الحكاية الخرافية في ضوء المنهج البنيوي

No Thumbnail Available
Date
2019
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تحتل المادة الخرافية الحكائية مساحة واسعة من مجموع التراث الفكري والروحي للمجتمعات المغاربية،فرغم التنوع الشديد في المخزون المعرفي، عد الخطاب الخرافي ـ بحق ـ المرآة التي انعكست عليها مراحل التطور الحضاري التي عرفها العنصر البشري ـ بالمنطقة ـ داخل الإطار العام للحياة. وعلى هذا الأساس شكل الخطاب وجودا متصلا، حافلا بدلالات متباينة، تحمل القارئ والسامع على الارتباك، كما تجبره على الرحيل عبر الممرات الضيقة، وتضاريس اللغة العامة إلى دنيا الاحتمال والتأويل، لتصل حين انفصالها عن سياقاتها إلى تعدد القراءات. في البدء كانت الكلمة،كلمة هذا الموروث الحكائي الذي حفل بعوالم تخييلية، تختلط فيها الأساطير والخرافات، وحكايات الجن والعفاريت، وسواها مما يتنافى والعقل، ومعه تتم ممارسة اللعبة التأويلية، أو الكشف عن الأبعاد الدلالية المخبوءة لأي بنية أو منظومة مهما كانت صيغتها، إذ تنتظم بها عناصرها والعلاقات القائمة بينها من منظور بنيوي خالص، معزول عن المقاربات التاريخية والاجتماعية والنفسية من جهة، وأداة فاعلة في تحقيق ما نصبو إليه، وبما يوفره من وسائل تعنى بطرائق عرض النص السردي عامة والخرافي ـ مجال اهتمامناـ خاصة. إنه شغف الاطلاع على الأنثروبولوجيا الشعبية القديمة في معتقداتها وكل نصوصها المسكونة بهاجس النسيان، والسعي قدما نحو البحث عن سر بقائها نابضة بالحياة، تخط لنفسها مسارا متميزا في ظل تزاحم الخطابات. كما يسمح لنا النص الأدبي الشعبي بالغوص في التقنيات المشكلة لشعرية الخطاب الموروث، واشتغالها بما يتناسب والغرض السردي الذي وجد له النص في إطار نظريات حداثية ومناهج غربية لم يحظ بها النص الشعبي بالنظر إلى الأدب الرسمي، ومع قلة الدراسات المخصصة لمعالجته إلا ما كان تنظيريا أو دلالي الأبعاد كما ظهر في كتاب " القصص الشعبي في منطقة تبسة،" الحكاية الخرافية للمغرب العربي"، البطل الملحمي والبطلة الضحية"وغيرها. وسعيا منا إلى توطيد الصلة بين الشكل والمضمون، كان إبراز مقدرة النظام المحكم في التعبير عن دلالات النص، وانفتاح هذه الدلالة على كل الاحتمالات، مستعينين في ذلك بالنموذج البنيوي للفرنسي البلغاري" تزفيتان تودوروف" و" المنهج الإنشائي" بدءا بالعناصر الأساسية المكونة للنص السردي وصولا إلى مؤشرات مشبعة بالتأويل اللامحدود، انطلاقا من مدخل حول تبسه المدينة أو المنطقة جغرافيا، وثقافيا، وتاريخيا، واقتصاديا، ثم ثلاثة فصول تذيلها خاتمة وملاحق. تضمن الأول الحكاية الخرافية المحلية الجزائرية مفهوما وأصولا، عناصر وتصنيفا، خصائص ووظائف......الخ. كما لم ننس أن نتتبع مسار السرديات الكلاسيكية إلى ما بعدها بين بنيوية وشكلانية إلى إنشائية تودوروف والخطوات الإجرائية التي حققها في تصوراته السردية. أما الفصلان الثاني والثالث، فقد أردناهما تطبيقيين وصفا وتحليلا، إذ خصصنا لهما التقنيات السردية في الحكاية الخرافية الجزائرية بما تشمله من مستوى الأفعال والشخصيات التي تؤديها في إطارها الزماني مستفيدين من البنية العاملية " الغريماسية" ونظرية الزمن" لجيرار جينيت" ثم عرجنا أخيرا إلى التوغل في عمق التجربة الخرافية وأبعادها المختلفة التي اختزلناها في أربعة قضايا أساسية هي الواقع الإجتماعي والخيال، السلطة الآبيسية والنظام الآموسي الأنثوي، شعرية البنية المكانية، الصورة السردية والرموز الأنثروبولوجية . وإذا كنا لم نجد مراجع خاصة تتعلق بالمنهج المعتمد في الدراسة مما له علاقة بتودوروف إلا في مرحلة متأخرة جدا، ومع ندرة المراجع ذات البعد الدلالي في الموروث الخرافي رغم الإفادة من مرجع " جيلبير دوران" " ألاوهو" الأنثروبولوجيا": رموزها وأساطيرها وأنساقها، وتعدد المصطلحات
Description
Keywords
الحكاية الخرافية, المنهج البنيوي, مدينة تبسة, تودوروف, المنهج الإنشائي
Citation