محددات التوسع العمراني والخيارات البديلة
No Thumbnail Available
Date
2024
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
لمواجهة تحديات التوسع العمراني على المدى الطويل، أصبح من الضروري رصد وتحليل التغيرات في الغطاء الأرضي الحضري، بالإضافة إلى وضع خطط مناسبة للاستخدام المستدام للأراضي. تبرز الدراسات السابقة عدة تحديات رئيسية، من بينها نقص البيانات الجغرافية المكانية في البلدان النامية، مما يعقّد عملية تحليل ورصد التغيرات في الغطاء الأرضي. علاوة على ذلك، فإن تعقيد الأنظمة الحضرية يؤدي إلى نقص في المعرفة والفهم حول ديناميكيات التوسع العمراني والعوامل الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والسياسات العمرانية المؤثرة فيه. بالإضافة إلى التحديات التقنية المتعلقة بعملية النمذجة التي تتأثر بشكل كبير بعمليات المعايرة والتحقق وتصميم السيناريوهات، والتي لم تحظى بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين.
تتناول هذه الأطروحة ظاهرة التوسع العمراني في مدينة ميلة بالجزائر، مع التركيز على تطوير منهجية محسنة لرصد وتحليل ديناميكيات التوسع العمراني. تهدف الدراسة إلى معالجة الفجوة في الأبحاث السابقة من خلال دمج العوامل الاجتماعية والاقتصادية بشكل شامل في نماذج التوسع العمراني، وهو جانب غالباً ما تم إهماله في الدراسات بصفة عامة.
اعتمدت المنهجية على مجموعة متكاملة من التقنيات والنماذج، حيث تم استخدام مؤشرات طيفية (MNDWI, SAVI, IBI) لتحليل صور الأقمار الصناعية Landsat، متبوعة بتطبيق تقنية الاحتمال الأقصى لتصنيف الغطاء الأرضي. لتحليل الخصائص الزمانية والمكانية للتوسع العمراني، تم توظيف أربعة مؤشرات رئيسية. كما تم استخدام نموذج الانحدار اللوجستي لتحديد العلاقة بين التوسع العمراني ومحدداته المختلفة، بما في ذلك العوامل الطبيعية والاجتماعية-الاقتصادية والسياسات العمرانية.
لتعزيز دقة التنبؤات المستقبلية، تم تطوير نموذج خلايا الأوتوماتا (CA) باستخدام طريقة معايرة هجينة تجمع بينه وبين الشبكات العصبية الاصطناعية. هذا النهج مكّن من التقاط التفاعلات المعقدة بين المتغيرات المختلفة وتحسين الكفاءة الحسابية للنموذج. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم ثلاثة سيناريوهات للتوسع العمراني المستقبلي لمدينة ميلة، مما يوفر رؤى جيدة لصناع القرار والمخططين الحضريين.
كشفت نتائج الدراسة عن نمط توسع عمراني سريع في مدينة ميلة، خاصة خلال الفترتين 1987-1998 و2008-2020. اتجه هذا التوسع بشكل رئيسي نحو المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية والغربية من المدينة. لوحظ أن التوسع كان أكثر كثافة في المناطق القريبة من مركز المدينة، مع تفضيل التوسعات الجديدة للمناطق الأبعد عن المركز في نفس الاتجاهات المذكورة. تميز نمط التوسع بالتذبذب بين فترات التجميع وفترات الانتشار مما يبرز غياب خطة لتوسع المدينة.
أظهرت التحليلات الإحصائية والمكانية وجود علاقة قوية بين التوسع العمراني والعوامل الطبيعية والاجتماعية-الاقتصادية والسياسات العمرانية، حيث تبين أن القرب من شبكات النقل ومركز المدينة، إلى جانب عوامل طبوغرافية مثل الانحدار والارتفاع، والكثافة السكانية، تمثل أهم العوامل المؤثرة في نمط التوسع العمراني، كما لعبت طبيعة الملكية العقارية والإطار القانوني للتعمير دوراً مهماً في توجيه هذا التوسع.
في تقييم السيناريوهات المستقبلية والخيارات البديلة، برز سيناريو التوسع وفق نمط الحماية البيئية كأفضل بديل لتحقيق التوازن بين متطلبات النمو الحضري والاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية. يوفر هذا السيناريو إطاراً للتخطيط يدعم الشكل الحضري المدمج، ويحسن جودة البيئة السكنية، ويعزز التنمية المستدامة.
تؤكد هذه الأطروحة على أهمية دمج التحليل المكاني المتقدم والنمذجة في عمليات التخطيط الحضري. توصي الدراسة باعتماد استراتيجيات تنموية تراعي الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية في سياق التوسع العمراني، مما يساهم في تحسين جودة الحياة الحضرية وضمان تنمية متوازنة ومستدامة للمدن الجزائرية.
Description
Keywords
التوسع العمراني؛ الإنحدار اللوجيستي؛ النمذجة الحضرية؛ السيناريوهات المستقبلية