المدن الجديدة بين التصور والتجسيد

Abstract
إن الهدف الأساسي من أي تجمع سكني هو أن يوفر للإنسان الوسط الملائم الذي يمارس فيه نشاطاته ويلبي له احتياجاته على أكمل وجه، حتى تعطي للمدينة هويتها وللمجتمع أبعاده الحقيقية. سعت الكثير من الدول المتقدمة إلى انتهاج أساليب جديدة في التعمير تهدف إلى إدماج كل من وظيفة الراحة واللعب والأمن في المشاريع السكنية،لكن الانجازات الحاصلة كانت بعيدة عن درجة الإقناع فيما يتعلق بملائمة الفضاءات الخارجية مع الاحتياجات الحقيقية للأفراد. أما بالنسبة للجزائر فيعتبر نقص الفضاءات الخارجية والوسائل الترفيهية والاجتماعية الملائمة مشكلا حادا تعاني منه الكثير من الأحياء السكنية، إن لم تكن كلها، فبعد الاستقلال مباشرة واجهت السلطات الجزائرية الكثير من المشاكل الجدية، وبالتالي اعتبرت مشكل تصميم وتهيئة الفضاءات الخارجية من المسائل الثانوية، ولمدة طويلة، بالإضافة إلى ذلك فان برامج السكن في الجزائر أهملت تماما أهمية الفضاءات الخارجية في السياسة السكنية حيث كان المسعى الأول للدولة هو توفير المسكن ، مستثمرة كل الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة من اجل تلبية طلبات السكن، وبغض النظر عما إذا تحقق هذا المسعى أم لا، فان النتيجة التي أعقبته هي منتوج عمراني مشوه، وأحياء سكنية لا تؤمن الكثير من شروط الحياة الإنسانية، نظرا لغياب معايير الرفاهية داخل المسكن، ونقص التهيئة المرفقة بالسكنات .موضوع الفضاءات الخارجية للسكن الجماعي موضوع بالغ الأهمية بالنسبة للمجال العمراني لأن التخطيط الأمثل للمدينة قد يجنبنا الكثير من المشاكل العمرانية فواقع التحسين الحضري في الجزائر أصبح لا يلبي الغرض الذي انشأ لأجله باعتباره سياسة حديثة النشأة، بسبب نقص الخبرة في هذا المجال ولهذا يجب العمل على ترقيته وذلك يتطلب بذل جهود كبيرة من الدولة والمواطنين . في الأخير دراستنا هذه ما هي إلاّ دراسة متواضعة أمام حجم هذا الموضوع، وما بحثنا هذا إلا محاولة منا لفتح المجال لقيام دراسات أخرى تكون أكثر تعمقا وبمعطيات أكثر وفي ظروف أحسن من أجل التحسيس بأهمية الفضاءات الخارجية المشتركة للسكن الجماعي في أحيائنا بصفة خاصة وفي مدننا بصفة عامة.
Description
Keywords
السكن الجماعي
Citation