المعايير النقدية في طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي(139هـ- 231خـ)

Abstract
بعد هذه القراءة المتواضعة لمؤلف **الطبقات** التي ربما كانت بداية البدايات في قراءات نقدية أخرى، يمكن الخروج بمجموعة من الملاحظات والنتائج: 1--يعتبر كتاب **الطبقات** من أهم ما كتب في النقد خلال النصف الثاني من القرن الهجري الثالث، وهذا الكتاب ينم عن شخصية ابن سلام الجمحي النقدية الفذة، ونظرته البصيرة والدقيقة إلى مثل ما أشار إليه وأبان عنه في ذات المؤلف حيث أنه نقل إلينا وبكل أمانة ما كان من أنباء أشعار الجاهليين والملاحظ أنه وفق كل التوفيق في تفرقته بين الجاهليين من سكان البادية والجاهليين من سكان القرى، علاوة على أنه وصل ما أصله اللغويون الأدباء، وتناوله تناولا حسنا، وزاد طيه زيادات قيمة، وفي كتابه **الطبقات** صورة حياة النقد منذ نشأ في الجاهلية إلى أوائل القرن الثالث، وصورة للأذواق المختلفة، والأذهان المختلفة التي خاضت فيه، سيما وأن الأفكار كانت مبعثرة في النقد لا يربطها رابط ، حتى جاء ابن سلام فضم شتاتها، وألف بين المتشابه منها بروح علمية قوية، ثم أن الأصول النقدية التي عرفت قبله لم توطد، ولم تؤكد، ولم تستقر وترسخ ولم تجمع إلا في كتاب **طبقات الشعراء** دون أن ننسى أن هذا الكتاب هو أقدم الوثائق النقدية المدونة، فيه الكثير من آراء الأدباء واللغويين التي انتفع بها فيما بعد من كتبوا في نقد الأدب أو بسير الشعراء، كالآمدي صاحب **الأغاني** ويكفي كتاب ابن سلام أن يكون جماع القول في الشعر في الجاهلية والإسلام. 2)-ورغم الملاحظات التي سقتها عن هذا الكتاب إلا أنه أخل بشيء من رسم الكتاب فلم يتعرض لمكانة شعراء القرى، ولم يذكر منزلة شاعر كبير مثل **حسان** على أنه أيضا أهمل بعض فحول الشعراء كعمر بن أبي ربيعة و الطرماح بن حكيم، والكميت الأسدي، ومكانتهم لا تنكر في الشعراء الإسلاميين، ولا أحد يدري كيف جاء بشامة بن الغدير، وأبو زيد الطائي في طبقات الإسلاميين، مع أنهما جاهليان. 3-صحيح أن ابن سلام الجمحي لم يكن أول من كتب في مسألة انتحال الشعراء - حيث سبقه بعض معاصريه إلى ذلك منهم ;خلفا الأحمر، والمفضل الضبي، كما جاء في ثنايا البحث — لكنه كان أول من قدم لنا نظرية علمية دقيقة أوردها في مقدمة طبقات الشعراء.
Description
Keywords
النقد, التحليل الأدبي
Citation