بيئات الغزل في العصر الأموي
No Thumbnail Available
Date
2015
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تزخر كتب الادب والتاريخ بما نظم من أشعار في التاريخ ، من العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحالي ، وهي أشعار كثيرة نلقاها في كل ما يصادفنا من أحداث العصر .
ومضى كثيرون من الشعراء ينظمون أشعارهم التي لا تخلو من أغراض متنوعة من: رثاء، وهجاء وغزل، ومدح، وغيرها من الأغراض. ونحن من خلال بحثنا هذا أردنا أن نسلط الضوء على أحد هذه الأغراض التي كان يتجه إليها الشعراء في السابق، ولا تزل حتى الآن وهو غرض الغزل.
يعد الغزل من الأغراض الشعرية القديمة التي تطورت عبر العصور وبشكل خاص العصر الأموي .
- تطور الغزل عبر العصور :
1- العصر الجاهلي : اجمع الباحثون على أن الغزل في العصر الجاهلي ، قد احتل الجزء الأكبر من تراثنا الأدبي لأنهم لم يجدوا قصيدة في أي غرض من الأغراض ، إلا وفيها إتصال بالغزل ، إن لم تكن مقتصر عليه . يمكننا تصنيف الغزل الجاهلي في إتجاهين متناقضين أولهما الاتجاه الحسي الفاحش وزعيمه إمرؤ القيس ، وثانيهما الإتجاه الحسي العفيف الذي اشتهر في العصر الاموي وكانت نواته في الجاهلية
2- صدر الإسلام : عندما جاء الإسلام ازداد الغزل عفة لتأثره بالإسلام وبالقرآن خاصة ، فأدى ذلك إلى المثل العليا في الحياة الأخلاقية ، فظهر الزهد والغزل العفيف بعيدا عن الفساد وهذا التحول أدى إلى بروز الشعراء العذريين .
3- العصر الأموي : تطور الغزل في عهد بني أمية ، وأصبح فنا قائما بذاته ، لا يقال لينشد ، وإنما ليغنى ، وأصبح له نكهته الخاصة فاتسعت مظاهره وتعددت ملامحه ، وكان لكل بيئة حظها من الشعر والشعراء لا سيما بيئة الحجاز ونجد .
ظهر لهذا الفن نوعين :
1- الغزل البدوي العفيف : يعود في أصله إلى شعراء بنو عذرة ، حيث تآزرت مجموعة من الأسباب ليتخذ هذا الفن شكل الظاهرة الفريدة في العصر الاموي ، طبعت البيئة جميعها بطابع عام من التقوى والتعفف في أشعارهم ، من أشهر أعلامه جميل بن معمر ( جميل بثينة ) .
ومن عوامل ازدهار هذا اللون من الشعر ما يأتي :
" كثرة الفراغ لدى شعراء البادية .
" الغيرة على المرأة والحفاظ على التقاليد .
2- الغزل الحضري الصريح : وكان شعراؤه من أهل الحضر ، انصرف إليه فريق من الشعراء الذين أتاحت لهم الحياة المترفة أن يتلذذوا بجوانبها اللاهية لهذا جاء شعرهم مترجما لهذه الحياة بلا تحرج أو تعفف . ومن إشتهر بهذا النوع من الغزل عمر بن أبي ربيعة .
ومن عوامل ازدهاره :
" الحياة المترفة التي عاشها الشعراء
" انتشار الغناء في عواصم البلاد العربية
" انصراف كثير من شعراء الحجاز على السياسة واهتمامهم بالغزل
إذن لا يختلف أحدنا في إن شعراء الغزل في العصر الأموي فريقان:
شعراء الحواضر ويقصد بهم شعراء مكة والمدينة يصنف شعرهم على انه شعر صريح فاضح ، وشعراء البوادي وهم شعراء بداوي الحجاز ونجد وتميز شعرهم بنقائه وعفته .
من بين الشعراء الذين كان لهم صدى كبير في العصر الأموي :
جميل بن معمر وعمر بن أبي ربيعة ، لقد ارتأيت أن تكون دراستي حول هذين الشاعرين الفذين اللذين مثلا بيئتهما خير تمثيل ، فمن هما هذين الشاعرين
يا ترى ؟
1- جميل بن معمر : هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري ، ولد في وادي القرى بالحجاز ، وشب على حب إبنة عم له إسمها بثينة فعرف لأجل ذلك بجميل بثينة .
" مضرب شهرته : افتتن جميل ببثينة وشبب بها ، وعندما لم يوفق من الزواج بها ، حز الألم في نفسه ، وفجر فيها أعمق المشاعر فراح يتغنى بأماله الضائع .
" أدبه : لجميل بن معمر شعر مبثوث هنا وهناك في كتب الأدب ، فقد كان وجدانيا خالصا حلو الألفاظ سهل التراكيب ، عريا من التكلف ، عذبا صافيا . قال جميل في الغزل وبعض الأغراض المختلفة ، شعر جميل كله يمتاز بصدق اللهجة وحرارة العاطفة .
" وفاته : مات جميل في مصر سنة ( 82 ه /701 م ) ، فترك لنا شعرا ينبض بالحياة ويروي لنا قصة عاشق جريح .
2- عمر بن أبي ربيعة : هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة ، المخزومي القريشي ، عاش بفضل منزلة أبيه في أحضان الثروة والرخاء ، فلم يجد ما يشغله فالتفت إلى التغزل بكل جميلة من النساء - كان عمر وسيما وجماله كان أحد العوامل التي جعلته معجبا بنفسه ، فلم يتحرج عن الغزل والتشبيب حتى بالمحصنات المتعففات من نساء قومه ومن غيرهن ، ومن ثمة نرى ان المرأة التي تغزل بها عمر هي المرأة المتحضرة ذات الأناقة والحس .
" بيئته : كانت بيئة نجد والحجاز :
" شعره وغزله: عرف عمر الحب في أشكاله المختلفة، فقد كان إباحيا يروقه الجمال وتغريه اللذة، كما كان أحيانا عذريا يقنع بالنظرة.
يمتاز شعره بالرقة والسهولة وصدق العاطفة ، ومن شعره ما نظم خصوصا للمغنين فجعل أوزانه قصيرة توافق الغناء ويسهل تلحينها .
" موته : شبب لبنات السادات والخلفاء فغضب منه عمر بن عبد العزيز ونفاه إلى جزيرة أما مدينة مصوع ، ثم رأى أن يكفر عن سيئاته بالتوبة والجهاد فغزا في البحر فاحترقت السفينة التي كان فيها وأحترق هو أيضا سنة 93 ه .
Description
Keywords
الموازنة, الغزل, القصيدة البدوية, القصيدة الحضرية