بين التحدي والإستسلام في الشعر الجاهلي
No Thumbnail Available
Date
2021
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
حاولنا من خلال هذه الدراسة تسليط الضوء على موقفين تبناهما الشعر الجاهلي إزاء البيئة التي احتضنته، فأردنا الكشف عن أغوار نفسية الشاعر، ومكنوناتها، وقدرته على التعبير، وقوة استجابته للمؤثرات المحيطة به، ثم إعطائها بعدا وجوديا. ومن هنا كان لزاما علينا أن نبين مواقف الشاعر الجاهلي اتجاه مختلف مظاهر الحياة (الزمان والمكان، الموت والحياة، الحروب الصراعات)، فوجدناه مستسلما خاضعا تارة ومتحديا صامدا تارة أخرى أمام الموت والحياة، والزمن، والصحراء، والحروب.
ولأجل هذه الدراسة اخترنا معلقة "لبيد بن ربيعة العامري" الذي أرقته مسائل وجودية، وأسئلة مصيرية، جعلته يدخل في صراع نفسي ترجمه بأوجه مختلفة، من خلال عدة رموز عبرت عن إعلان استسلامه أمام بعض معوقات الحياة (زوال الديار، توحش الديار، الدمن، الموت، تقلبات الزمن)، ثم ما يلبث أن يفجر رموز أخرى واجه وتحدى بها أغلب ظروف الحياة القاسية، فكانت معلقته تتأرجح بين موقفي الاستسلام والتحدي. ومنه فهي عبرت عن تجربة إنسانية صادقة، فحواها الوجود والمصير، تأتي في مقدمتها الموت والزمن، فقد رأى فيهما قوة جبارة لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكن توقيفها (الكتابة، الوشم، السيول، المطر، نماء العشب، توالد الحيوانات، انتصار الحياة على الموت)، وأدرك أن لا هروب ولا مفر منها. وفي هذا استسلام واضح وصريح. إلا أنه لم يقف وقفة الذليل الخاضع بل تحدى وتصدى كل ما يهدد حياته، وبكل قوة وإقدام نراه يواجه مخاطر الصحراء وحيواناتها المتوحشة، ولا يهاب الأعداء. ففي الحروب والنزاعات يكون بطلها وفارسها المغوار، يدافع عن قبيلته ويرى في الاجتماع قوة. وقد لجأ في تصوير هذا الصراع إلى مقدمة طللية تأرجحت بين ثنائية (الفناء والبقاء) منتقلا إلى وصف الضغائن التي تحدى بها الفناء من خلال الولادة الجديدة. ثم ترتفع حدة الصراع إلى ذروتها من خلال حديث لبيد عن ناقته التي أسقط عليها ذاته باتخاذها معادلا موضوعيا له. فيدلى بقوتها وشدة تحملها لتخطي مخاطر الصحراء وأهوالها.
Description
Keywords
الشعر الجاهلي