الشاهد الشعري في كتاب الحيوان للجاحظ
No Thumbnail Available
Date
2018
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
إن دراسة الشاهد الشعري في أهم مدونات الجاحظ، وهي الحيوان، تعدّ إضافة مهمّة تسهم في التنويه بقيمة هذا الموضوع الذي يعد لبنة أساس في صرح الثقافة العربية الإسلامية. فالشاهد الشعري عند الجاحظ هو أساس العلم، هو القاعدة التي يقوم عليها تراث الأمّة ككل. لذا لا نتعجب إذا وجدنا أبا عثمان يكثر من حشد الشواهد في مدوناته على اختلاف المواضيع التي يعالجها، بين الكلامي، والعلمي، والأدبي، والاجتماعي، وغيرها. فالشواهد عنده تأصل للعلم والمعرفة، فكان لزاما أن تكون موثقة، معروف مصدرها. فكان الجاحظ قدوة لمن جاء بعده في هذا النهج.
والمعروف أن أبا عثمان كان من الأوائل الذين توسعوا في عملية الاستشهاد، فلم تعد تتصل بالنحو واللغة والتفسير فحسب، بل مست كل أصناف المعارف والعلوم، وما يتصل بالقيم والأخلاق وغيرها. وقد تركّز عملنا على تناول الشواهد البلاغية والنقدية لنبيّن كيف كان اعتماد الجاحظ عليها في تناول القضايا البلاغية والنقدية، مع أن المدونة تنحى منحا علميا، وهذا أمر يدعو إلى الاستغراب، ويزول هذا إذا عرفنا منهج الجاحظ في التأليف الذي يتسم بالموسوعية، والأخذ من علم بطرف. وقد مسّ الجاحظ جل المسائل البلاغية وكان عادة ما يعتمد على الاستشهاد دون أن يهتم بوضع حدودا وتعريفات، لتلك المسائل إلا في مواضع قليلة، وذلك بسبب ضغط المنهج الذي اعتمده. فتحدث عن البيان بمفهومه العام، واستعمل مصطلحات تدخل في علم البلاغة كالتشبيه، والكناية، والمجاز، والاستعارة، وتنضوي الآن تحت علم البيان، وتحدث عن أقسام الخبر، والوصل والفصل، والإيجاز، والإطناب والمساواة، وهي من أبواب علم المعاني، وتحدث عن المحسنات مثل المذهب الكلامي، والمشاكلة، وتأكيد المدح بما يشبه الذّم، والإلغاز في الجواب. والشيء نفسه بالنسبة للنقد، فقد أهم مسائله كاللفظ والمعنى، والسرقات، والانتحال، والطبع والصنعة، والقديم والحديث. وكان معتمده في ذلك الاستشهاد لا التقعيد ووضع الحدود. وكانت أراء الجاحظ أساس لكل من جاء بعده، فتوسعوا فيها، ووصلوا بها إلى مرحلة النضج على يد السكاكي والقزويني
Description
Keywords
النقد, البلاغة, الشاهد الشعري