مآخذ الحاتمي على المتنبي في الرسالة الموضحة

No Thumbnail Available
Date
2013
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
إن النقد العربي القديم كان ومازال محط أنظار العالم العربي في وقتنا الحاضر ،وللولوج إليه لابد أن نشير إلى أن الإطار الخارجي والداخلي لتاريخ النقد القديم ،فلقد أعانت هذه المفاهيم عبر تاريخها الزماني والمكاني والسياسي ،فأما الصورة الأولى فهي التي تقوم على مفهوم دراسة نشأة النقد ، واستخدامه لتحليل المؤثرات في تطور النقد ،أو استقلاله ،أو بلوغ نضجه . والدراسات التي عنيت بنشأة النقد ،فكرة تقيس على نشأة الشعر ، وهي التي تؤول الى البيئة التي ولّدتها ، وهاهنا نضع أيدينا على ما يمكن أن يسمى بنظرية الصحراء ، وخلاصة القول بأن كل شيء في حياة العربي مرتبطة به ارتباطا وثيقا ، فحالة البداوة كانت تسيطر على العربي، فكان العربي ابن الصحراء ،فتولد الشعر على لسانه يتغنى به في وحدته ،وعند رحلته ،وما كان ماشيا مع الشعر سار مع النقد ، ويبدوا أننا نستطيع أن نضيف هذه البيئات تارة أخرى ،فنرى فيها تيارا عربيا محافظا أجلى ما يكون في اللغويين رافضا الحداثة ، وتيار أكثر ميلا إلى الحداثة أو التجديد ،لا يمتنع أصحابه عن أن يصدموا التيار الأول ، ومن هنا نضع تمايزات اجتماعية عرقية تدفعنا إلى إثارة السؤال ،وهو كيف يمكن أن يتخذ النقد مسارا ،هل مع التجديد؟ أم الميل المفرط والتعصّب للقديم ؟ . وهنا نرجع إلى فكرة الناقد نفسه ، وميله إلى الاتجاه الذي يختاره ، بدون اتخاذ النقد الموضوعية المناسبة له في رسم الطريق الذي وجب على الناقد اتخاذه دون التعصب لاتجاه معين لأن هذا الأمر معيب إذا ما اتخذناه سبيلا ،وفي تحليلاتنا السابقة ما يبرهن على أن الحياة العربية التي تحتضنها الصحراء احتضانا ،فإن هناك ما يديرها ، فليس العربي حياته الصحراء وحدها ، بل هناك ما يقابلها وهي التحضر ، لكن المؤرخين تشبثوا بفكرة أن العربي بدوي في تصوراته لننتقل إلى مفهوم البيئة الثقافية التي تتنوع فيه البيئات بتنوع الثقافات في المجتمع وتصارعها وهذه الأخيرة التي تقدم وإن مثلناها هي غربية وافدة عليها حقا ، منتمية إلى الثقافة اليونانية والبيئات على هذا النحو تعودان فتصير البيئة العربية صورة من رموز الصحراء ، وتصبح البيئة الثقافية الوافدة صورة ثانية من رمز التحضر. ومن هنا نستطيع أن نستخدم على الترتيب ثنائية الأصلي والهجين أو " المولد " وثنائية القديم والجديد ، وثنائية الفطري و المكتسب ، وبشيء من التحليل نكشف ما في هذه الثنائيات منتخييل ، ذلك أن الأصلي الفطري ينطوي على مكتسبات قديمة ، والصراع في حقيقة الأمر يتجاوز هذه الثنائية إذا شئنا ، ونتجاوزها مضطرين حين ندرك تعدد البيئات الثقافية . هناك عوامل ساعدت على ازدهار الحركة النقدية في التراث العربي ،ولكن أهم هذه العوامل في القرنين (2 هـ ،3هـ) وما طرأ على الشعر العربي نفسه ، وتبلور فيما أنجزه الشعراء المحدثون ابتداء من بشار بن برد (167هـ)، مرورا بأبي نواس (199هـ) ، وانتهاء بأبي تمام (229هـ) ، حيث يرصد النماذج الشعرية وما نتج عنها من تغيرات ساهمت فيما بعد بتطور النقد العربي القديم ، لكن بركود هذه الخصومة في القرن الثالث هجري ، ظهر مشكل آخر في الشعر العربي ، وهو شخص المتنبي وما أثاره في أوساط الحركة الفكرية الأدبية ، وهذا الأخير استطاع ببراعته الشعرية وشخصه المتعالي أن يجسد تركيبة ثنائية لم يستطع النقد في القرن الرابع هـ أن يفسره ، فشخصيته النرجسية ، وتلاعبه بالألفاظ التي تركب حد الخروج عن المألوف في الشعر العربي آنذاك ، ونتيجة لهذه الازدواجية مهدت لظهور خصوم كان تحاملهم النقدي في كثير من الأحيان يغلب على الطابع النقدي في الأدب ، وهذه الحركة تعتبر الأكبر في تاريخ النقد العربي سواء القديم أو الحديث . وأول من تصدى للمتنبي هو أبو علي محمد ابن الحسن بن المظفر المعروف بالحتمي ، وكان عمره لا يتجاوز العشرين ، وكان الدافع لمواجهة المتنبي هو ما كان في نفس الوزير المهلبي وملكه معز الدولة البويهي من تكبر المتنبي على العراقيين ،فقد أبى المتنبي أن يمدح معز الدولة في العراق حين فر من الشام ، وأمتنع عن مدح كافور الإخشيدي الذي أبى بدوره أن يوليه إمارة أحد البلدان ،أما الهدف من كتابة هذه الرسالة هو الإطاحة بشعر المتنبي، فقرأ الحاتمي قصائد المتنبي قراءة انتقادية واختار من أغلاطه ذريعة لتحطيم المتنبي الذي كان أسطورة ذاك الزمان لذلك قرر أن يتخذ من بيته - المتنبي - مناظرة له ،وبحضور أهل العلم و الأدب واللغة ،وقد كان للحاتمي ما يريد ،إذ انتصر انتصارا كبيرا ، وذاع صيته ، حيث وضع أغلاط المتنبي أمام أنظار النقاد العرب ، ومحا أسطورة المتنبي الشعري . لذلك كان لا بد أن أختار في هذه الدراسة مجموعة من الخطوات أبدأها بمقدمة ، ثم مدخل ووسمته ب: الخصومة بين القدماء والمحدثين حول شعر المتنبي ، والذي كان فحواه أهم العناصر التي كانت تدور حول تلك الحقبة من الزمن ، وأهم الأسباب التي كانت تدور حول إسقاط المتنبي كما لم أنسى أن أعرج على العقلية السائدة في النقد ، حيث كان محوره السرقات ، وما أخذه المتنبي من سابقيه من الشعراء ، لأنها الحيلة المتبعة من طرف الحاتمي لإسقاط المتنبي . ثم عرجت إلى الفصل الأول والذي أسميته : المآخذ اللغوية و السرقات ، والذي كان محور الرسالة لدى الحاتمي ، لأن أغلاط المتنبي الشعرية أدت إلى الإخلاء بنظم القصيدة وفحواها في رأي الحاتمي ، كما لا أنسى ذكر السرقات التي أخذها الحاتمي من شعر المتنبي ،وبينها على أنها منسوبة الى شعراء آخرين ذكرها الحاتمي عن طريق الأخذ ،وبذلك يبين لجمهور الحاضرين بأن شعره مأخوذ من سابقيه من الشعراء ،وليس هو من ابتدعه . أما الفصل الثاني : كان يدور حول المآخذ البلاغية ، وما أقرّه الحاتمي في رسالته النقدية والتي تناولت أهم الأغلاط في نظر الحاتمي من خلال هذا الجانب من استعارة وتشبيه ، على أن يعرفها هو ،لأنه يرفض الاستعارة البعيدة ، ويقر بأن على المتنبي أن لا يخرج عن سابقيه من الشعراء على أننا نرفض نحن ما جاء في تصريحات الحاتمي من أفكار مناهضة لتقدم الأدب. أما الفصل الثالث :ووسمته بالمآخذ العروضية ، والذي تمحور حول أخطاء أوردها المتنبي في شعره ،كانت بمثابة رؤى فيما يخص العمود الشعري من قافية وأضرب وعلل.لأعرج على انتقادات و أفكار الحاتمي الخاطئة فيما يخص شعر المتنبي. ثم انتقلت إلى الخاتمة وألخص أهم ما جاء في المذكرة بصفة مجملة وكاملة .
Description
Keywords
النقد, المآخذ البلاغية, المآخذ اللغوية
Citation