دراسة مقارناتية بين قصص الأطفال العربية والمترجمة
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم االبواقي
Abstract
يعتبر أدب الأطفال جزءا من الأدب بعمومه ويحمل خصائصه وصفاته ، ولكنه يعنى فقط بطبقة محدودة من القراء هم الأطفال ، وهو وإن استفاد من الفنون الحديثة والرسوم والصور والأشكال التوضيحية ، فإنه يحــــــمل ــ في النهاية ــ مضمونا معينا سواء صيغ بأســــــلوب المقالة أو بأسلوب القصة أو الأنشودة أو الحكاية.
وأدب الأطفال حديث جدا بمقياس تاريخ الأدب عموما ، ولم ينشأ ــ في صيغته المقـــروءة المعاصرة ــ إلا منـــذ قرنين من الزمن تقريبا . ولا يعني ذلك أنه كان منعدما ، لكن الكتــــابة الأدبية المتخصصة بالأطـــــــفال حديثة جدا وبدلا منها وجدت الحكايات المنقولة شفاهة عبر الأجيال وعلى لسان الأجداد والجدات.
ويعتبر أدب الأطفال بما يحويه من قصص وأشعار وحكايات في صيغة كتاب أو مجــــــلة أو شريط مسموع أو مشاهد ، مـــــــيدانا هاما لتنمية قدرة الطفل على الإبداع وتنمية القدرات الإبتكارية عندهم .
كما يعتبر وسيطا مناسبا في الـــــجانب التربوي للتعليم وتنمية القدرات الذهنية ، واستــــقرار الجوانب النفـــسية لدى الطفل ، ويمكن القول إنه يتيح للــــطفل الشعور بالرضا والثقة بالنفس وحب الحياة والطموح للمستقبل ، ويؤهـــــله لكي يكون إنسانا إيجابيا في المجتمع.
إن المضمون الجيد يفقد أثره عندما يصاغ في قالب رديء ، ورغم أنه ليس هناك أســـلـــوب محدد في أدب الأطفال ، إلا أننا نستطيع أن نشير إلى بعض المعالم المهمة لهذا الأدب وهي :
- أن يتصف بالوضوح وبساطة العرض وسهولة اللغة.
- أن تكون الجمل قصيرة والمفردات واضحة.
- الاختصار والتركيز والوصول إلى المعنى بأقل عدد ممكن من المفردات.
- لا بأس بالتكرار غير الممل والتأكيد غير المتكلف.
كذلك استخدام أسلوب المفاجأة ، وعنصر التشويق والإثارة والتنوع في التعبير بين المـــــبني للمجهول ، والمحاورة والأسئلة ، ثم العودة إلى الصيغ البسيطة ، فإنها تساعد في نجـــــــــاح وصول المادة إلى الطفل وتدعوه أيضا لمواصلة القراءة.
ولعل من أبرز خصائص أسلوب أدب الأطفال :الوضوح والتلقائية والقوة والجمالفحيثما وجــد يلقى القبول لأن الغموض والتكلف والألفاظ الصعبة كلها من دواعي العزوف عـــــــن القراءة ، حتى لو كانـــــــت في قوالب فنية جميلة.
ــ تعتبر الكتابة للأطفال من أصعب فنون الكتابة والتأليف، فقد تجد كاتبا يتكلف الصــــــياغة للطفل ويتقعر في اختيار الألفاظ ، ويدقق في المعاني ، ويحاول أن يسبر غور الأطفال حتى يعبر عما يجيش في نفوسهـم من خلال قصة أو حكاية أو معلومة أو حتى طرفة.
وليس كل من كتب للكبار يستطيع أن يكتب للصغار ، فلقد فشل بعض كبار الكــــــــــتاب في سرد قصة واحدة للأطفال ، ولعل الصعوبة في ذلك تنبع من عدم قدرة الأديب على فـــهم عالم الطفل وميوله ونفسيته.
إن البساطة في أدب الأطفال -وهي سمة رئيسة له- تعتبر من الـعوائق الحقيقية أمام كثـير من الكتاب فالتبسيط عادة ما يتطلب جهدا إضافيا من الكاتب ، كي يستطيع أن ينزل الـــمعاني في ألفاظ وجـــــــــــــمل سهلة مفهومة سلسلة تخلو من الطول والتعقيد والغموض والـــغرابة مع الاحتفاظ بالتشويق والجمال والجاذبية في نفس الوقت.
