فاعلية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش

No Thumbnail Available
Date
2013
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
لا شيء في الوجود قائم على عبث فكل موجود هو لغاية وثابت على معنى ومتحرك لأداء وظيفة خاصة وذات حدود إذ تبدأ وظائف لموجودات الأخرى حين تنتهي هذه وهكذا إلى تمام البناء وكمال الإحكام .هكذا الحال بالنسبة للنظام الكلامي باعتباره الوسيلة التي تنقل لنا أفكار المتكلمين وأحاسيسهم وشعورهم والتعبيرات ما تزال الكثير من قضاياها غامضة ومجهولة مقتصرة على ما أفرزته البنيوية من تصورات صورية مبالغ فيها كذلك الغلو في الاعتماد عند وصف الظواهر اللغوية على الشكل دون المضمون فتأتي التداولية تعنى بالإجابة عن أسئلة عديدة غفلت عنها التوجهات اللسانية متجاوزة الجملة إلى النص معتدة في كليته بالنظر لما ينجزه من عملية اتصالية على اعتبار أن علم اللسان هو الدراسة العلمية الموضوعية للسان البشري أي دراسة تلك الظاهرة العامة والمشتركة بين بني البشر بحكمه ظاهرة معقدة ومركبة يمكن أن تتناول من زوايا عديدة 'اجتماعية ،نفسية ....والحاجة إلى اكتشاف ما يواكب متطلبات هذه المجالات وكيفية تطويعها واستعمالها ومعرفة ذوات الناس التخاطبية وما تستلزمه من نقل ناجح للمعلومات فيركز المرسل جهده نحو بناء الخطاب ليستطيع المرسل إليه أن يستقي من المعلومات التي تثيره فما قدمته اللسانيات التداولية من اقتراحات وأطروحات في دراسة النصوص الأدبية كان بمثابة إغراء لي ليكون بحثي تحت عنوان : "فاعلية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش -دراسة تداولية- "خاصة وأن الخطاب السياسي قد احتل فضاء واسعا في العملية الحوارية التواصلية التي تستدعي الحجة أو الشهادة ،وإذا كانت التداولية هي دراسة الآثار التي تظهر من خلال الخطاب وتنظر في عنصر الذاتية فيه أفلا يحتاج الدرس التداولي إلى كذا قوالب لغوية لتطبيق مناهجه عليها؟ وإذا اعتبرنا أن الأثر الناتج مباشرة على الرسالة وكذا الشروط التي تجعل الخطاب ناجحا كالمرسل والمتلقي والقصد والنوايا مصب اهتمام التداولية:فكيف يفسر التحليل اللغوي هذه العملية التي غالبا ما يكون المتلقي فيها منفصلا عن قصد المتكلم ؟ كيف ساعدت التراكيب اللغوية المتكلم في إضفاء قيمة حجاجية لموضوعه؟ واعتمادا على ما قلته سابقا في أن التداولية تنظر في عنصر الذاتية للمتلقي،تمثل آخر إشكال في "هل الشاعر قد عاش التجربة فعلا أم أنها مجرد إبداع ؟ وللإجابة على هذه الإشكالات المطروحة اعتمدت على المنهج التحليلي بوصفه مستوى تصنيفيا إجرائيا في الدراسة اللغوية مع مقاربة تداولية لتجاوزها المستوى الدلالي باحثة في العلامات اللغوية بمؤوليها أي دراسة مقاصد المرسل وكيف يستطيع المتعلم أن يبلغها في مستوى يتجاوز دلالة مستوى المقول الحرفي إلى الوقائع الخارجية مثل زمن القول ومكانه وكذلك العلاقة بين طرفي الخطاب ولقد قسمت بحثي إلى ثلاثة أقسام رئيسية تم التمهيد لهما بمقدمة عامة وتمهيد لكل قسم على حدة عقبتهم نتائج مستخلصة من تطبيق الدراسة التداولية على أبيات الخطب الدكتاتورية ليتصدر المدخل جل الدراسة فجاءت على النحو التالي : المدخل:تناولت فيه نبذة عامة عن ميلاد التداولية وظهورها عند الغرب كمبحث لساني مهم في الدراسة اللغوية -مكمل لها-كما كشفت عن الكثير من معاملها التي كانت معروفة عند العرب ولو بمصطلحات مغايرة القسم الأول : تناولت فيه العلاقة بين طرفي الخطاب التي تظهر من خلال الأبعاد الناتجة عن الاستراتيجيات الخطابية التي وظفها درويش في خطاباته من التضامنية إلى التوجيهية إلى التلميحية القسم الثاني من البحث فقد لعبت الأفعال الكلامية دور البطولة لتجسيد مقاصد المرسل ونواياه فاختلفت من الإلزامية إلى التعبيرية والإيقاعية والإخبارية إضافة إلى الأفعال الطلبية القسم الثالث تناولت فيه أهم الوسائل التي يستعملها المخاطب من أجل إقناع الطرف الآخر بتبني مواقفه واتجاهاته من خلال جملة من الأدوات الحجاجية والآليات اللغوية لأتحصل من خلال تطبيق هذه الأبعاد التداولية على أبيات الخطب الدكتاتورية على مجموعة من النتائج أهمها: القضية المزيفة التي أراد محمود تصويرها أي تصير العلاقة بين الدكتاتور وشعبه من خلال إبراز روح التضامن وتقليص دور السلطة عليه دور الأفعال الكلامية في صنع الخطاب وتشكيله لغويا باقترانها مع السياق واستحضاره بعناصره المكونة له بحضور قوي للأفعال الالتزامية مجسدة أطماع المنتخب السياسي فيما يدعو إلى الإعتقاد به والأفعال الطلبية باستعمال أساليب الأمر والتحذير لأنها تمارس ضغوطا على المتلقي فتجعله يرضخ لنواميسه كفاءة المرسل التداولية في صنع الخطاب وقدرته على المناورة في المعنى بمزاوجة الضربين الذي يسير فيهما الحجاج من إظهار و إضمار للمقاصد والنوايا وعلى المرسل إليه أن يتحلى بنفس الكفاءة لتأويل الخطاب ولإدراك حججه البعدان التأثيران التي اتسمت بهما الأدلة والبراهين التي وظفها المخاطب ليتمثل البعد الأول في كونها حجج واهية بين الدكتاتور وشعبه فيما اتخذ البعد الثاني لنفسه مرمى آخر كحجج مقنعة بين محمود والقارئ لخطاباته .
Description
Keywords
الخطاب الشعري
Citation