سيميائية الشخصية في قصة وفاة الرجل الميت للسعيد بوطاجين
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تعتبر القصة فنا من الفنون الأدبية التي اهتمت عبر الزمن بنقل الواقع المعي ش
وتسجيله بطريقة فنية وجمالية وبهذا المعنى فالقصة تأريخ لمرحلة تاريخية يعيشها القاص
وينقلها في عمله القصصي بآلية فنية متخيلة ترقي بالواقع المع يش الملموس المضطرب
إلى الم ستوى الفني والجمالي الهادئ الذي يرقى بالنفوس ويمنعها و يهذبها، فالقصة
بوصفها جنسا أدبيا فرضت نفسها أما م الشعر الذي يعد ديوان العرب ومن هنا أصبحت
لها مقروئية كبيرة ، وفي ضوء الانفجار المعرفي ظهرت نظريات نقد ية حداثية تقرأ
النصوص السردية و مكوناتها، فكانت الس يميائية أهم نسق معرفي تبنى النصوص السردية
ويتجلى هذا من خلال م نجزات بروب، غريماس وفيليب هامون إذ طرحوا تصورا برهنوا
من خلاله أنه الأقدر على كشف خبايا النص السردي.
واللافت للانتباه أن النصوص السردية العربية عرفت حداثة على مستوى رؤية
القاص والراوي فكانت نصوص ثر ية أثرت المكتبة العربية منها على سبيل المثال
روايات يوسف السباعي ونجيب محفو ظ وحسين هيكل وروايات زهور ونيسي و الطاهر
وطار وواسيني الأعرج ....وغيرهم، وكانت القصة الجزائرية حاضرة بقوة في المشهد
الثقافي العربي من خلال روادها الحداثيين ، ومن هؤلاء القاص الجزائري السعيد بوطاجين
بوصفه عاشق القصة القصيرة ، وعلى هذا الأساس س نطمح من خلال هذا البحث إلى
الكشف عن سيميائية الشخصية لدى القاص من خلال مجموعته القصصية (وفاة الرجل
الميت) وذلك باعتبار أن الشخصية تعتبر العمود الفقري للعمل الروائي ، بل أن بعض
النقاد يذهب إلى أن الرا وية في عر فهم:" فن الشخصية " وذلك لا غرا ب ة في ه، إذ تعد
الشخصية مدار الحدث سواء في الرواية أو الواقع أو التاريخ نفسه، وحتى في صورها
الأولى المتمثلة في الحكاية الخرافية ، وذلك لأنها هي التي تنتج الأحداث بتفاعلها مع الو اقع
أو الطبيعة أو تصارعها معه و لا يستطيع أ ي ناقد أو دارس للأدب أن ي غفل دورها في
الراوية، فعنصر الشخصية مهم جدا في بناء أية قصة أو راوية لأنه المحور الذ ي تدور
حوله الأحداث متعلقة به، وتمهد له الأطر الزمانية والمكانية وما إلى ذلك من ظروف.
إن هذا العنصر هو مدار الأمر في كل نص سردي إذ لا يمكن أن يكون هناك قص
أو سرد ما ل م يتمحور حول شخصية ما ومنه سن حاول تقديم إجابات عن بعض التساؤلات
التي تثير جدلا معرفيا حول السميائيا ت السردية وتتمحور إشكالية هذه التساؤلات حول
المحاور الآتية:
- ما هي مرجعيات القاص الفكرية؟
- ما هي الموضوعات التي يمارس على ضوئها عملية الكتابة؟
- ما مدى نجاعة النظريات الغربية في فك شفرات النص السردي؟
- فيم تكمن حداثة القصة الجزائرية القصيرة؟
- وكيف تعامل القاصون الجزائريون مع شخصياتهم حيث رسموا ملامحها؟
فعلى أساس هذه الأسئلة س نحاول معرفة خصوصية الكتابة السردية لدى القاص
حيث نركز على الشخص ية بوصفها مكونا رئيسا للنص السردي متبع ين المنهج الوصفي
التحليلي مع اعتماد المنهج السيميائي في الدراسة التطبيقية (الفصل الثاني).
وفي الحقيقة كانت رغبتنا في اختيار هذا الموضوع نابعة من عدة عوامل أهمها:
- دافع الفضول في موضوع لا يزال بكرا وخاصة أن هذا الأديب الذي ن ح ن
بصدد التعامل مع كتاباته في هذا البحث لم يح ظ بالدراسة اللازمة ، وكون مسيرته العلمية
والإبداعية غير معروفة إلا لدى قلة.
- معرفة البنية الذهنية للقاص في ضوء النظريات الحداثية.
- تحديد واقع القصة الجزائرية القصيرة.
- معرفة خصوصية الكتابة للقاص.
وبغية الإحاطة بشتى جوانب الموضوع ارتأي نا تقسيم البحث إلى فصلين بالإضافة
إلى م قدمة وخاتمة و ملحق، فكان الفصل الأ ول تحت عنوان : الشخصية في السيميائ يات
السردية، وتناولنا فيه مفهوم الشخصية الروائية عند كل من القدامى والمحدثين من أمثال
يروب، وسوريو، غريماس وهامون ثم ت طرقنا إلى أنواع الشخصية من رئيسية وثانوية
إلى هامشية ومعارضة ونموذجية ، إضافة إلى أنواع الشخصية عند فيليب هامون والمتمثلة
في فئات الشخصيات من مرجعية إلى إشارية وتكرارية ، أما الفصل الثاني فوسم ناه
بالشخصية عند السعيد بوطاجين ، حيث تناول نا فيه منهج دراسة الشخصي ة ومفهومها عند
السعيد بوطاجين إضافة إلى بناء الشخصية مع مراعاة تقديمها ومعايير ذلك التقديم.
كما تناول نا فضاء المعجم القصصي عند السعيد بوطاجين وأصناف الشخصية وذلك
وفق لمنهج هامون، أما الملحق فقد خصصناه للسيرة العلمية للقاص.
وتتضمن الخاتمة نتائج هذا البحث والتي يمكن تلخيصها كالآتي:
سعت الدراسة إلى استكشاف عملية تشكيل المعن ى في القصص انطلاقا من البنيات .
السطحية ووصولا إلى البنيات العميقة بمراعاة أن المعنى ليس كيان جاهزا و لا معطى
بديهيا يمكن إ دراكه بدون وسائط بل بإعتباره سيرورة خاضعة لمجموعة من الشروط
تسعى السيميائيات السردية ذات التوجه المنهجي الشكلاني إلى معرفة قواعدها.
برزت في هذه المجموعة شخصيات تفاعلت بفضلها الأحداث في هذا العمل .
القصصي، استطاع المؤلف أن ينفخ فيها روحا قويا يجسد المعاناة والمأساة والأحاسيس
الدفينة التي عاشها أبناء الجزائر خاصة، فالمجموعة في أ غلبها تعبر عن أجواء
مستمدة من حياة الناس و همومهم، عالج الكاتب موضوعها بوعي وتفهم فقد حرص في
زوايا عدة على تجسيد ذلك.
مقاربة
Description
Keywords
القصة, سيميائية الشخصية