قسم اللغة و الأدب العربي
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing قسم اللغة و الأدب العربي by Author "بوديار, عادل"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
Item المعايير النقدية في كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري للآمدي أبو القاسم الحسن بن بشير ت. 370ه(جامعة أم البواقي, 2007) بوديار, عادل; لراوي, العلميقامت الموازنات بين الشعراء في نقدنا العربي القديم على أساس إثبات فحولة الشعراء وتصنيفهم بالنظر في نظمهم، ولم تكن تسير وفق منهجية منضبطة، وظلت ساذجة بسيطة تلخص الإعجاب لدى أحد المتذوقين بشاعر دون آخر. وكانت الخصومة التي قامت حول الطائيين قد تحولت إلى رسائل في التعصب لأبي تمام أو للبحتري، فتناول الآمدي هذه الخصومة بمنهج علمي مستفيدا من البيئة العلمية التي طبعت العصر العباسي، ولهذا فإن كتاب الموازنة بين الطائيين يُعدُّ من أهم المؤلفات النقدية التي استطاعت أن تجمع بين الذوق والعلم و الخبرة النقدية، وأن تخوض بموضوعية في الخصومة بين الطائيين، و في شعر الطبع وشعر البديع. وقد استطاع الآمدي في موازنته بين الطائيين تحقيق النتائج التالية: 1- ربط بين التنظير والتطبيق في القضايا النقدية التي طرحها، وبذلك انتقل بالموازنة نقلة نوعية؛ بإثارته لأسلوب التحفيز لدى القارئ ، وتفعيل دوره في العملية النقدية، وترْكِ الحكم لذوقه بعد عرض محاسن الشاعر ومساوئه. 2- ارتفع بمنهج موازنته عن سذاجة النقد القائم على المفاضلة بوحي من الطبيعة إلى موازنة تعتمد على منهج علمي يقوم على التفصيل في تناول القضايا النقدية ويتخذ معايير مستقاة من النظر في الشعر ذاته. 3- عرض مذاهب النقاد في الطائيين، وجمع آراء الناس فيهما في محاجة بين أنصار أبي تمام وأنصار البحتري، وكشف عن فطنته النقدية وحسن استثماره للمادة التي جمعها في الخصومة بين الطائيين. 4- تناول قضية السرقات بطريقة مختلفة عما كان سائدا في عصره؛ إذ حصر السرقة في المعاني ولم يجعلها من كبير مساوئ الشعراء خاصة المتأخرين؛ لأنه باب ما يعرى منه أحد من الشعراء، بل إنه يرى أن الشاعر قد يحسن في سرقته ويخرج المعنى المسروق أجود من المعنى المسروق منه، كما استقصى السرقة التي قد تكون من الشعر القديم أو الأمثال السائرة، وأقر أن التقارب في بيئة الشاعرين يجعل كثيرا من معانيهما تتشابه، وهو ما برر به بعض التشابه بين معاني البحتري وأبي تمام، كما برر كثرة تشابه معاني أبي تمام مع غيره من الشعراء القدامى باعتبار أن معاني ما حفظه من الشعر القديم استقر في ذاكرته وأمكنها التسرب إلى شعره دون قصد منه. 5- نبه إلى فكرة أن السرقة لا تكون إلا في المعنى المبدع المخترع الذي عرف لشاعر بعينه ثم يأتي شاعر آخر فيسرق منه المعنى الجديد. 6- كشفت مناقشته لشعر الطائيين من حيث الشكل و المضمون عن براعته الفائقة ومقدرته النقدية الواضحة، وذوقه المرهف تجاه النصوص الشعرية؛ يؤكد ذلك استقصاؤه البعيد، وغوصه في معاني الشعراء وربطها بالشعر القديم. 7- انصب جهده في دراسة أخطاء الشاعرين على اللفظ والمعنى، ثم سجل مآخذ فنية على أبي تمام وحصرها في قبيح الاستعارة و التجنيس و الطباق والمقابلة، وتعزيز ذلك بالشواهد المتنوعة من القرآن الكريم والشعر الجاهلي والأموي، ومآخذ أخرى أسلوبية كثرت في شعر أبي تمام لطلبه البديع، منها سوء نسجه، وتعقد نظمه، ورداءة ألفاظه، وتوظيفه حوشي الكلام. 