الخطاب الشعري عند عبد الله العشي
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
لعبت اللسانيات منذ ظهورها، أدوارا هامة وبارزه في عالم اللغة، هذه الأخيرة التي اعتبرت مادة البحث الأولى بالنسبة لعلم اللسان.
ومن أهم المهام التي قامت بها اللسانيات، أنها كانت الأم التي أنجبت عدة علوم تفرعت عنها واستقلت، لتواصل عملية النحت، والتشكيل المسلطة على اللغة، صانعة منـها كيانا قائما بذاته ألا وهو النص
فقد تحولت الدراسات عما كانت عليه، فلم تعد الجملة الموضوع الأساسي والوحدة الكبري للتحليل، بل أصبحت الوحدة الصغري التي ينطلق منها لتحليل النص. ولم يعد هذا
الأخير منغلقا على نفسه، ومستقل عن مبدعه ومتلقيه، حيث لا يهم ولا يفسر إلى من خلال عمليتي القراءة والتأويل التي تتخذ من السياق العام والمعرفة الخلفية، ومعرفة العالم، أساسا تنطلق منه.
ولسانيات النص مولود جديد تفرع عن اللسانيات واستقل بنفسه، حيث أصبح له إجراءاته و أهدافه و مهامه الخاصة، يؤديها معتمدا على نتائج مختلف العلوم، ليتمكن من اجتياح مكامن النص و بناه العميقة، التي لا تدرك إلا بفضل عملية التفكيك والبناء، و محاولة الوصول إلى مدي نصية هذه النصوص من خلال الكشف عن درجات اتساقها و انسجامها، فالجانب الشكلي والدلالي والتداولي أساس التحليل اللساني النصي. و هذا ما دفعنا إلى تبني
هذا النوع من التحليل الذي يمكننا من قراءة النص، و فهمه فهما سليما ومنظما، خاصة وأن
النصوص الشعرية صعبة التأويل لأن الكلمات فيها تتحرر من معانيها المعجمية إلى معاني أخرى نتعدد بتعدد القراءات لها.
وقد تم اختيار ثلاث قصائد من الشعر الحر للشاعر عبد الله العشي من شعراء التجديد،
ومن المبدعين الذين لم يـسلط عليهم ضوء النقد بالشكل الكافي بعد، فكان عنوان هذه المذكرة
الخطاب الشعري عند عبد الله العشي دراسة لسانية نصية لنماذج مختارة أخضعنا فيها تلك النماذج لإجراءات التحليل النصي، بحثا عن إجابات لعدة أسئلة منها:
-ما طبعة هذا المجال المعرفي ( لسانيات النص )؟ و ما هي أدواته و إجراءاته و أهدافه؟ و ما مدى نجاعته في تحليل النصوص والوصول إلى مقاصدها؟
-هل يختلف النص الشعري عن النثري من حيث الخصائص و طريقة التحليل؟
-ما هي أهم المعايير التي بوجودها يحقق النص نصيته؟
—هل تحققت هذه المعايير في نماذجنا المختارة؟
و للإجابة عن كل هذه التساؤلات قسمئا بحثنا هذا إلى فصلين: فصل نظري و فصل تطبيقي تتقدمهما مقدمة *وختمناه بخاتمة، يليها ملحق وقائمة للمصادر والمراجع*
ففي الفصل الأول المعنون بلسانيات النص المفاهيم والاتجاهات تم فيه تحديد المصططلحات الجملة، الخطاب، النص) ؛ والتعريف بلسانيات النص، وتحديد منطلقاتها وتسميتها ومهامها، كما تناولنا علاقتها بالخطاب الشعري*
أما الفصل الثاني فكان فصلا تطبيقيا معنونا بالتحليل اللساني النصي للقصائد بحثنا فيه عن آلية تماسك هذه النصوص الشعرية المختارة، من خلال الكشف عن مدى اتساقها بإبراز
أهم وسائل الترابط التي يقوم عليها الاتساق: كالوصل والفصل، والإحالة، والحذف، والاستبداد، والمقارنة.
كذلك الكشف عن مدى انسجامها بالبحث عن العناصر المؤدية إلى ذلك كالتكرار بأنواعه والعلاقات الدلالية المختلفة وموضوع الخطاب.
واعتمدنا في مقاربتنا اللسانية هذه على عدة مصادر ومراجع أولها ديوان ام يطوفا
بالأسماء " لعبد الله العشي كمصدر أساسي، أما المراجع فتوزعت بين كتب عربية قديمة وأخرى حديثة وكتب غربية مترجمة.
ومن الكتب العربية نذكر كتاب " لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب "لسعيد حسن البحيري، والبديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية لجميل عبد المجيد، ومن الكتب المترجمة " النص و الخطاب و الإجراء " لروبرت دي بوجراند، النص والسياق لفان دايك
كما يمكننا الإشارة إلى بعض الدراسات الأكاديمية السابقة حول أعمال هذا الشاعر أبرزها الخطاب الشعري في ديوان (مقام البوح ) لعبد الله العشي دراسة سيميائية للدكتورة نادية شقروش، ودراسة لعبد الرحمان تبرماسين فى كتابه البنية الإيقاعية للقصيدة المعاصرة فى الجزائز تتبع فيها الحركة الإيقاعية في قصيدة بغداد.لم نتمكن من الإطلاع علـيه.كذلك دراسة
لعبد القادر فيدوح اراءة التأويل ومدار ج معنى الشعر تناول فيها في الفصل السابع أيقونة الصورة المجد والإنعراج في قصيدة بغداد.
ونظرا للصعوبات التي اعترضتنا في مسار بحثنا هذا، أهمها ضيق الوقت مما لم يمكنا
من الإحاطة بكل حيثيات هذا التحليل اللساني، إضافة إلى تشابك المصطلحات اللسانية وتعددها من باحث إلى أخر. وكذلك زئبقية المعنى في النص الشعري الذي يظل دائما نصا
متفلتا يصعب الإمساك به، وخاصة نصوص عبد الله العشي المشنعة التي تعتبر لؤلؤة
يصعب الظفر بها، ومع ذلك حاولنا التركيز على الهدف المنشود من هذه المقاربة وهو التوصل إلى مدى اتساقها وانسجامها.
Description
Keywords
الخطاب الشعري