الرثاء عند إبن الرومي والخنساء
No Thumbnail Available
Date
2012
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
لقد خلق الله الإنسان وجعله كائنا متميزا بالعقل ومن هنا كان لابد أن يفكر ويعود إلى ذاته ويرتد إلى نفسه ليتخطى العالم الخارجي ويعلو في سبيل التمكن من التفكير ومن تأمل ذاته ووجوده فكان الشعر ولا يزال الوسيلة المناسبة والوحيدة التي تمكن الشاعر من التعبير عن حقيقة مشاعره وأحاسيسه فالرثاء من الأغراض الشعرية المناسبة التي لجأ إليها ليعبر عن واقعه الأليم ويصور لنفسه المتألمة والمفجوعة جراء موت أحد الأحبة.
و الرثاء مرتبط بالنفس الإنسانية وهو أصدق العواطف تعبيرا وأجلها تصويرا وألصقها بالوحدات وهو الغرض المناسب للبكاء والأحزان.
الخنساء من الشاعرات المخضرمات اللاتي لم ينظمن الشعر في غير غرض الرثاء وقصائدها في أخيها صخر مشهورة وكذلك الشاعر ابن الرومي وهو صاحب النزعة التشاؤمية ومن الأسباب التي دفعت به لاختيار هذا الموضوع إعجابه بشعر الخنساء وبشخصية ابن الرومي والذي ضبط عنوانه كالآتي; "الرثاء عند ابن الرومي والخنساء دراسة أسلوبية موازنة ثكل السرور، ضامن المعروف وقاري الضيوف أنموذجا".
و من خلال التجول و الإطلاع بين أبيات الرثاء عندهما استقينا سؤالا مفاده هل عنيت كتب التراث بغرض الرثاء لدى كل من الخنساء وابن الرومي وللإجابة عن السؤال اتبعنا الخطة الموالية; مدخلا، مقدمة، ثلاث فصول وخاتمة.
الفصل الأول المعنون بالأسلوبية والأسلوب فتناولت تعريف الأسلوبية لغة واصطلاحا لنشأتها ثم الأسلوب عند العرب وعند الغرب ثم عرجت لعلاقة الأسلوبية بالعلوم الأخرى.
أما الفصل الثاني الموسوم بالرثاء فتناولت فيه تعريف الرثاء دوافعه وأهم معانيه ثم أنواعه وخلصت إلى خصائصه
أما الفصل الثالث الذي هو عبارة عن فصل تطبيقي فكان عبارة عن دراسة أسلوبية موازنة بين الشاعرين ابن الرومي والخنساء من خلال قصيدتهما; ثكل المرور، ضامن المعروف وقارئ الضيوف، فتمثلت الدراسة في المستوى الإيقاعي ، الموسيقى الخارجية التي كان قوامها الوزن والقافية، والبحر والروي.
الموسيقى الداخلية: حروف الجر والهمس والمد والتنوين.
أما فيما يخص الجانب التركيبي الذي اشتمل على طبيعة الجمل والأفعال والأسماء
والضمائر.
المستوى التصويري الذي احتوى على المحسنات البديعية كالجناس والطباق والتصريف والصور البيانية كالاستعارة والتشبيه والكناية وأخيرا المستوى الدلالي.
و من خلال هذا البحث خلصنا إلى مجوعة من النتائج كالآتي؛
الغالب على شعر ابن الرومي و الخنساء هو النزعة الحسية العاطفية.
- ملائمة المطلع غرض القصيدة فهو جاء مفصحا عن الرثاء منذ البداية حيث جنب المتلقي
مشقة الفهم
- تعد الأسلوبية مقاربة نقدية لتذوق القيم الجمالية.
- أما في ما يخص الأسلوبية و الأسلوب نجد أن الأسلوب لا يزال محاطا بالغموض و هذا
لكثرة تداوله بين النقد و الدارسين حيث كل باحث يرجعه إلى مرجعيته.
- تطبيق الجوانب الأسلوبية على القصيدة و التي تتمثل في; المستوى الإيقاعي.
الموسيقى الخارجية: التي كانت قوامها الوزن و القافية و البحر و الروي فكان البحر في
قصيدة ابن الرومي و الخنساء هو الطويل الذي وافق غرض القصيدة فجاء معبرا و ملائما لحالة الشاعرين المتألمة و الحزينة.
- جاءت قوافي قصيدة ابن الرومي و قوافي قصيدة الخنساء مطلة موافقة نفس الشاعر المتوجعة التي كانت تحاول إطلاق آلامها و مشاعرها الحزينة من خلال البيت.
-أما الموسيقى الداخلية; فقد نالت حظا وافرا من الاهتمام أولها حروف الجهر
وحروفا الهمس، و حروف المد و التنوين التي جاءت ملائمة و مناسبة للتعبير عن
غرض الرثاء.الجانب التركيبي الذي اشتمل على طبيعة الجمل و الأفعال و الأسماء و الضمائر التي تمكنا من خلالها الشاعرين نقل أفكارهما و الوصول إلى الهدف المنشود.
- أما المستوى التصويري الذي احتوى على المحسنات البديعية كالجناس و الطباق والتصريع التي أدت دورها بإضفاء نغم موسيقي عذب على القصيدتين و اشتمل أيضا على الصور البيانية من استعارة و تشبيه و كناية التي تصور الحالة النفسية المتألمة والضائعة للشاعرين كما استطاعت إيصال الأفكار المراد بلوغها. المستوى الدلالي؛ الذي كان عبارة عن حقول دلالية جاءت موافقة و معبرة عن غرض الرثاء.
Description
Keywords
أسلوبية الموازنة