8- نظَّر للدرس النقدي العربي، ببيانه صفات الناقد الذي يضطلع بمهمة نقد الشعر؛ وهذه الصفات تتمثل في ضرورة روايته الشعر، والمداومة على قراءته خاصة القديم منه، والإلمام بآراء النقاد و علماء الشعر، لمقارنتها بالنتائج التي يتوصل المتوصل إليها، والتخصص في ميدان النقد وعدم الجمع بين الفنون؛ لأن ذلك يفرق الجهود، و يشتت الرأي، ويضعف العزيمة، ويؤدي إلى الفتور. 9- استطاع أن يسجل حضوره بقوة في عصر كان يعج بالنقاد والعلماء بالشعر بعدما تبحر في العلوم العربية، ووقف على طرفها في فهم الأدب وتحليل نصوصه، وجمعه بين الذوق الفني والممارسة النقدية، إذ درس بعض الجزئيات دراسة مستفيضة فحلل ما ظهر في شعر المحدثين من غلو في البديع وتعقيد في النسج، وسوء في النظم، وغموض في المعاني، وأخذ وسرقة و بعد استعارة مع تحديد العلة والتعليق عليها، وبيان أسباب الضعف، وبان إيثاره للشعر المطبوع، ووفائه للنقاد الذين سبقوه. 10- اختلف عن النقاد الذين سبقوه وتناول الخصومة بين الطائيين بطريقة عادلة فلم يتحامل على أبي تمام في تخريجه لأخطائه؛ لأنه احتكم في كل ما أصدر من أحكام إلى معايير نقدية استنبطها من الشعر القديم الذي يقوم على عمود الشعر. 11- وقف موقفا وسطا عدلا بين الشاعرين، وحاول أن ينقد شعر الطائين نقدا موضوعيا يقوم على الموازنة بين عملين متشابهين لا أن يحكم أحكاما عامة دون نظر أو دون تحديد، أو دون التقيد بالنص و الشاهد، فميزان العدل الذي يرتضه هو المساواة. 12- نظرته إلى القصيدة لم تكن نظرة تحليلية مقارنة، بل ما تزال تلك النظرة الجزئية الشكلية، التي تولي اهتماما للوزن و القافية، وإعراب القافية، وتهتم بالمعاني الجزئية المنشورة في أبيات القصيدة دون النظر إلى المعني العام للقصيدة. 13- خضوعه الكامل لشروط نظرية عمود الشعر، وتطبيقه الصارم للمعايير القديمة واتخاذها كمبدأ نقدي، إضافة إلى اهتمامه بالشكل والقوالب اللفظية، وميله إلى مدرسة الطبع وعدم الالتفات إلى مسائل التخييل في المعاني المستعارة عند أبي تمام، وكثرة الاستطرادات التي كثيرا ما يخرج بها إلى أمور فرعية و ثانوية لا علاقة لها بالنقد. 14- لم يكتف بأشعار الطائيين، بل رجع إلى كثير من شعر الشعراء الجاهليين والأمويين واستشهد بها؛ لأنها تعود في رأيه إلى فترة النقاء اللغوي، وهي أفضل الأمثلة التطبيقية التي يحتكم إليها الناقد. 15- لم يستطع أن يخلص فكره من الأحكام التي ورثها عن بيئته من اللغويين والنحاة الذين عالجوا كثيرا من القضايا الشعر التي لها صلة مباشرة باللغة، وخاصة ما يدخل في الصياغة الشعرية. 16- فضّل الشعر المطبوع الذي يجري فيه الشاعر على سجيته دون تكلف أو تصنع، وفضّل النقد الذي يعتمد فيه الناقد على الذوق الفني المسلح بالعلوم اللغوية والبلاغية، ويحسن استثمار آراء النقاد و البلاغيين والعلماء بالشعر. 17- ناقش أخطاء أبي تمام استنادا إلى مبدإ الوعي الكامل بالتقاليد الأدبية التي سبقت الناقد أو عاصرته، فأحصى عليه عددًا غير قليل من الأخطاء في اللغة، وسنَّ قانونا خاصا ينص على أن اللغة لا يقاس عليها. 18- نظر إلى صنعة أبي تمام على أنها صنعة في غير موضعها؛ لأن الصانع الحقيقي يتناول مادته فيمنحها شكلا معينا، و يسعى إلى إخراجها في أحلى حُلَّة ويتوخى فيها الكمال والتمام على أصول عرفها سلفا وعمَّق فيها معرفته بالمران والدربة، و بهذا المفهوم يتحول الشاعر إلى صانع أيضا، وتصير مادته اللغة والفكرة. 19- أحسن تصوير التيارات الأدبية في عهده، وتصوير الأذواق واتجاهاتها. 20- قدم معايير نقدية تطبيقية في نقد الشعر، وجمع بين الذوق والعلم والخبرة، وخلّص النقد من الفلسفة.