دور الفكر السانسيموني في توطين الإستعمار الفرنسي 1830-1870

No Thumbnail Available
Date
2020
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تعتبر الحقبة الإستعمارية من أهم فترات تاريخ الجزائر، من حيث تسليط الظلم، والجور، ومن حيث معناة الجزائر من الإحتلال الفرنسي ومن التأثيرات الفكرية، التي صاحبته والتي كان لها الأثر البالغ في الإحتفاظ بالجزائر تحت الإستعمار الفرنسي الذي مارس في الجزائر مختلف السياسات التعسفية والتي إنجر عنها إضطهاد الشعب الجزائري، بمختلف فئاته الإجتماعية، والتأثير على الأوضاع في الجزائر. وقد كانت هذه الأفكار السند الذي جعل من بسط نفوذ فرنسا في الجزائر عملية مدروسة وممنهجة، وهي التي سهلت عملية التوطين الأوروبي في الجزائر وإلى جانب ذلك الإستعمار الفرنسي، الذي كان اليد والرأس فهو الذي يبطش ويسيس إنطلاقا من هذه الأفكار التي تغذيه وتجعله يستمر في عملية الإستلاء والتوطين الأوروبي. وهي التي مهدت للإستعمار الفرنسي البقاء في الجزائر لأطول مدة. وبالإشارة إلى هذه الأفكار نشير إلى الفكر السانسيموني، الذي كان له الأثر البالغ في توطين الإستعمار الفرنسي في الجزائر، من خلال الأفكار التي غذى بها الألة الإستعمارية والتي كانت نتاجا لرواد هذا المذهب السانسيموني، ومن أهم هذه الشخصيات التي غذت الإستعمار بأفكارها نجد أنفونتان بروسبير، وتلميذه إسماعيل عربان، اللذين تميزا بقوة أفكارهما حول التمكين للإحتلال الفرنسي، من التوطين في الجزائر والبقاء فيها أطول مدة، وحسن التدبير في ذلك. وقد تناولت الفترة الممتدة مابين 1830م، إلى غاية 1870م، إذ يمثل التاريخ الأول الإحتلال الفرنسي للجزائر، فيما يمثل التاريخ الثاني 1870م، نهاية الإمبراطورية التي أقامها نابليون الثالث بعد سقوط الجمهورية الثانية، وهذا لما لعبه نابليون الثالث في إعطاء وجه تطبيقي وعملي لأفكار إسماعيل عربان السانسيمونية، و الذي كان متؤثرا به وبأفكاره إلى أبعد الحدود. ويمكن القول أن نهاية التأثير السانسيموني في الجزائر كان بنهاية الإمبراطورية. لقد كان الشعب الجزائري شعب بسيط جدا يعتمد في معيشته على الزراعة ورعي الأغنام و التجارة، وبعض الصناعات التقليدية. ولكن الإحتلال الفرنسي خلال فترة الخمسين سنة الأولى من الإحتلال الفرنسي للجزائر، أثرعلى المجتمع الجزائري سلبا من كل الجوانب الثقافية والإجتماعية، والسياسية، والإقتصادية، حيث نجد أبو القاسم يقول في هذا الصدد : " غزا الفرنسيون الجزائر بالسلاح والعلم فحققوا الإحتلال والإستعمار والإستيطان بالسلاح والجيوش، وحققوا نشر لغتهم ودينهم وعاداتهم وصحافتهم، ومطبعتهم، ومسرحهم بالعلم والإختراع ". وقد شجع الإستعمار الفرنسي الإستيطان من خلال الهجرة الأوروبية إلى الجزائر وقد كانت تسعى إلى خلق مجتمع أوربي من خلال العمل على إذابته في المجتمع الأوروبي وطمس هويتهم، وأيضا الإبادة لكل من يقف في وجهها من أجل التحرر. وبهذا عمدت إلى جعل الجزائر مستوطنة أوروبية بإنشاء قرى للمعمرين، وإعطائهم الأراضي التي سلبت من الجزائريين أو تم قتلهم والإستيلاء عليها. كما قام الإحتلال بسن مجموعة من القوانين العقارية لخدمة مصالحه الإستيطانية التوسعية وإستعمالها ضد الجزائريين، وجعل المستوطنين الأوروبيين أصحاب السيادة في الوطن مما نتج عليه الكثير من الإضطرابات التي صاحبتها عمليات قتل جماعية للشعب الجزائري المرتبط بأرضه إرتيباط الطفل بأمه ولكن الإحتلال ومن أجل بقائه في الجزائر فرق بين الإبن والأم. وأيضا القضاء على الملكية الجماعي وإحلال محلها الملكية الفردية ، وتفتيت البنية الإجتماعية التقليدية المتمثلة في القبيلة والتي تمثل بدورها المخزون الإجتماعي والثقافي ، وذلك من خلال إصدار قوانين رامية إلى كسر كل ماله علاقة بتكاتف الشعب