التقديم والتأخير في معلقة الحارث بن حلزة
No Thumbnail Available
Date
2013
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تعد العربية من اللغات الإنسانية الراقية لدقة تعبيرها ، و اتساع معانيها ، ووفرة مفرداتها إذ أنها بقيت مكتفية بقدرتها على التعبير على ما يحيط بها من العالم الخارجي ، فمن أهم العوامل التي ساعدتها عامل الإعراب ، و الذي يعد خصيصة من خصائص اللغة العربية ، ذلك لأن له الفضل في تحديد مكانة كل عنصر من جسد العبارة أو من البنى التركيبية التي تدخل في تكوينها.
فالإعراب له دور كبير في تحديد رتبة كل عنصر في مكوناتها ، إذ نجد تجاذب بين الرتبة و الإعراب ، فقد تنبه علماء العربية من نحاة و بلاغيين إلى الإمكانية التي تتيحها ظاهرة الإعراب في تحديد حرية الحركة و تعدد الأماكن التي يمكن أن يحتلها كل جزء من أجزاء الجملة.
فبفضل عامل الإعراب استطاع الشعراء و الأدباء ، من أن ينسجوا خيوط أفكارهم ضمن معاني ترد بحسب أسلوب التقديم و التأخير، هذا الذي يعد من أهم مباحث علم المعاني و الذي يشكل بدوره أحد علوم البلاغة ، فهو من أهم الظواهر اللغوية التي أكسبت اللغة العربية مرونة ، إذ انه يسمح للمتكلم أن يتحرك بسهولة ، متخطيا الرتب المحفوظة.
وقد اشتغلنا في بحثنا هذا على جنس الشعر الجاهلي ، فوقع اختيارنا على معلقة الحارث بن حلزة اليشكري ، و التي سعى فيها إلى خلق معاني مختلفة تحمل دلالات متفردة من خلال ظاهرة التقديم و التأخير فالحارث من شعراء المعلقات الذي يتسم بمقدرته على إتقان فن القول و يظهر ذلك من خلال معلقته الشهيرة التي انمازت عن غيرها بحرية في نظم أبياتها .
ومن هنا اخترت عنوان المذكرة : " التقديم و التأخير في معلقة الحارث بن حلزة دراسة بلاغية في المعاني ".
فما هو مفهوم التقديم و التأخير ؟
و ما هي أغراضه البلاغية ؟
و ما علاقة التقديم و التأخير بالجملة العربية ؟
ما هي أنواع الجملة العربية
و كيف أسهم أسلوب التقديم و التأخير في الحفاظ على المعاني النحوية ؟
و كيف أنه أيضا أسهم على إضفاء معاني دلالية أخرى ؟
لماذا يقدم المفعول به على الفاعل في الجملة الفعلية ؟
و ما الغرض من تقديم الخبر في الجملة الاسمية و حقه التأخير ؟
انتقينا معلقة الحارث بن حلزة اليشكري ، و اعتمدنا في قراءتنا لها ، على المنهج التحليلي و ذلك بفك و تحليل جملها الفعلية و الاسمية لنتمكن من كشف المعاني و الأغراض التي نتحصل عليها بعد أن نغير في محل عناصر الجملة بالتقديم و التأخير.
و قد قسمت بحثي عبر خطة كالتالي :
فبعد المقدمة جاء المدخل : تناولنا فيه لمحة عامة عن المنهج المتبع في هذه الدراسة ، إلى تحديد مفهوم دقيق و شامل للتقديم و التأخير في اللغة و الاصطلاح ، و علاقة هذا الأخير بنظم الجملة العربية و ذلك من خلال أغراضه البلاغية التي نستخلصها من أنواع الجملة العربية.
و تناولنا في الفصل الأول الجملة الفعلية في معلقة الحارث و ذلك من خلال تقدم المفعول به على الفاعل ، و تقدم الظرف و الجار و المجرور على الفاعل ، و هذا لإبراز المعاني المختلفة التي تتحصل عليها بعد التقديم و التأخير.
وقد تناولنا في الفصل الثاني الجملة الاسمية من خلال تقدم الخبر على المبتدأ و تأخره عنه و كذلك تعرضنا لدراسة الجملة المنسوخة من خلال تقدم أخبار النواسخ على أسمائها.
ثم تحدثنا في الخاتمة عن أهم النتائج المتوصل إليها من خلال هاته الدراسة.
وقد اعتمدنا على مجموعة من المصادر و المراجع اّلأساسية في انجاز هذا البحث فكان المصدر الأساسي في هذه الدراسة هو " المعلقات العشر و أخبار قائليها " باعتباره مفتاح البحث لدراستنا التحليلية .
وفي المقابل قد اعتمدنا على مراجع و مصادر أخرى نذكر منها :
عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز و كذلك سناء حميد البياتي في قواعد النحو العربي في ضوء نظرية النظم ، و سيبويه في كتابة " الكتاب "، و مختار عطية في التقديم و التأخير و مباحث التركيب بين البلاغة و الأسلوبية و كذلك رابح بومعزة في التحويل في النحو العربي و غيرها.
Description
Keywords
المعلقات, علم البلاغة, التقديم والتأخير