موقع اللغة من علم الإجتماع الثقافي

No Thumbnail Available
Date
2020
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
أم البواقي
Abstract
عرف المجتمع الإنساني اللغة منذ نشأته، فهي عمر الإنسان على الأرض، فاللغة ظاهرة اجتماعية تميز الإنسان عن الكائنات الأخرى اختص بها، فأتاحت له أن يكون مجتمعا وأن يقيم حضارة، وأن يطور ثقافته، وإذ نهضت اللغة في الماضي بمتطلبات الحضارة والثقافة مستندة في ذلك إلى مكانة أهلها على مسرح الحياة ودورهم في حركة الإنسان في الأرض. لذا فاللغة والمجتمع والحضارة والثقافة ظواهر متداخلة متكاملة، لاشك في أن اللغة وثيقة الصلة بالإنسان وبيئته، فهي تظهر المجتمع الإنساني على حقيقته، وليست اللغة رابطة أحضان مجتمع واحد بعينه؛ وإنما هي عامل مهم للترابط بين جيل وجيل، وانتقال الثقافات عبر العصور، ولا يتأتى ذلك إلا بهذه الوسيلة العجيبة؛ إذ تجعل من الأمة الناطقة بها كلاما متراصا خاضعا لنواميس التطور، ووجود مجتمع إنساني متعاون لإقامة حضارة. إن الدراسة السوسيولوجية للثقافة في غاية الأهمية، لا لفهم الجماعات والمجتمعات فحسب؛ بل لاستيعاب ما يدور حولنا وفهم علاقات القوى، ضمن جماعات ومجتمعات معينة، فالثقافة في غاية الأهمية ويستحيل فهم الحياة الاجتماعية والإنسانية ما لم نفهم العوامل الاجتماعية والثقافية. فجوهر الإنسان إنما يكمن في لغته وحياته الاجتماعية، ولا يمكن فهم اللغة وقوانين تطورها بمعزل عن حركة المجتمع والثقافات المنطوق بها، فهي لا تمتلك تلك القدرات وخصوبتها وتراثها وقدرتها على تلبية حاجات أهلها ومستجدات العصر الذي يعيشون فيه إلا بوجود مجتمع بعينه، والتحولات والمتغيرات وتحديات الثقافة التي يواجهونها مع تطور الزمان والمكان باعتبارها جزء من المجتمع، وبدون ثقافة لا وجود لمجتمع متطور، فالثقافة تدل على الإنتاج الفني والأدب والفلسفي للمجتمع، باعتبار أنها تدل على المظاهر الفكرية للحياة الاجتماعية، ومدى تميزها على العلاقات الواقعية وأشكال تلك العلاقات المختلفة التي تنشأ بين الأفراد الذين يمثلون المظاهر الفكرية لمجتمع ما,
Description
Keywords
المجتمع, اللغة, الثقافة
Citation