إن من الغرائب أن بعض أفضل كتاب أدب الأطفال ، هم من الــــمغمورين ، بل بعـــضهم لا يتــــجاوز أن يكون قد اكتشف قدرته في هذا المجال فجأة دون سابق قصــــــد أو معرفة . إن أديب الطفل ينبغي أن يكــــون فنانا في الدرجة الأولى ، ذا حس مرهف وقدرة مــــبدعة على الابتكار ، صبورا يستطيع أن يقيم جسورا قوية مع الأطفال.
ولقد اهتم العالم بكتاب الطفل بشكل كبير ، حيـــــــــــــث بذلت الدول الاشتراكية في السنوات السابقة الجهود الضخمة لنشر كتاب الطفل ، فقد كـــان يمثل بالنسبة لها وسيلة رئيسة لتأصيل مفهوم الاشتراكية لدى الأطـفال ، وعلى سبيل المثال : أصدرت دار نشر واحدة في ألمــــانيا الشرقية سابقا 200 ألف كتاب سنوي للأطفال.
أما الدول الغربية ، فقد سيطر التوجه التجاري عليها ، فرغم اتساع نطاق النشر لكـــــــــــتب الأطفــال ؛ إلا أنها بقيت محدودة بسبب قلة المردود التجاري لها.
أما في العالم العربي ، فلقد كانت بدايات كتب الأطفال عبارة عن ترجــمات بإشـــــــــــــراف جهات غربية ومساهمات عربية محلية لإصدارات أجنبية يغلب عليها صفة التـــــــــــــغريب والانهزامية ، أمام مقدرات الغرب ؛ ثم ظــهرت كتب عربية اعتمدت فقط على الحــــــكايات الشعبية ، والأيام والمعارك المحلية ، وصــــــاغتها بصياغة معاصرة مما أثر على مســـتوى المضمون الذي تحمله.
كانت هناك محاولات جادة قليلة جدا ، استفادت من التراث الإسلامي والسيرة ، لكــــــــنها لم تستــــــطع الاستمرار والثبات . وانعكست مشكلة الكتابة العربية عموما على كتاب الطـــــفل الذي يتــــميز بخصوصية المحتوى ومستوى التنفيذ.
وتعتبر قصة السندباد البحري التي ألفها كامل كيلاني عام 1927م، أول ما كتــــب في الأدب الــعربي المعاصر للأطفال.
وبالإضافة إلى ندرة كتاب الطفل وانخفاض مستواه فإنه عانى -ولايزال- من غــــــــــــــياب المتخصصين وتدني الدقة العلمية وعدم التمييز بين المستويات العمرية للأطفال ، إضافة إلى الإخراج الرديء ، والاعتــــماد على الاقتباس والنقل في الرسوم من الغرب . وأخيرا ارتفاع سعر الكتاب الجيد ،وهو قليل جدا مما يجــــــعله بعيدا عن متناول الأطفال.
ويستهلك العالم العربي نسبة ضئيلة من الورق المستخدم في طباعة الكتب ، وللمقارنة فــــقط نــــــــــجد أن العالم العربي يستهلك أقل من 10% من استهلاك بلجيكا التي لا يتجاوز عـــدد سكانها بضعة ملايين نسمة ،ولو خصصنا كتاب الطفل لوجدنا أنه لا يتجاوز نسبة 5% مـــن الكتاب المطبوع بعامة ، في الوقت الذي يقارب الأطفال نــــسبة 50% من السكان ، ومقارنة بنصيب الطفل الغربي من الكتاب والذي يتراوح بين 2-5 كتـــــــب لكل طـــفل في السنة فإن نصيب الطفل العربي سطر واحد من كتاب.
ورغم قدم صدور كتب الأطفال ،إلا أنها استمرت قليلة جدا ؛ حيث لا يتجاوز ما صدر مــــن كتـب للأطفال ألفا وخمسمائة كتاب خلال ربع قرن أقل من مائة كتاب في السنة.
رغم صدور الكثير من القصص باللغات الغربية إلا أن الطفل يميل أكثر للقصص المقدمـة بالعربية و ذلك لسهولة لغتها و فهمها .
أيضا نلاحظ أن نسبة مقروئية القصص الغربية تقل عن نسبة مقروئية نظيرتها العربية . القصص الغربية مختلفة شكلا و مضمونا عن القصص العربية و دائما في إطار القصـــص الموجهة للطفل .
Description
Keywords
أدب الأطفال, قصص الأطفال