القرائن النحوية لتمام حسان بين النظرية والتطبيق

dc.contributor.authorصيد, دليلة
dc.contributor.authorبشار, إبراهيم
dc.date.accessioned2018-11-04T06:54:05Z
dc.date.available2018-11-04T06:54:05Z
dc.date.issued2013
dc.description.abstractظهرت في عصرنا هذا عديد الآراء والأقوال التي تدعوا إلى تيسير النحو العربي بدعوى تعقيده وصعوبته متخذة الخلاف الذي كان قائما بين النحاة المتأخرين في بعض المقولات النظرية حجة، وعلى الرغم من هذا الإجماع على ضرورة تيسير النحو إلا أن هذه الآراء قد انقسمت أثناء تحديد مكمن القصور في النظرية النحوية القديمة، فمنها من نسب ذلك القصور إلى العامل النحوي الذي يقف وراء تلك التقديرات والتأويلات المصطنعة، ومنها من نسبه إلى اعتماد النحو على الفلسفة والنطق، ومنها من نسبها إلى العلامة الإعرابية فدعا إلى الاستغناء عنها تمثلا باللهجات التخاطبية الحالية، متجاهلا بذلك كونها أبرز ظواهر اللغة العربية، ومن هذه الآراء من يرى أن الخطأ يكمن في المنهج وحده، وهو تمام حسان؛ وذلك أن منهج دراسة اللغة قديما بدأ وصفيا محضا يعتمد على الاستقراء والتقعيد لتنتفي عنه هذه الوصفية فيما بعد، فيصبح معياريا مع غلق باب الاستشهاد والحرص على تطبيق الأحكام والقواعد على الاستعمالات اللغوية، ومن هنا تتأتى ضرورة إعادة صياغة النحو العربي في قالب وصفي تتطلبه طبيعة اللغة في ضوء المنهج اللساني الحديث، لتأطير تلك المنطلقات النظرية للنحو وفقه، فكانت نظرية القرائن النحوية خلاصة بحوث تمام حسان المتوالية والتي كانت في مجملها ممهدة لها ومؤذنة بها. ففيم تتمثل هذه القرائن؟ ثم ما هي الأسس والأبعاد التي قامت عليها هذه النظرية؟ وهل هناك ما يميز هذه النظرية عن تلك الآراء الداعية إلى التيسير؟ وما الذي يضيفه تطبيق هذه النظرية إلى التحليل اللغوي للاستعمالات اللغوية العربية المعاصرة؟ وما مدى انسجام تلك المقولات النظرية مع التطبيق لها على نصوص من واقعنا اللغوي العربي؟ قد أثارت هذه النظرية موجة من الردود التي تباينت بين مؤيدة ومستنكرة، فكان الدافع الأول لخوض هذه الدراسة هو محاولة الإجابة عن تساؤلات عديدة أثارتها هذه الآراء الناقدة، أو على الأقل محاولة استكشاف خبايا هذه النظرية، فأطرتُ هذه التساؤلات تحت لواء هذه الدراسة الموسومة بـ" القرائن النحوية لتمام حسان بين النظرية والتطبيق" ولابد من الإشارة إلى أن هذه الدراسة ليست الأولى في موضوعها، فقد لاقت كما سبق الذكر هذه النظرية عديد الانتقادات، كما ظهرت على إثرها بحوث مستقصية لماهيتها العلمية، فعسى أن تكشف هذه الدراسة عن زاوية نظر أخرى لهذه النظرية. وسعيا مني لتحقيق ذلك ارتأيت أن أقسم البحث إلى فصلين ومدخل استهل هذه الدراسة أتتبع فيه مفهوم" القرائن" وأبحث فيه فرضية ورود هذا المصطلح في تراثنا النحوي على اعتبار أن هذه النظرية قامت بهدف تيسير النحو وتقويم منهجه، ثم توضيح فكرة القرائن عند تمام حسان وما الذي قصد إليه من خلالها. ليأتي بعد ذلك فصلين عقدت أولهما لدراسة القرائن اللفظية التي تظهر على المباني، وهي: العلامة الإعرابية، الرتبة، الصيغة، المطابقة، الربط، الأداة، التضام، التنغيم. وأما ثانيهما فعقدته لدراسة القرائن المعنوية، ولكونها خارجة عن إطار المباني، فهي تعد من الأمور الذهنية المعقدة مقارنة مع المحسوسات، فقد أجلت بحثها بعد القرائن اللفظية، وهذه القرائن المعنوية هي: الإسناد، التبعية، التخصيص، النسبة. وبما أن أغلب هذه القرائن تعد أبوابا نحوية في مصنفات نحاتنا القدماء فلابد من رصد حقيقتها في التراث لمعرفة المنطلقات النظرية التي تأسست وفقها نظرية القرائن. ولبيان أثر النظرة الوصفية للغة على دراسة النحو العربي من منظور القرائن، سأتطرق بعد ذلك بعض آراء دعاة التجديد من النحاة المحدثين، خاصة أولئك المتفردين بآراء جريئة، لأقف بعذلك على مفهوم كل قرينة عند تمام حسان لتحديد موقعها من نظريته. وللتأكد من مدى انسجام المقولات النظرية لنظرية القرائن النحوية مع التطبيق لها، ومن مدى قدرة هذه النظرية على تفسير الواقع اللغوي العربي، سأرفق كل قرينة المعنوية منها واللفظية بجزء تطبيقي على نصوص معاصرة ومتنوعة بين: قرآني ومسرحي وروائي وصحفي وقانوني وشعري وتعليمي وخطابي، وغيرها من النصوص. علما أني ذيلت الفصل الثاني من الدراسة بمبحث لتحليل الآراء التي تناولت هذه النظرية بالنقد، المؤيدة منها والرافضة، مع مناقشة