الجزائري بعضه ببعض. وقد كانت لهذه السياسة أثار وخيمة على المجتمع الجزائري الذي أصابته كل الأفات الإجتماعية من مجاعات وأوبئة وأمراض فتكت بالسكان وحصدت أرواح الكثير منهم، ونتيجة لهذه الأوضاع المزرية ظهرت الهجرة الجزائرية نتيجة السياسة التي مارستها فرنسا على السكان الجزائريين . أما فالجانب الإقتصادي فقد إعتمد الجزائريون على الزراعة والرعي والتجارة، إذ كانت مجمل النشطات الإقتصادية الجزائرية موجهة لخدمة الإقتصاد الفرنسي والمستهلك الأوروبي في الوقت الذي كان النظام الزراعي في الجزائر قبل الإحتلال نظام قبلي إلا أن هذا النظام كان قادرا بشكل أو بأخر على سد حاجة المزارع وحاجة أسرته من إنتاج الأرض، ومن الطبيعي والحالة هذه أن يركز المحتلون على الإستحواذ على الأرض الزراعية الجزائرية، وإستغلالها إستغلالا كاملا ونقل إنتاجها إلى السوق الفرنسية خاصة والسوق الأوروبية عامة، والموارد الأولية. ولم يكتفي الإستعمار بسلب الأراضي بل عمد إلى إثقال كاهل الجزائريين بمختلف الضرائب العربية، والأوروبية التي بدورها لها أهداف وهي إجبار الجزائريين على الرضوخ التام وعدم الوقوف بوجه الإستعمار أي وضع الجزائريين في ظروف لا يستطيعون خلال المقاومة. لقد كان هدف سان سيمون في أغلب مؤلفاته التي دافع عنها منذ كتابه الأول رسائل مقيم بجنيف إلى معاصيريه سنة 1803م مرورا بمؤلفه حول إعادة تنظيم المجتمع الأوروبي سنة 1814م الذي نجد فيه بذور الوحدة الأوروبية. كما أن مايميز سان سيمون هي محاولة تقديم جملة من الوسائل والأليات من أجل بناء مجتمع عالمي من خلال دعم الصناعة و الإكتشافات العلمية، ومد الشبكات الإتصالية لتحقيق جملة من المصالح الإقتصادية العالمية المشتركة، ومن خلال المشاريع التي دعا حكومات العالم إلى إنجازها. ولذلك تكمن أسبقية السانسيمونية في الجمع بين مقولات الإقتصاد السياسي والنظريات الإتصالية الحديثة، لتحقيق فكرة الوحدة العالمية القائمة على الحوار بين الثقافات والحضارات. وقد وضع السانيمونيون بدءا بسان سيمون ووصولا إلى الإنتاج الفكري لأبرز الزعماء في المدرسة مخططات لربط جزئي العالم الشرق والغرب، وذلك في إيطار مقاربة عالمية تدعوا لتوحيد العالم وتأمين السلام. جعل سان سيمون من تحقيق التقدم الهدف الرئيس من دعوته للعالمية؛ بحيث تكون الوحدة الإنسانية محصلة التطور البشري، وتتويجا للتطور الذي عرفته المجتمعات الإنسانية منذ الإنتقال من طور المجتمعات الإقطاعية إلى طور المجتمعات الصناعية، لتصبح الوحدة العالمية هي المحصلة الطبيعية، للتطور والتقدم الفكري والعلمي. كما حاول سان سيمون بناء أركان المجتمع الصناعي العالمي على أساس الإنتاج والتصنيع. وقد أقر سان سيمون بأن المجتمع الصناعي المنشود هو القائم على الشبكات الإتصالية المتطورة، ولذلك فلا يمكن أن يتم في بلد واحد،بل في إيطار مجتمع أكبر يظم كل الشعوب. كما أن سانسيمون أول من نادى بوصل القارات والشعوب، وإعتبر الشبكات الإتصالية ضرورة لضمان سلاسة الحراك الإجتماعي والإقتصادي وتسهيل نقل الأفكار والمعلومات والأشخاص، وتبعا لذلك دعا سان سيمون إلى مد شبكات من السكك الحديدية وشق القنوات المائية في العالم، مثل قناة السويس في مصر، وقناة إنبارتيد في المكسيك بين المحيطين الأطلسي والهادي، والقناة الرابطة بين مدريد والبحر الأبيض المتوسط، والقناة الرابطة بين الدانوب والراين، والقناة الرابطة بين الراين وبحر البلطيق. وأكد السان سيمونيون أن الشبكات الإتصالية، التي تؤمن إنتقال رؤوس الأموال والأشخاص، ستظمن سرعة وتنوع المبادلات؛ وهو ماسيؤمن ولادة مجتمع جديد أكثر تنظيما، ومن ثم أكثر رخاء لأن تنقل الثروات بين أنحاء العالم سيضمن إندماجه وحسن إنتظامه، وستدعم كل قدرات الإنتاج داخله، لأن تقليصالمسافات الجغرافية