حدود الواقعي والإفتراضي في سرد الخيال العلمي
No Thumbnail Available
Date
2020
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
أم البواقي
Abstract
تعتبر روايات الخيال العلمي في العالم العربي بصفة عامة وفي الجزائر بصفة خاصة تجربة أدبية فتية مقارنة مع بقية الأجناس الأدبية الأخرى، فأدب الخيال العلمي عرف إقبال محتشم والمحاولات فيه لم تتجاوز أفق المحاولة والتجربة، إلا أن كل هذا لم يمنع هذه التجارب والمحاولات الروائية في حقل الخيال العلمي من أن تتجاوز أفق التوقعات والتكشير على أنيابها لترسم نفسها تجارب ناجحة إلى حد بعيد، حيث كان لها الفضل في ترسيم تواجد هذا الجنس الأدبي ضمن الخارطة الأدبية لتكون خير حافز للإقبال على هذا النوع الأدبي، الذي يتميز بالجمع بين النقيضين الواقع والافتراض، فالواقع يمثل المنطلق والأرضية التي ينطلق منها الراوي ليسمح لنفسه من تشييد عالم افتراضي يحاكي تصوراته، فيقوم على أزمنة مستقبلية تدور فيها أحداث تتماشى وذلك العصر وتحتضنها أماكن متخيلة، ليكون بذلك الافتراض في الرواية مواجهة للواقع وليس هروب منه ويكون الواقع امتداد وتحصيل للافتراض، فروايات الخيال العلمي تسمح بتحطيم القيود المفروضة على باقي الأجناس الأدبية وبالتالي تحقيق رضا داخلي عند الروائي من خلال تبليغه لرسالته المستقبلية أو عند القارئ من خلال إشباع الفضول الذي يسكنه، فروايات الخيال العلمي تكون طيعة وخادمة لافتراضات الراوي فتعمل على تبليغ رسالته دون إظهار أي نوع من الاختلال أو الاعتلال في المتن الروائي, كما أن الجرعات الواقعية المدرجة داخل الرواية تحيل بدورها إلى شخصيات أو أزمنة وأمكنة وليدة الواقع, تضمن اتزان وانتظام المتن الروائي وسهولة هضمه بغية كشف الستار عن الأفاق المستقبلية والرسالة المراد آصالها، وهو بالضبط ما تجلى في المحاولات الروائية التي طفت على سطح الساحة الأدبية الجزائرية، حيث مثلت رواية "جلالته الأب الأعظم (الخطر الأتي من المستقبل)لحبيب مونسي ورواية "أمين العلواني" لفيصل الأحمر، التدشين الرسمي لظهور تجارب أدبية تندرج ضمن حقل روايات الخيال العلمي تتميز بالكمال والنضج الأدبي، حيث سمحت الروايتين برسم أفاق مستقبلية من خلال عوالم متخيلة هدفها الأساس هو معالجة قضايا اجتماعية، دينية، تاريخية وسياسية، فسمحت هاتين الروايتين بازالت الغبار عن هذا الجنس الروائي المغيب في الساحة الأدبية العربية بصفة عامة والجزائرية بصفة خاصة من خلال معالجتهم لمواضيع مستقبلية يتوقع بان تكون مصير محتوم يتربص بالإنسانية، فكان ذلك بالجمع بين الجانب الواقعي والجانب الافتراضي اللذان فتحا باب الفضول على مصراعيه، فسعوا للبحث عن ايجابات للأسئلة التي تنهمر عليهم في الشق الواقعي فان لم تجدوها هناك فالأكيد سيجدونها على إحدى رفوف الشق الافتراضي.
إذا فالافتراض والواقع عنصران يجمع بينهم باب اسمه الفضول الذي يعمل الخيال العلمي بدوره على إشباعه وإثرائه.
Description
Keywords
الخيال العلمي, الواقعي, الإفتراضي