تقنيات السرد في رواية جسر للبوح وآخر للحنين لزهور ونيسي

No Thumbnail Available
Date
2013
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
من الدوافع التي جعلتنا نوجه النظر إلى جنس الرواية دون بقية الأجناس الأدبية ميلنا إليها باعتبارها أكثر الفنون النثرية اتصالا بالذات والمجتمع، وسبب اختيارنا لرواية (جسر للبوح وآخر للحنين) ل "زهور ونيسي" -على وجه التحديد-، لأنها تحمل العديد من الأبعاد الفنية، التاريخية والاجتماعية، كما أن الدراسات التي تناولت تقنيات السرد في هذه الرواية تكاد تنعدم، مما ولد لدينا رغبة في الدخول إلى أغوارها واستكناه ما فيها بالإضافة إلى أن أدب "زهور ونيسي" يستحق الدراسة بالفعل باعتبارها أول من فتحت آفاق الكتابة الإبداعية النسوية في الجزائر بعد بروز روايتها (من يوميات مدرسة حرة) على الساحة الأدبية. وسنحاول في بحثنا هذا استجلاء مختلف العناصر السردية التي وظفتها "زهور ونيسي" في روايتها والتي هي قيد دراسة بحثنا، محاولين الإجابة عن إشكالية كبرى: ما هي التقنيات السردية التي وظفتها "زهور ونيسي" في روايتها (جسر للبوح وأخر للحنين)؟ وكيف وظفتها؟. بالإضافة إلى الإجابة عن مختلف التساؤلات والمتمثلة في : - من هو الراوي ؟ ومن هي الشخصيات الروائية في الرواية ؟. - كيف كانت بنية المكان والزمان في الرواية؟. - ما هي مختلف المستويات اللغوية الواردة في الرواية ؟. - ما هي مختلف النصوص التي استعانت بها الروائية في نصها الجديد ؟. وقد اقتضت طبيعة البحث أن نقسمه إلى ثلاثة فصول أردفنا فيها النظري بالتطبيقي تسبقهم مقدمة وتليهم خاتمة. الراوي والرؤية السردية والشخصيات »: سنحاول في الفصل الأول المعنون ب أن نحدد تعريفات «" الروائية في رواية (جسر للبوح وآخر للحنين) ل" زهور ونيسي لهذه العناصر السردية الثلاثة، وأن نحدد زاوية نظر الراوي في الرواية، بالإضافة إلى تحديد الشخصيات الروائية في الرواية. البنية الزمكانية في رواية (جسر للبوح آخر » : أما في الفصل الثاني المعنون ب سنحاول أن نعطي تعريفا للزمن وأن نحدد مختلف ،«" للحنين) ل "زهور ونيسي المفارقات الزمنية الواردة في الرواية، كما سنحاول أن تحديد تعريف للمكان، وأنواع الأمكنة الواردة في الرواية. اللغة والتناص في رواية (جسر للبوح »: لننتقل إلى الفصل الثالث والموسوم ب الذي سنحاول البحث فيه عن المستويات اللغوية ،«" وآخر للحنين) ل"زهور ونيسي الواردة في الرواية، وكذا البحث عن مختلف النصوص الأخرى التي وظفتها الروائية في نصها الجديد. لنصل في الأخير إلى الخاتمة والتي ستكون إجابة عن الإشكاليات المطروحة ورصد لأهم النتائج المتوصل إليها. وبعد أن حاولنا الدخول في غمار الرواية، ومحاولة إبراز العديد من الجوانب المسكوت عنها، لنحدد بعد ذلك مختلف التقنيات السردية التي استخدمتها الروائية"زهور ونيسي" لتقدم للقارئ مادة الرواية وصلنا إلى ما يلي: * استخدمت الروائية تقنية تعدد أصوات الرواة في الرواية، وهذا ما أضفى عليها حركية وجاذبية وزادها توهجا وحيوية وكانت أكثر موضوعية. * اعتمدت الروائية شخصية رئيسية واحدة تدور حولها الأحداث، تتميز بتعدد الأدوا. * تميزت الرواية بغنى الشخصيات الهامشية، التي لم يكن لها دور محدد إزاء الشخصيات الأخرى، وإن استذكارها أضفى على الرواية أبعادا دلالية مختلفة. * اختلفت طريقة تقديم الشخصيات الروائية، فأحيانا كانت تقدم نفسها من خلال الحوار الداخلي أو الخارجي. * لم تعتمد الروائية التسلسل الكرونولوجي المنطقي للأحداث، فأحيانا تستحضر أحداثا من الزمن الماضي في الزمن الحاضر، أي الاسترجاع وأحيانا أخرى تقوم باستشراف المستقبل لتتنبأ بأحداث معينة، وهذا التجاذب بين الماضي والحاضر و المستقبل أضفى أبعادا جمالية فنية على الرواية. * حاولت الروائية أن تقدم عن طريق الراوي مادة الرواية من خلال حركتين أساسيتين للسرد في وتيرة الزمن السردي، وهما: (السرعة والبطء) . * جمعت الروائية بين أماكن للإقامة، تميزت بها فترة الطفولة والشباب في حياة الشخصية الرئيسية "كمال"، وأماكن للانتقال برزت بعد عودته إلى مدينته. * ذكرت الروائية الأماكن الموجودة في مدينة (قسنطينة) بأسمائها الحقيقية، وهذا لتوهم القارئ بالواقع بهدف شد انتباهه و التأثير فيه. * امتاز المكان كذلك بغنى الأشكال و الأنماط مما أضفى على الرواية حيوية، وأحيانا يعاد ذكر المكان في الرواية ولا يعد هذا تكرارا لأن الروائية في كل مرة تحمله أصداء دلالية جديدة. * زاوجت الروائية بين مستويين من اللغة، أحدهما متداول في الشعر المنظوم البديع متمثل في اللغة الشعرية، والآخر متداول في حياة الناس اليومية، متمثل في اللهجة الشعبية والتي تظهر في الرواية من خلال الأمثال والأغاني الشعبية. * أضفت كل من اللغة الشعرية و اللهجة الشعبية المحلية جمالية على الرواية من بدايتها إلى نهايتها. * نشرت الروائية شبكتها في فضاء واسع من النصوص المتشابكة، والتي انصبت كلها في المحكي الروائي. ختاما نعتقد بأن العمل الروائي لا يمكن له أن يستقيم إلا إذا كان هناك راو يقدم الأحداث والشخصيات الروائية وفق رؤية سردية معينة، بحيث تدور كلها في قطبي الزمان والمكان، وهذا في سياق تحدده اللغة بالضرورة مع الاستعانة بمختلف النصوص، تاريخية كانت أو أسطورية أو دينية... لتغذي سردية المحكي الروائي وتضفى أبعاد ا جمالية عليه.
Description
Keywords
الرواية, السرد, تقنيات السرد
Citation