سيؤدي بالضرورة إلى مزيد من الإزدهر وسيحقق التوزيع العادل للثروات الطبيعي. وقد ميز ميشال شوفالييه وبرسبير أنفونتان، بين نوعين من الشبكات الإتصالية، وهي الشبكات المادية التي تتكون من الخطوط الإتصالية المادية مثل وسائل النقل البرية والبحرية وغيرها، والتي شبهها سان سيمون بنظام الشرايين داخل جسم الإنسان. والشبكات الإتصالية اللا مادية مثل تنقل القروض والأموال داخل البوك، وأكد السان سيمونيون أن السلام لا يمكن أن يبنى إلا بالحوار والتفاهم بين مختلف الحضارات والثقافات. لقد كان هدف سان سيمون في أغلب مؤلفاته التي دافع عنها منذ كتابه الأول رسائل مقيم بجنيف إلى معاصيريه سنة 1803م مرورا بمؤلفه حول إعادة تنظيم المجتمع الأوروبي سنة 1814م الذي نجد فيه بذور الوحدة الأوروبية. كما أن مايميز سان سيمون هي محاولة تقديم جملة من الوسائل والأليات من أجل بناء مجتمع عالمي من خلال دعم الصناعة و الإكتشافات العلمية، ومد الشبكات الإتصالية لتحقيق جملة من المصالح الإقتصادية العالمية المشتركة، ومن خلال المشاريع التي دعا حكومات العالم إلى إنجازها. ولذلك تكمن أسبقية السانسيمونية في الجمع بين مقولات الإقتصاد السياسي والنظريات الإتصالية الحديثة، لتحقيق فكرة الوحدة العالمية القائمة على الحوار بين الثقافات والحضارات. وقد وضع السانيمونيون بدءا بسان سيمون ووصولا إلى الإنتاج الفكري لأبرز الزعماء في المدرسة مخططات لربط جزئي العالم الشرق والغرب، وذلك في إيطار مقاربة عالمية تدعوا لتوحيد العالم وتأمين السلام. جعل سان سيمون من تحقيق التقدم الهدف الرئيس من دعوته للعالمية؛ بحيث تكون الوحدة الإنسانية محصلة التطور البشري، وتتويجا للتطور الذي عرفته المجتمعات الإنسانية منذ الإنتقال من طور المجتمعات الإقطاعية إلى طور المجتمعات الصناعية، لتصبح الوحدة العالمية هي المحصلة الطبيعية، للتطور والتقدم الفكري والعلمي. كما حاول سان سيمون بناء أركان المجتمع الصناعي العالمي على أساس الإنتاج والتصنيع. وقد أقر سان سيمون بأن المجتمع الصناعي المنشود هو القائم على الشبكات الإتصالية المتطورة، ولذلك فلا يمكن أن يتم في بلد واحد،بل في إيطار مجتمع أكبر يظم كل الشعوب. كما أن سانسيمون أول من نادى بوصل القارات والشعوب، وإعتبر الشبكات الإتصالية ضرورة لضمان سلاسة الحراك الإجتماعي والإقتصادي وتسهيل نقل الأفكار والمعلومات والأشخاص، وتبعا لذلك دعا سان سيمون إلى مد شبكات من السكك الحديدية وشق القنوات المائية في العالم، مثل قناة السويس في مصر، وقناة إنبارتيد في المكسيك بين المحيطين الأطلسي والهادي، والقناة الرابطة بين مدريد والبحر الأبيض المتوسط، والقناة الرابطة بين الدانوب والراين، والقناة الرابطة بين الراين وبحر البلطيق. وأكد السان سيمونيون أن الشبكات الإتصالية، التي تؤمن إنتقال رؤوس الأموال والأشخاص، ستظمن سرعة وتنوع المبادلات؛ وهو ماسيؤمن ولادة مجتمع جديد أكثر تنظيما، ومن ثم أكثر رخاء لأن تنقل الثروات بين أنحاء العالم سيضمن إندماجه وحسن إنتظامه، وستدعم كل قدرات الإنتاج داخله، لأن تقليصالمسافات الجغرافية سيؤدي بالضرورة إلى مزيد من الإزدهر وسيحقق التوزيع العادل للثروات الطبيعي. وقد ميز ميشال شوفالييه وبرسبير أنفونتان، بين نوعين من الشبكات الإتصالية، وهي الشبكات المادية التي تتكون من الخطوط الإتصالية المادية مثل وسائل النقل البرية والبحرية وغيرها، والتي شبهها سان سيمون بنظام الشرايين داخل جسم الإنسان. والشبكات الإتصالية اللا مادية مثل تنقل القروض والأموال داخل البوك، وأكد السان سيمونيون أن السلام لا يمكن أن يبنى إلا بالحوار والتفاهم بين مختلف الحضارات والثقافات.  
Description
Keywords
السان سيمونية, الإحتلال والسان سيمونية, الرقي و الإزدهار, الإشتراكية
Citation