثير حيث استطاعوا ان يضعوا بيت ايدينا شعرا
متميزا ورائعا ، اثبتوا من خلاله حضورهم المتالق على الساحة العربية .
* بسطت هذه الشاعرة " نازك الملائكة " موقفها بمفومها العميق لتحرير الشكل الشعري من القوالب
التقليدية كالوزن و القافية مع عثورها على البديل لتلك القوالب ، بحيث اصبح الشاعر المعاصر يرفض
ان يقسم عباراته تفسيما يراعي نظام الشطرين ، و إنما يريد ان يمنح السلطة المطلقة للمعاني التي يعبر
عنها .
* إن الاسس التي قام عليها هذا الشكل الجديد تستند الى اتسس نظرية قوية ، و حجج فنية و تاريخية
مقنعة تثبت عدم مخالفته للاصول التقليدية الموروثة .
* نجد التجديد مس مستوى الشكل العربي كما مس المضمون او مس كليهما معا فاتضحت الرؤية و اتسع
افق الكتابة الابداعية و كان التجديد في الاغراض و اختلاف المواضيع ، و هذا ما تجسد في النزعة
الرومانسية التي تمثل عالم واسع لدى الشاعرة
* جعلت الشاعرة من شعرها مجالا رحبا من الايحاءات و التلميحات و ذلك باستخدامها للرموز ، تاركة
للقارئ حرية التاويل.
و هذا ما يدعونا الى القول بانه لا يمكن الغوص و التعمق في روح المغامرة الشعرية الجديدة لدى
الشاعرة من دون امتلاك قدرة معرفية و لغوية واسعة.
Description
Keywords
الشعر الحديث