آلية تفعيل التكامل الإقتصادي في الدول النامية في ظل العولمة

No Thumbnail Available
Date
2016
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
يتميز العصر الحالى ببروز عدة ظواهر فى العلاقات الاقتصادية الدولية، فقد تزايد الاتجاه نحو تحرير التجارة العالمية كما تضاعفت التحديات التى تفرضها العولمة و التى أصبح لها دورا بارزا و مؤثرا فى حركة الاقتصاد العالمى، و لذلك فقد أصبح من المسلم به أن التكامل الاقتصادي هو الأسلوب الأمثل للدول المتقدمة و النامية على حد السواء، للاستمرار فى هذا العالم الذى لم يعد فيه مكان للكايانات الصغيرة المنفردة . لذلك جاءت هذه الدراسة لتوضيح أهم المداخل و الآليات المعتمدة لتفعيل التكامل الاقتصادي الإقليمي و الذى يتم أساسا بين مجموعة من الدول تربطها ظروفا متشابهة سواء من ناحية الانتاج أو الموقع الجغرافي أو التقارب السياسي و هذا بهدف تحقيق التخصص فى فروع الانتاج التى تتميز فيها بكفاءة أكبر ومن ثم إمكانية تحقيق الحجم الأمثل الذى يصاحبه تخفيض فى تكاليف الانتاج و ذلك عن طريق فتح الأسواق فى هذه الدول، و إن كانت هذه الأهداف تعتبر من أهم أهداف التكامل الاقتصادي فى الدول المتقدمة، فإن التكامل الاقتصادي فى الدول النامية بالإضافة إلى ذلك يعتبر أسلوبا فاعلا لدفع عملية التنمية الاقتصادية فى هذه الدول من جهة و ضرورة حتمية تفرضها تحديات العولمة للاندماج فى الاقتصاد العالمي من جهة أخرى . لذلك فقد بدأت الدول النامية و التى منها الدول العربية و دول المجلس التعاون الخليجى خاصة تسعى للبحث عن صيغ عملية للتفعيل تكاملها الاقتصادي بما يمكنها من التعامل مع التكتلات الاقتصادية الكبرى المؤثرة - بل و المسيطرة - على إدارة تفاعلات الاقتصاد العالمي فى المرحلة الحالية، و تعتبر هذه التجربة من أهم نماذج التكامل الاقتصادي الإقليمي بالنسبة للدول النامية .و عليه فقد تعددت صيغ و آليات التكامل الاقتصادي حسب طبيعة الأهداف و الوسائل و الأدوات المستخدمة فيه و تبعا لطبيعة النظام الاقتصادي و درجة التطور للمجموعة المتكاملة، و ما خلصت إليه هذه الدراسة أن ما يصلح للدول الرأسمالية المتقدمة قد لا يلائم الدول النامية عامة و العربية منها خاصة، حيث أن الهدف الأساسي من التكامل الاقتصادي فى الدول الرأسمالية هو إحداث نمو اقتصادي عن طريق تحرير التبادل التجاري بين الدول المتكاملة و هذا الهدف لا يمكن تحقيقه فى الدول النامية كونها لا تملك أجهزة انتاجية متقدمة و بالتالى لا يمكن تحرير التبادل التجارى ما لم يتم خلق و تطوير الجهاز الانتاجي أولا. لذلك فلا بد أن تسعى لخلق الانتاج ثم توسيعه و تنويعه و أخيرا زيادة حجم التبادل التجاري لهذه الدول، لذلك و نظرا لاختلاف هياكل و بنية اقتصاديات الدول النامية عن مثيلاتها فى الدول المتقدمة فإن المداخل الرئيسية للتكامل الاقتصادي ينبغى أن لا تركز على تحرير التجارة بقدر تركيزها على أسلوب التكامل الانتاجي و القطاعي و تطويره نظرا لما يلعبه من دور أساسي فى توسيع شبكة التعاملات الاقتصادية و التجارية و التنموية للدول المتكاملة .
Description
Keywords
الدول النامية, التكامل الإقتصادي, التنمية الإقتصادية, التحرير التجاري, العولمة الاقتصادية, التكامل الإنتاجي
Citation