الدلالة السياقية في فن المقامة
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
شهدت الدراسات اللسانية للعقود الأخيرة إقبالا شديدا في تناول القضايا اللغوية على ضوء
المناهج الحديثة، مما أسهم في تقدم البحث اللغوي و أدى إلى تطور علوم اللغة — الصوتية، والصرفية والنحوية والدلالية —. وتعدد الطريات اللغوية خاصة الباحثة في المعنى.
و من بين هذه النظريات نظرية السياق التى نالت رواجا كبيرا واهتماما بالغا من قبل علماء اللغة.
حيث ركزت هذه النظرية على دراسة الكلمة داخل التركيب أو التشكيل اللغوي الذي ترد فيه إذ لا
يظهر معنى الكلمة الحقيقي، أو لا تتحدد دلالتها إلا من خلال السياق بضروبه* المخقفة.
ونظرا للأهمية التي احتلتها هذه الطرية في الدراسات اللغوية إرتأيت أن يكون السياق موضوعا لدراستي والتي عنونتها ب؛ << الدلالة السياقية في فن المقامة -مختارات من مقامات الحريري—
كما أن ما تشتهر به اللغة العربية من تعدد لمعانيها بين حقيقية ومجازية، والحقيقية عالم متنوع،
والمجانبة عالم أخر مرصع بالحلى اللفظية و المحسنات البديعية والصور البيانية دفعني إلى
تبيان سبب تعدد المعاني فيها، والدور الذي يلعبه السياق كنظرية ومنهج في الربط بين الألفاظ
والتراكيب، والألفاظ والدلالة، والربط بين البناء الداخلي والخارجي للنص، ومعرفة العلاقة بين السياق والدلالة. فضلا على تبيان دور الحريري في إحياء فن المقامات من جديد.
ولذا أردت من خلال هذا البحث تسليط الضوء على هذا الموضوع، محاولة الإجابة على مجموعة من التساؤلات منها؛
-ما هي الدلالة السياقية؟ —ما هو السياق، وما هي أنواعه؟ —ما هي أدوات التماسك السياقي؟
-إلى أي مدى استطاع السياق أن يساهم في توضيح معاني ودلالات مقامات الحريري؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة تتبعت خطة تتكون من مقدمة ومدخل وثلاث فصول وخاتمة.
عالجت في المدخل << قراءة في سيرة الحريري >>؛ مولد ونشأة الحريري ، وصفاته وأخلاقه بالإضافة إلا مؤلفاته ووفاته.
و الفصل الأول << علم الدلالة و فن المقامة رالمفاهيم والاتجاهات،إ >> فقد تطرقت فيه إلى؛ مفهوم المقامة من الناحية اللغوية والاصطلاحية وأسباب نشأتها ، ومن ثم مصطلح الدلالة وأبعاده، وأنواع الدلالة ومظاهر التطور الدلالي، وجاء الفصل الثاني بعنوان << ماهية السياق >> وقد قسمتهلى أربعة عناصر هي؛ المياق المفهوم والأبعاد، والسياق في التراث العربي و الفكر اللغوي الغربي، ثم أنواع السياق وأدوات الربط السياقية.
وتطرقت في الفصل الثالث والذي حمل عنوان؛ << المياق في مقامات الحريري رنماذج مختارذم
>> إلى ت دور السياق في تحديد دلالات الظواهر اللغوية ،ودور المياق في تحديد دلالات الظواهر التاريخية والاجتماعية والنفسية في مقامات الحريري.
أعقبت هذه الفصول خاتمة دونت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الدراسة. واقتضت طبيعة الموضوع تبني المنهج الوصفي التحليلي لأنه يلائم مثل هذه الدراسة.
أما أهم الكتب التي استعتت بها هي: مقامات الحريري المسمى بالمقامات الأدبيهءلأبي محمد
القاسم بن طي بن محمد بن عثمان الحريري ،و مبادئ اللمانيات لأحمد محمد قدور، وكتاب علم الدلالة والنظريات الدلالية الحديثة لحسام البهتساوي.
وقد صادفتني جملة من الصعوبات أهمها؛ ضيق الوقت، وقلت الدراسات الحديثة التي تناولت فن المقامات.
لقد تم من خلال هذا البحث دراسة موضوع << الدلالة السياقية في فن المقامة >> بأجزائه الطرية
والنطبيقية، وبعد رحلة البحث قيه أمكنني التوصل إلى مجموعة من النتائج أدرجها في التقاط التالية:
— كان العرب على وعي بالدلالية السياقية وبأهميتها في تحليل النص اللغوي وقد شاعت هذه الظاهرة في الدراسات العربية شيوعا، قبل وعي الغرب بذلك.
— إن السياق هو أحد مناهج الدراسة اللغوية يعتمد على أن معنى الكلمة هو استعمالها في اللغة، والطريقة التي تستعمل بها أو الدور الذي تؤديه.
— هناك علاقة وطيدة بين الصوت والدلالة على مستويى السياق اللغوي، وبين ذلك دور الأصوات
— بأنواعها وصفاتها وترتيبها — في كشف الدلالة السياقية، وذلك في عدد من سياقات المقامة
الحريرية، ويبين لنا أيضا أن كل زيادة في قوة الصوت أو جهره تستلزم قوة في الدلالة، وارتقاء في المعنى.
— تقوم الدلالة السياقية على تحديد المعنى من خلال تحليل النص اللغوي إلى مستوياته أولا، وأن
تبين السياقات الأخرى غير اللغوية شخصية المتكلم، وشخصية السامع، وجميع الظروف المحيطة بالكلام. وكذلك تقوم بتبيين نوع الوظيفة الكلامية، و تذكر الأثر الذي يتركه الكلام كالضحك،
والسخرية.
Description
Keywords
فن المقامة, الدلالة السياقية