هذه الآراء حسب ما تتطلبه الموضوعية العلمية من حيدة للتشكيل تصور عام وشامل لهذه النظرية. ويبدوا أن تلك القرائن تتشابك مع بعضها بعضا في إطار ما يسمى بتضافر القرائن اللفظية والمعنوية في نظرية تمام حسان، بشكل يصعب معه الفصل بينها نهائيا، وإنما يتم ذلك لأغراض منهجية، ولهذا اعتمدت منهجا وصفيا في هذه الدراسة استدعته الطبيعة التكافلية بين قرائن هذه النظرية، فجاء توزيعها بين هذين الفصلين إجرائيا، كما استعنت بالمنهج التاريخي للتأصيل لهذه القرائن. لأختتم هذه الرحلة العلمية بخاتمة ملخصة لمجمل نتائج الدراسة في كل فصل من الدراسة، لأتبعها بملحق يضم السيرة الذاتية لتمام حسان. وقد أعانتني في ذلك كله مصادر ومراجع تنوعت بين قديمة مثل: الكتاب لسيبويه، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، والخصائص لابن جني، وحديثة مثل: في النحو العربي نقد وتوجيه لمهدي المخزومي، والنحو الوافي لعباس حسن، والعلامة الإعرابية لمحمد حماسة عبد اللطيف، وأما كتب تمام حسان التي شكلت المادة الأساسية للبحث فهي: اللغة العربية معناها ومبناها، الخلاصة النحوية، مناهج البحث في اللغة، اللغة بين المعيارية والوصفية، الأصــول. هذه المصادر والمراجع استوجب مني العثور عليها بحثا مستمرا ووقتا ثمينا، ثم إن تناثر المادة العلمية في أبوابها، قد استلزم مني جهدا إضافيا لحصرها ومن ثَمَّ تبويبها وترتيبها وفق محاور البحث، دون أن أنسى صعوبة النظرية وتداخل مفاهيمها. وبعد تخطي هذه الصعوبات والعوائق خلصت الدراسة إلى نتائج أهمها ما يلي: " القرائن إما المعنوية أو اللفظية تتضافر لبيان دلالات التراكيب النحوية. " تأكد فرضية وجود هذه الفكرة في نظرية النحاة القدامى دون الاستفادة منها بشكل فعلي في التحليل اللغوي إلا على استحياء، وهذا مرده انشغالهم بقرينة واحدة هي العلامة الإعرابية لاعتمادهم على السماع في تحليل مادتهم اللغوية وهذا ما لا نعتمده حاليا. " القرائن النحوية بديل معقول للعامل النحوي البعيد عن منهج اللغة الذي يبحث في كيفية حدوثها وليس عن سبب حدوثها، وتستطيع هذه القرائن تفسير الظاهرة اللغوية كبديل للعامل من خلال تضافرها فيما بينها. " تضافر القرائن النحوية لا يعني بالضرورة توفرها كلها في السياق سواء اللفظية أم المعنوية، بل يعني تضافر العدد الذي يتحقق به أمن اللبس كونه شرطا أساسيا للفهم والإفهام، وهذا ما يتأكد من خلال تطبيق النظرية على النصوص السابقة الذكر. " لقد شق تمام بنظريته هذه سبيلا بين تلك الآراء الجريئة والخطيرة التي يظن أصحابها أنهم مجددون ولكنها عند التمحيص هادمة لخصائص اللغة العربية. " في هذه النظرية تتقاسم القرائن المتاحة في السياق مسؤولية الدلالة على الوظائف النحوية للمباني، عكس كان سائدا في القديم؛ من أن العلامة الإعرابية هي من يتحمل هذه المسؤولية التي لا طاقة لها بها خاصة مع التباس بعض الأبواب النحوية التي تحمل نفس العلامة الإعرابية. " تطبيق هذه النظرية يثبت أنها ضرورة تدعوا إليها لغتنا العربية المعاصرة التي تعتمد في الغالب نصوصا مكتوبة تستغني فيها المباني عن العلامة الإعرابية، والتزام هذه المباني رتبا محفوظة لا تحيد عنها، نتيجة لذلك، أو مسموعة ومرئية يكون التنغيم فيها الظاهرة الأبرز، وبما أن للتنغيم دلالة على الوظائف النحوية المرافقة للجمل، فإنه يمكن الاستفادة من هذه الدلالة في تحليل النصوص المنطوقة وتكون الفائدة أعظم لو أمكن نقل هذه الظاهرة الصوتية المنطوقة إلى رموز خطية تتنوع بتنوع أنماطها الممكنة. وبعد هذه النتائج يتبادر إلى الأذهان تساؤلات عديدة منها: كيف يمكن الاستفادة من هذه النظرية في تعليم اللغة العربية؟ وما هو الأثر الذي يمكن الذي تضفيه إلى التحصيل العلمي للغة العربية؟ar
dc.identifier.urihttp://hdl.handle.net/123456789/6085
dc.language.isootherar
dc.publisherجامعة أم البواقيar
dc.subjectقواعد اللغة العربيةar
dc.titleالقرائن النحوية لتمام حسان بين النظرية والتطبيقar
dc.typeOtherar
Files
Original bundle
Now showing 1 - 1 of 1
No Thumbnail Available
Name:
القرائن النحوية لتمام حسان بين النظرية والتطبيق.pdf
Size:
17.36 MB
Format:
Adobe Portable Document Format
Description:
License bundle
Now showing 1 - 1 of 1
No Thumbnail Available
Name:
license.txt
Size:
1.71 KB
Format:
Item-specific license agreed upon to submission
Description: