رثاء النفس في الشعر العربي القديم

No Thumbnail Available
Date
2012
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
سخر المبدع العربي أنامله وفكره في التعبير عنا يجول في حياته الاجتماعية بكل ما فيها من تناقضات جسام ، فلم يتفرد المبدع العربي في تعبيره عن نفسه ومجتمعه ، عن آماله و آلامه، عن غبطته و حزنه ، بجنس ادبي دون غيره، فتباينت بذلك الأجناس الأدبية و تراوحت بين النثري والشعري. و يمكن ان نقول ان اعبق تعابير، جاءت شعرا ووصلتنا كذلك ، و السبب معلوم في كون الشعر أحفظ في جوف العربي من النثر . و على هذا تنوعت و اختلفت اغراض اشر ونحا فيها الشعراء منحى التفنن في الإتيان بالصور الرائعة التعبير ، فتميز الكل عن غيره، و كل وضع رحيق شهده في غرض شعري دون آخر. فلنا كان العاشق يتغزل بمحبوبه بكلمات ندية وتعابير شجية، نشأ الغزل غرضا ؛شعريا مستقلا بذاته، ولما كان المادح يتعقب خصائل ممدوحه ويذكرها علنا، انبثق المدح غرضا شعريا متميزا، أو حين كان المهجو يرهب من انتقاد هاجيه ولد فن الهجاء. وهكذا التفت المبدع والشاعر العربي القديم إلى أغراض الشعر وفنونه و اتخذ منها بحرا من الإبداع و العبقرية يجتث من منابعها كلما اجتاحت نفسه الضمأى إلى ارتياد اشجى التعابير و أقربها إلى النفس. فأراد الشاعر من خلال تفننه في خلق هذه الأغراض أن يضع لمساته الخاصة عليها، التي و إن اندثر بعدها لن يندثر اسمه من على سماء الإبداع الشعري إن لكل غرض شعري عاطفة تميزه عن الآخر، فتباينت في ذلك العواطف بين الفرح و الحزن، لكن هناك عاطفة أصدق من كل العواطف الإنسانية و اخلدها على مر الدهور، و كر العصور، يمكننا القول انها تجلت في غرض فني شعري يخاطب من خلاله الشاعر ملذات الحياة، وملهيات الزمان حسرة وأسفا وإيلاما و ضياعا و املا قريبا في نفسه بعيدا عنها، ذاك هو فن ،رثاء النفس . لذلك كان الهدف من دراسة هذا الفن الشعري دون غيره هو الكشف عن مدى صدق وعاطفة الحزن المتأججة في نفس الشاعر ازاء هذا الزائر الثقيل الظل، و هو الموت، زيادة عن الكشف عن مدى مطابقة لغة الشاعر بمافيها من مفردات وتعابير ومطابقة ألوان الصورة الشعرية للقصيدة مع إحساسات الشاعر المتباينة و التي تراوحت بين الألم و الحسرة والتوجع.
Description
Keywords
الرثاء
Citation