قرينة البراءة في العدالة الدولية الجنائية
No Thumbnail Available
Date
2013
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
لقد تطرقنا في طيات هذا البحث الى مبدا هو من اهم المبادئ التي ترتكز عليها المحاكمة العادلة،الاوهو مبدا قرينة البراءة،بحيث تعرفنا على مفهومها كما تناولنا الجانب التاريخي لهذا المبدا الذي له جذور ضاربة في اعماق التاريخ وله اثر في كل عصر منالعصور لاسيما في العصر الاسلامي بحيث عرفنا قيمة هذا المبدا في الشريعة الاسلامية الغراء.
ولم يتوقف المبدا عن التطور بل نجده نال الحظ الوافر على المستويين الدولي والداخلي .فعلى المستوى الدولي فذلك من خلال النص عليه في معاهدات ومواثيق دولية كثيرة اما على المستوى الوطني فإ يستشف من خلال تكريسه في العديد من الدساتير في العالم و النص عليها في صلب الكثير من القوانين الإجرائية للعديد من الدول و من بينها الجزائر.
هذا وقد إستوجبت الدراسة التطرق لأهم المبادئ التي تدعم مبدأ قرينة البراءة والمتمثلة في حماية الحرية الشخصية للمتهم وإعفائه من إثبات براءته مع إلقاء عبء الإثبات على جهة الإدعاء العام ،وتفسير الشك لصالح المتهم.
كما أن هناك العديد من الضمانات الإجرائية التي تحيط بمبدأ قرينة البراءة وتحميه،كماأنها تكفل لمتهم الدفاع عن نفسه ودرء التهمة عنه وذلك عبر كافة المراحل التي تمر بها الخصومة الجنائية بدء بمرحلة التحيات الأولية وجمع الإستدلالات،مرورا بمرحلتي التحقيق القضائي والمحاكمة وانتهاء بمرحلة صدور الحكم ومايليها من إجراءات إلى غاية صيرورة الحكم نهائي وحيازته قوة الشئ المقضي فيه.
ومحاولة منا لمعرفة مدى إمكانية إعمال هذا المبدأ في المحاكمات الدولية و مدى تمتع المتهمين بجرائم دولية بهذا المبدأ و الضمانات المدعمة له من أجل تحقيق عدالة جنائية فقد كان لزاما علينا التطرق إلى المراحل التي مرت بها منذ الحقبة التي سبقت الحربين العلميتين إلى غاية تتويجها بجهاز قضائي دولي يتمثل في محكمة جنائية دولية.
إن فكرة إنشاء هذه المحكمة ليست وليدة الحاضر،فقد توجهت الشعوب إليها مع ظهور أفعال تاإرهاب و الجرائم المرافقة.ونتيجة لذلك فقد عقدت الدول اتفاقيات و معاهدات أقرت فيها أفعالا معينة ونصت على إجراءات لها قيمة تنفيذية من الدول الموقعة .ولقد بذلت جهود للتغلب على صعوبة إمكان إيجاد نظام لمحكمة جنائية دولية يحتاجها الميدان الدولي مما يجعل الحكومات قادرة على حماية حقوق الإنسان في المجموعة الدولية.
هذا وقد ساهمت الأحداث التي شهدتها الحرب العالمية الثانية والتي اتسمت بالبشاعة والفظاعة و البربرية في بلورة فكرة إنشاء محكمة جنائية دولية يمثل أمامها كبار مجرمي الحرب قصد معاقبتهم ،فتوالت التنديدات و التصريحات سيما من طرف دول الحلفاء إلى أن تم إنشاء محكمتين دوليتين عسكريتين عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية و الأولى في ألمانيا وتدعى محكمة نورمبرغ و الثانية في اليابان و تسمى محكمة طوكيو.
كما أن ماحصل من ماسي و مجازر بعد تفكك يوغسلافيا في البوسنة والهرسك و المجازر التي شهدتها رواندا في إفريقيا ،كل ذلك أشعل الفتيل من جديد محركا الدعوات إلى ضرورة إنشاء محكمة جنائية دولية لمحاكمة مجرمي الحرب في تلك الدول،الأولى في يوغسلافيا السابقة و الثانية في رواندا.
وأخيرا أصبح رواد المحكمة الجنائية الدولية حقيقة بصدور نظام روما الأساسي يوليو 1998 الذي انبثق عن مؤتمر الأمم المتحدة الدبلوماسي للمفوضين ،والذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية الدائمة.
ولعل مايلفت النظر أن القضاء الدولي الجنائي سواء في ظل المحاكم الدولية المؤقتة أو في ظل المحكمة الجنائية الدولية الدائمة اعتنى بحقوق المتهمين بجرائم دولية وكفل الحماية اللازمة لها،وهو ماكرسه النظامان الأساسيان لكل من المحكمتين الجنائيتن الدوليتين ليوغسلافيا السابقة ورواندا،كما أكد على ذلك نظام روماالأساسي الذي كرس نصوصا عديدة تضمنت إقرار العديد من حقوق المتهم قبل وأثناء المحكمة وحتى بعد صدور الحكم على غرار المحاكمات التى تخضع للقوانين الداخلية.
Description
Keywords
قرينة البراءة