تعليمية النحو في المدرسة الابتدائية الجزائرية واقع وآفاق
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
إن الّلغة ظاهرة من أهم الظواهر الاجتماعية، ووسيلة من أنجح وسائل الرقي الحضاري،
فهي الأداة الطبيعية لأفراد المجتمع الواحد من أجل الإفصاح عما في أذهانهم ففي مفرداتها
سجلٌّ لأخلاق أهلها وعاداتهم ونشاطهم الفكري والأدبي ،ولقد حملت اللغة العربية في مفرداتها
وتعابيرها حياة العرب في العصر الجاهلي من خلال الشعر، حيث بلغت أوج فصاحتها وبيانها.
وبعد مجيء الإسلام، ازدادت مرتبتها رقيا وتطورا، حيث أصبحت لغة القرآن الكريم ولكن
بعد مرور الزمن، وبفعل كثرة الفتوحات واتساعها، ودخول الأعاجم إلى الدين الجديد،
واحتكاكهم بالعرب، أخذ اللحن يتسرب شيئا فشيئا إلى اللغة والقرآن الكريم، فلما أحس
الغيورون عليها بهذا الخطر الذي يحدق بها، سارعوا إلى وضع علم جديد يحفظها من اللحن
الذي أخذ يتفشى على الألسن، فتمكنوا بحق من وضع علم أصبح فيما بعد له منهج ومدارس
وأعلام،هو: علم النحو.
ومنذ ذلك الوقت، شهدت اللغة العربية على مر الأيام وكر السنوات انحدارا في
المستوى وتفشيا في الأخطاء، وقد رأى الكثير من العلماء أن جوهر المشكلة يكمن في النحو؛
لأن اللغة بسببه أصبحت تعلم كقواعد جافة وإجراءات تلقينية وقوالب صماء يتجرعها المتعّلم
تجرعا عميقا، بدلا من تعّلمها كلغة حضارة وحياة، هذا فضلا عن صعوبة مادة النحو في حد
ذاتها، نظرا لتأّثر العلماء القدامى الذين وضعوا النحو بالأساليب الفلسفية والمنطقية اليونانية،
مما جعل الناطقين بالعربية يضيقون بها ويهربون من قواعدها، فتعالت الصيحات لتيسير النحو
العربي، وإلغاء بعض أبوابه، كحل لتسهيل استيعاب القواعد النحوية وتطوير اللغة العربية،
والنهوض بها من الركود الذي آلت إليه خاصة في الوسط المدرسي.
وبما أن تقدم أي أمة وتطورها في شتى مجالات الحياة، يتأثر إلى حد كبير بكفاية أنظمتها
التربوية، ومادامت اللغة مجالا من مجالات حياة الأمة، فإن تطورها - هي أيضا- مرهون
بالأنظمة الّتعليمية التي تتبعها الأمة في تدريسها، خاصة منها نظام تعليم النحو لأّنه هو أهم
مقومات الاتصال اللغوي السليم؛ أي أن اللغة لا تستقيم من دونه.
Description
Keywords
التعليم الإبتدائي, علم النحو