شعرية الفضاء في نص الأيام لطه حسين
No Thumbnail Available
Files
Date
2017
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة أم البواقي
Abstract
تحاول هذه الدراسة الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالشعرية و الفضاء في الكتابة الروائية لطه حسين ، ذلك لأن الكاتب يحاول في كل مرة أن يملأ الواقع بفضاءت جديدةعن طريق اللغة ، لذلك فالشعرية في رحلة بحثها عن المعاني المتوارية بين ثنايا النصوص ، نجدهاتميز بين مسألتين ، تتعلق الأولى بتلك الخصائص البنيوية التي يتألف منها النص كالفضاء مثلا، أما الثانية فهي الخطاب الذي يحوي مختلف المكونات ، و هنا تتدخل اللغة بكل جوانبها الجمالية لإعادة صوغ الأحداث و التحكم فيها، و في رواية الأيام التي يمكن أن تكتسب صفةالشعرية نجد خصوصية التأليف التي تتيح لنا استجلاء حدود الشعرية ، و حدود الحكي بحيث يُمَكِّن نُا ذلك من اقتراح بعض المواضع التي يتدرج عبرها التعامل مع الشعرية من خلال المتن الحكائي لهذه الرواية ، من الوحدات أو البنيات الصغرى في مجمل أفعال الكلام المتمثلة في المفردات التي استعملها الروائي .إن طه حسين في هذه الرواية يكتب في سجله الواقعي حياته اليومية ، لكن ينبغي مع ذلك الإبقاء على حدٍّ جذري فاصل بين الفضاء المكتوب و الفضاء الذي ت قَُِدُم الكتابة بعض الصور عنه ، وذلك عبر الحاجة إلى العودة إلى إثبات الحقائق التي أكدها النقاد ، من حيث إن الواقعية في الكتابة لا تعني مطابقة ما هو واقعي، لكنها تعني الرضوخ لما أملته الطبيعة عبرذا يصبح للفضاء دور كبير في وعي الإنسان ، لأنه رمز الإستمرارية و مدِّ جسور التواصل ، لذا عمل الإنسان منذ القديم على تشييد الأمكنةو الفضاءات التي تمكنه من العيش ، و تذلل الصعوبات أمامه ليحس بالأمن و الأمان ،
و لكن قد تتحول مثل هذه الفضاءات إلى موطن للعزلة و الوحشة ، لأنه لا يوفر دواعي الأمن و الاستقرار ، فكل الأحاسيس المرافقة للفضاء ، تنعكس إما سلبا ، و إما إيجابا على نفسيةقاطنيها ، و تبث فيهم ذكرايات يكتب لها البقاء إن أمكن ، و يكتب لها الفناء إن أرادت .إن المتتبع لحركة السرد في رواية الأيام ليجد لهذا النوع من الفضاء ( العزلة و الوحشة ) انتشارا واسعا ، فنجده يمتد من مراحل الطفولة الأولى ، و يبقى في مسارأفقي تتابعي إلى مراحل متقدمة من حياة البطل ، إلى أن يصل إلى سن تنتهي فيها مراحل حياته المريرة ، و من ثم فإن اختلاف الخصوصيات من طبقة إلى أخرى هو العامل الرئيس في تكوين الصلة بين الفضاء الروائي و الفضاء الواقعي ، ومن هنا يتحتم الإحاطة بالخاصية اللغوية والجمالية للفضاء الأدبي، لأن ما يكتبه الكاتب من واقع يظل خطابا عن الواقع الأليم الذي يحياه ، فهو خطاب ممكن يستطيع الكاتب فرضه بالقوةوهذا ما تحاول هذه الدراسة الوقوف عنده بفصولها كاملة
Description
Keywords
الفضاء, الشعرية, طه حسين, نص الأيام