التدخل الدولي لحماية حقوق الإنسان
No Thumbnail Available
Date
2016
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
إن موضوع التدخل الدولي لحماية حقوق الإنسان من أهم الموضوعات التي طرحت في المجتمع الدولي والتي أخذت حيزا هاما في صعيد العلاقات الدولية لكونه نظام يهدف إلى حماية حقوق الإنسان من مستوى دولي، مخرجا بذلك حقوق الإنسان من المجال المحجوز لدول ومتخطيا فكرة الإختصاص الداخلي بعد أن كان محرما على أشخاص القانون الدولي سواء كانوا دولا أو منظمات دولية التدخل في شؤون أي دولة وحملها على تغيير معاملتها لمواطنيها، ولقد أثبتت الممارسة العملية للعلاقات الدولية وجود العديد من حالات التدخل وذلك بهدف حماية حقوق الإنسان، ومن هذا المنطلق فإن ظاهرة التدخل الدولي ليست بالجديدة في العلاقات الدولية بل أنها أصبحت بارزة أكثر خلال فترة ما بعد الحرب الباردة أين مورس على نطاق واسع ولم يسبق له مثيل، نظرا لكون موضوع التدخل الدولي من أهم مواضيع القانون الدولي الأكثر حيوية وإشكالية لما أثاره من جدل حول إعادة النظر في بعض المفاهيم التقليدية كمفهوم السيادة وعدم التدخل أضف إلى ذلك أن أهمية أي بحث قانوني تكمن في الجديد الذي يضيفه هذا البحث إلى المعرفة القانونية خاصة إذا كان يتعلق بأهم المواضيع السائدة في المجتمع الدولي وهو : حقوق الإنسان.
ولما له من أثار إيجابية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، والية فعالة لحماية الشعوب المضطهدة خاصة وان القوانين الداخلية والحكومات في الغالب أصبحت عاجزة عن توفير الحماية اللازمة لحقوق الإنسان في العديد من بقاع العالم على غرار بورما، إفريقية الوسطى وسوريا وكذا تنامي حالات التدخل الدولي لحماية حقوق الإنسان في مناطق معينة ومعروفة دون مناطق أخرى مما يدفعنا إلى البحث عن الأسباب الحقيقية التي تؤدي لإعمال ألية التدخل الدولي وكذا البحث عن مدى شرعية التدخل الدولي لحماية حقوق الإنسان نظرا لافتقاره إلى نص قانوني واضح والبحث عن مبرراته القانونية وصولا إلى أهدافه الغير ظاهرة وعليه التعرف على مختلف أساليب وميكانيزمات التدخل الدولي بالإضافة إلى تحديد نطاق إعماله ومدى تطابقه وقواعد القانون الدولي.
ويمكن تبرير تعارض التدخل الدولية لحماية حقوق الإنسان مع القواعد الأمرة للقانون الدولي بأنه استثناء تطلبته المأساة والانتهاكات التي تتعرض لها أوضاع حقوق الإنسان.
ويستنتج من غموض مفهوم التدخل الدولي في حماية حقوق الإنسان وشرعته أنه أصبح يستخدم كذريعة ليتم إستغلاله من قبل العديد من الدول خاصة الدول الكبرى لتتدخل في شؤون الدول الأخرى خاصة دول العالم الثالث وبالخصوص الدول الإفريقية.
وان هذه الألية أستخدمت أكثر من أجل قلب الأنظمة وخلق أنظمة جديدة تتماشى ومصالح الدولة المتدخلة وانه اصبح يتستر وراء واقع حقوق الإنسان من أجل إضفاء الشرعية على عمليات التدخل بغرض زيادة النفوذ وأن أغلب عمليات التدخل العسكري غالبا ما تزيد أوضاع حقوق الإنسان سوءا، وغن مشروعية التدخل الدولي ترتبط بمدى تحقيق أهدافه المتعلقة بحماية حقوق الإنسان فنبل الهدف يبرر الوسيلة ويضفي عليها ثوب الشرعية ويجد التدخل الدولي نطاقه في وقت السلم عامة وفي وقت الحرب خاصة نظرا لما تعرفه الحرب والنزاعات المسلحة من إنتهاكات جسيمة ومعاناة للبشرية.
وإن تحقيق أي هدف يتعلق بحماية حقوق الإنسان فإنه يرتبط بنجاعة الميكانيزم المستخدم وما تتطلبه الحالة وعلى الرغم من نجاعة المكانيزمات العسكرية إلا انها غالبا ما تزيد أوضاع حقوق الإنسان سوءا والتي لا يجب أن لا يتم اللجوء إليها إلا في حالة فشل الميكانيزمات الغير قصرية التي تعد أكثر فعالية وتحقق أهدافها بأقل الأضرار.
ونخلص إلى ان التدخل الدولي لحماية حقوق الإنسان أمر ضروري يتطلبه الواقع وكفيل لتحقيق أهدافه على الرغم من سلبياته.
Description
Keywords
الحرب, حماية الأقليات, الميكانيزمات غير القسرية