المشروع النقدي بين عبد القاهر الجرجاني و جان كوهن
No Thumbnail Available
Date
2013
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
يعد النقد الأدبي ثمرة للأدب و صدىً يتردد بعد كل قراءة محاولا بذلك تقويم هذا الفن و تقديره ، وبيان قيمته في ذاته و درجته بالنسبة إلى سواه.
ومهما كان الأمر فالنقد الأدبي ظل محل اهتمام العرب و الغرب على حد سواء و لعل سبب اهتمامنا بالموضوع يعود إلى المقاربات النقدية الموجودة في الثقافتين لدى كل من عبد القاهر الجرجاني و جان كوهن.
تعرضنا بذلك إلى مجموعة من الأسئلة متصلة بالموضوع أهمها:
ما دلالة النظم و الانزياح في تفكير عبد القاهر الجرجاني كّأهم القضايا النقدية في كتابي الأسرار و الدلائل؟.
ما دلالة الغموض و الانزياح لدى جان كوهن كأهم القضايا النقدية في كتابي : اللغة العليا و بنية اللغة الشعرية؟ وفيم يتقاطع الناقدان في خضم هذه القضايا؟.
وللإجابة عن هذه التساؤلات سرنا وفق خطة منهجية تحمل ثلاثة فصول محاولين الكشف عن أسرار كل عنوان من عناوينها ضمن مباحث.
فجاء الفصل الأول حاملا عنوان: أهم القضايا النقدية لدى عبد القاهر الجرجاني كمفكر و ناقد عربي محددين إياها في النظم و الانزياح.
واتضح لنا أن النظم الذي يقصده عبد القاهر الجرجاني هو نظم الكلام الذي لا يكتمل بناؤه إلا بتطبيق قواعد النحو التي تعد في رأيه أهم العمد التي ينهض عليها، وأنه لا قيمة للحركات الإعرابية إذا لم تكن مصحوبة بمدلول معين.
كما حاول أن ينسب الإعجاز القرآني وما يجعل أسلوبه يختلف عن بقية الخطابات المألوفة وقد جعل النظم أحد هذه الوسائل ، فخلص إلى فكرة منطقية مفادها أن الجمال لا يتحقق في اللفظ بذاته ولا في المعنى وحده إنما يتحقق الجمال فيما أسماه " النظم".
أما الانزياح باعتباره أنه قد جاء لإخراج اللغة من دائرة المعاني المعجمية الضيقة و المعيارية المحددة إلى دائرة التناط الإنساني الحي، فقد ارتبطت بهذا المصطلح عدة مصطلحات منها الالتفات و الانحراف و المجاز و الضرورة ، وتعددت أنواعه : إلى انزياح تركيبي و انزياح دلالي.
فإذا كان الانزياح التركيبي يحدث من خلال طريقة في الربط بين الدوال بعضها ببعض في العبارة الواحدة أو في التركيب أو الفقرة ، وأهم مظاهره : التقديم و التأخير و الحذف و الزيادة.
فغن الانزياح الدلالي: يتمثل بصفة عامة في الأنواع التي درسها البلاغيون ضمن علم البيان من حيث هو إيراد المعنى الواحد في طرق مختلفة.
أما الفصل الثاني فجاء جاملا عنوان أهم القضايا النقدية في بنية اللغة الشعرية و اللغة العليا بجان كوهن محددين إياها في الغموض و الانزياح:
ولاحظنا أن جان كوهن لم يبتعد كثيرا عن عبد القاهر الجرجاني عند إثارته لإشكالية الغموض و علاقتها بالشعرية و الانزياح ، كما أنه في كتابه بنية اللغة الشعرية لم يستخدم مصطلح الغموض بشكل أساسي بل استحضره من خلال مصطلح رديف له في المعنى هو الانزياح.
كما أن كوهن لم يقتصر في تناوله لمسألة الغموض على الشعر فقط بل أيضا تتبع الغموض في الرواية البوليسية باعتبارها حكاية ألغازية، وخلص إلى أداة اكتشاف الشعرية هو كشف عن سر الغموض ، الذي له صلة وثيقة بالدوال و المستويات اللغوية التي يصعب حل شفراتها أما بالنسبة للانزياح فقد منحه كوهن مساحة واسعة و اهتماما كبيرا في بحثه عن لغة الشعر مستندا إلى الأسلوبية الشائعة في فرنسا ، واعتبر البحث في الانزياح بمثابة بحث في الشعرية وفي لغة الشعر.
ويتحدد به من خلال نوعي الانزياح الاستبدالي و التركيبي.
أما الفصل الثالث : فقد حمل نقاط التقاطع بين الناقدين و المتمثلة في الشعرية و جماليات الانزياح.
فكانت من أهم نقاط التوافق:
- الاستفادة من الدراسات البلاغية القديمة.
- شعرية الصورة و الجمع بين المتباعدات.
- عدم تجاوز درجات الغموض.
في حين كانت أهم نقاط الاختلاف:
- في مصطلح الانزياح.
- في سمة الفرادة والاشتراك بين المبدعين.
- المعيار الذي يتحدد به الانزياح.
- الشعرية و علاقتها بالأجناس الأدبية.
- النظم و ارتباطه بالوزن و القافية.
البنية الإيقاعية و غيرها...
وعليه فقد اعتمدنا في ذلك على المنهج التحليلي المقارن، ومع الصعوبات التي اعترضتنا كشساعة الموضوع وصعوبة الإلمام به و تعتبر المادة العلمية هنا و هناك، ومع ذلك حاولنا المساهمة ولو بالشيء القليل في معالجة الموضوع والتطرق لأهم قضاياه على بحثنا هذا يكون خطوة لبحوث أخرى، أعمق و أوفى، أو شمعة تضيء سبيل كل طالب للعلم و المعرفة.
Description
Keywords
القضايا النقدية, التقاطع النقدي بين عبد القاهر و جان كوهن